أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تامر عمر - مشاهد من رحلة الإسراء والعروج















المزيد.....


مشاهد من رحلة الإسراء والعروج


تامر عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 22:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشاهد من رحلة الإسراء والعروج

قبل أن تمتدحنى أو تذمنى .. قبل أن تشتمنى أو تحتفى بى، أرجوك .. أرجوك .. تجرد قليلاً من مشاعرك وحكِّم عقلك فقط. لا أريد منك سوى التفكير بالعقل والمنطق.
تعال على نفسك وفكر ...
* * *
معروفة هى قصة إسراء النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وعروجه إلى السماء. سمعناها صغاراً واحتفلنا بها كباراً. هى حادثة إعجازية بكل المقاييس، حيث أرسل الله البراق ليحمله إلى بيت المقدس، ثم ليصعد به إلى السماء فى زيارة خاصة جداً، لم يحظ بها أى نبى من قبل، وفى هذه الزيارة، أعطى الله لنبيه هدية غالية، هى الصلاة، فكانت هدية باقية، إذ يمارسها المسلمون تعبداً وقربى لله حتى قيام الساعة.
يشدد العلماء الراسخون فى العلم بأن رحلة الإسراء إلى بيت المقدس ثم العروج إلى السماء، لم يكن بروح النبى فقط، بل كان بالجسد أيضاً، ويدللون على ذلك بأن النبى قد وجد فراشه لا يزال دافئاً بعد عودته من رحلته السماوية العجيبة. الأمر الذى لا يدل فقط على أن هذه الرحلة الإعجازية العجيبة من الأرض إلى السماء ثم العودة، لم تكن فقط سريعة، ولكنها كانت بالجسد أيضاً، إذ أن حكاية (دفء الفراش) معناها أن النبى قد غادر الفراش بجسده، وهو ما كان يجب أن يترتب عليه برودة الفراش. لكن أما وقد وجد النبى فراشه لا يزال دافئاً، فمعنى ذلك أن العروج إلى السماء ثم العودة كان بالجسد أيضاً.
رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى رحلته إلى بيت المقدس أنبياء الله جميعاً وصلى بهم إماماً. مشهد مهيب أراهن أن جسدك يقشعر إذا ما تخيلته. تصور أنبياء الله كلهم موجودين فى مكان واحد على الأرض، بل وفى مساحة صغيرة هى مساحة المسجد الأقصى. إجتمع جمعهم على اختلاف أزمنتهم التى عاشوا فيها ليتراصوا خلف المصطفى يصلى بهم إماماً. هل تستطيع رؤيتهم؟ هل يمكنك تمييزهم؟ هذا هو يسوع بملامحه الفلسطينية وشعره الطويل وأنفه المستقيم، وهذا هو موسى ببشرته الداكنة وملامحة الصارمة ولثغة لسانه، ... إلخ.
تعال على نفسك وفكر: تصور أهل القدس يشاهدون أناساً يشبهون الأنبياء الذين يعرفونهم، يظهرون فجأة .. فجأة، من بطن اللامكان واللازمان، يظهرون فى محيط المسجد الأقصى. ولا تمر لحظات حتى يشاهدوا كائناً غريباً يشبه البغل أو الحصان يطير، يحمل إنساناً لا يعرفونه، ويقترب هذا الكائن الطائر منهم هابطاً بمن يحمله حيث يستوى واقفاً أمامهم على الأرض. ينزل الرجل من على ظهر الكائن الطائر ليصافح الرجال الذين يشبهون الأنبياء الذين يعرفهم أهل القدس، ثم يقودهم الرجل الغريب الهابط من السماء إلى داخل المسجد الأقصى، ليصطفوا أمام أعين الناس المذهولين فى صلاة جديدة تماماً عليهم لم يروا مثلها من قبل (تعال على نفسك وفكر: كيف صلى النبى بالأنبياء قبل أن يعلمه الله إياها ويفرضها عليه وعلى المسلمين فى رحلة العروج؟).
تصور أهل القدس يشاهدون رجلاً يهبط من السماء بكائن طائر، يلتقى برجال أشباه موسى وعيسى وأشعياء ويوحنا ويونس وسليمان وداوود وزكريا ... إلخ، ثم ينخرطون فى طقس تعبدى غريب. تعال على نفسك وفكر: كيف يمكن أن يصمت هؤلاء عن ذلك الحدث ولا يروون عنه خبراً؟ ألم يتناهَ الخبر إلى أى مؤرخ معاصر ليدون هذه الحادثة الخارقة فى مجلداته، أم أن معاصرى هذا الحدث الخوارقى - كالعادة - متآمرون على الحقيقة، يستميتون فى إخفائها عنا؟
قد يقول قائل: لقد كانت رحلة الإسراء بالليل، فمن الوارد ألا يرى أحد من سكان القدس ما حدث. والإجابة على ذلك هى: لقد كان يحكم بيت المقدس آنذاك الروم، وهى إمبراطورية كبرى. هذه الإمبراطورية كانت لها حامية جند قوية فى أورشليم. وكل من لديه معرفة بسيطة بنظام الجيوش، قديمها وحديثها، يعلم أن كل حامية أو قوة عسكرية لها (خدمات حراسة)، أى عدد من الجنود السهرانين. فلو رأى واحد منهم فقط هذا التجمع لأيقظ سكان القدس أجمعين، فالأمر حقاً جلل، إذ هبط عليهم رجل من السماء راكباً مخلوقاً يشبه الحصان، ولكنه بجناحين.
نأتى إلى رحلة العروج. دعك من أن النبى طبعاً قد طار بالبراق أمام أعين أهل أورشليم صاعداً إلى السماء، وبرغم ذلك لم يتحدث بذلك منهم أحد. بل تعال على نفسك وفكر فى الآتى: عندما أخذ النبى صلى الله عليه وسلم فى الإبتعاد بالبراق عن سطح الأرض، صاعداً به ميلاً وراء ميل، ألم ينتبه - وقد ابتعد بمسافة كافية - إلى أن الأرض عبارة عن كرة؟ فكرة كروية الأرض كانت فكرة مستبعدة تماماً فى العصور الوسطى، إذ كان أهل العصور الوسطى يتصورون الأرض مسطحاً منبسطاً ذا أطراف، ويحفها من أطرافها جبل يدعى (جبل قاف). أشار القرآن الكريم إلى تسطيح الأرض فى الآية: {وإلى الأرض كيف سُطِحَتْ} (سورة الغاشية، الآية 20)، كما أشار إلى أطراف الأرض فى الآية: {أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها} (سورة الرعد، الآية 41).
وقد بدأت إرهاصات فكرة استدارة الأرض بعد ذلك مع تقدم علم الفلك، حتى أثبت الفلكى يوهانس كبلر كروية الأرض بقوانين حاسمة. تعال على نفسك وفكر: هل هناك شخص واحد فى التاريخ قبل إختراع الصاروخ ومركبة الفضاء، استطاع أن يترك الأرض صاعداً فى الفضاء ليكتشف كروية الأرض قبل محمد صلى الله عليه وسلم؟ الإجابة: لا. السؤال التالى: إنه حقاً إكتشاف عظيم، فلماذا لم يخبرنا به النبى عند عودته؟
هل تعلم أن الكنيسة فى بدايات عصر النهضة قد اضطهدت وعذبت، بل وقتلت علماء بدأوا يتحدثون عن أن الأرض ليست مركز الكون، وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس، وأن الأرض ليست مسطحة كما يؤكد ذلك الكتاب المقدس، بل هى كروية؟ لماذا لم يخبرنا بذلك النبى محمد وقد كان بإمكانه أن يدلل على نبوته باكتشافه هذا أولاً، ثم يساهم فى تقدم معرفة الإنسانية بالأرض التى نعيش عليها ثانياً، ثم يحقن دماء علماء قادمين، سيقدر لهم أن يخوضوا معارك شريفة ضد الفكر الظلامى من أجل تقدم الإنسانية ثالثاً؟
تعال على نفسك وفكر: كيف أسقط التاريخ تلك الصلاة الجامعة للأنبياء فى بيت المقدس دون أن يدونها؟ لماذا رأى الناس البراق يطير برجل ثم لم يندهشوا أو يقصوا لأبنائهم تلك القصة العجيبة؟ لماذا ربط النبى البراق إلى الحائط (حائط البراق) قبل أن يدخل إلى المسجد الأقصى ليصلى بباقى الأنبياء؟ هل خشى النبى أن يهرب البراق - هذا المخلوق ذو الرسالة، المبعوث من السماء - هل خشى النبى أن يهرب منه كأى حمار أو بغلة حمقاء تتفلت من صاحبها؟ ثم أخيراً: لماذا لم يخبرنا النبى بمسألة كروية الأرض بعد عودته من رحلة السماء؟
تعال على نفسك وفكر ...



#تامر_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأى جيش طارد فرعون موسى؟
- الإسلام أو الجزية أو الحرب .. ثالوث الإختيار الشهير بين العق ...


المزيد.....




- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- مصدر في الفاتيكان يوضح آخر تطورات الحالة الصحية للبابا فرانس ...
- السعودية.. إنقاذ حياة 20 شخصا بعد تعرضهم لتوقف القلب قرب الم ...
- الشرع: قتل أفراد من الطائفة العلوية يهدد الوحدة السورية
- تردد قناة طيور الجنة toyour jana على الاقمار الصناعية 
- 60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مؤتمر الأساقفة قلق من صعود -البديل- في الانتخابات الألمانية ...
- لوموند: هل تستهدف فرنسا المدارس الإسلامية الخاصة؟
- اعتنق الإسلام وتزوج جزائرية.. قصة ريبيري قاهر التنمر وصانع ا ...
- “من هنا” رابط تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 1446 وأهم الشر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تامر عمر - مشاهد من رحلة الإسراء والعروج