فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 22:11
المحور:
حقوق الانسان
أصاب المؤتمر الدولي ببروکسل الذي إنعقد في يوم الثلاثاء الماضي، کبد الحقيقة عندما طالب الاتحاد الاوربي بقوة أن يشترط توسيع علاقاته السياسية و الاقتصادية مع هذا النظام بوقف الاعدامات و تحسن ملفت للنظر في واقع حقوق الانسان في إيران، لأنه من المستحيل أن يقوم هذا النظام بمبادرة نوعية إيجابية تجاه مسألة حقوق الانسان في إيران من تلقاء ذاته.
هذا المؤتمر الذي رکز و بشکل ملفت للنظر على قضية حقوق الانسان في إيران و سلط الاضواء على الانتهاکات الواسعة لها من جانب النظام الايراني و لئن کان المجتمع الدولي يرکز بقوة على القضية النووية و يسعى لجعلها أساس کل المسائل الاخرى، لکن السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية أکدت أن حقوق الانسان هي كعب آخيل هذا النظام وأن تجرع كأس سم حقوق الانسان هو الأخطر بالنسبة له بمئة أضعاف من كأس السم النووي، لأن رفع القيود التعسفية و الظالمة عن هذا الشعب ستقود بالنتيجة الى إسقاطه لأن في إطلاق الحريات نهاية هذا النظام ذلك أن الشعب المحاصر و المطوق دائما بالقمع و الاستبداد و السجن و الاعدامات لو وجد له أکثر من متنفس و متسع و تيقن من دعم و تإييد دولي له، فإن قضية بقاء النظام ستکون مسألة أيام.
المراهنة على مزاعم الاصلاح الواهية لروحاني هي بمثابة اللهاث خلف السرب ظنا بأنه ماء، حيث أنه ومنذ مجئ روحاني و خلال ستة أشهر من حکمه ليس لم يتحقق أي إصلاح او إعتدال في قضية حقوق الانسان بل وعلى العکس من ذلك فقد کان هناك تراجع للخلف، إذ شهدت حملات الاعدام تزايدا ملفتا للنظر الى الحد الذي لم تشهد إيران هکذا تصاعد في الاعدام منذ أکثر من 10 أعوام، کما أن القوانين المجحفة بحق المرأة قد تم سنها أيضا خلال هذه الاشهر الستة، ومن هنا، فإن ماقد طرح من رؤيا في المؤتمر بشأن أن "جميع زمر النظام متفقون على الاعدام والتعذيب والقتل ولهم مصالح مشتركة في ذلك."، وبنائا على ذلك فإن الاعتماد و الثقة بمزاعم الاصلاح و الاعتدال من جانب روحاني، انما له تأثيرات و إنعکاسات سلبية بالغة على قضية نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية، وقد کانت السيدة رجوي صاحبة نظرة ثاقبة و رؤية سديدة عندما تحدثت عن مرحلة روحاني في کلمتها أمام المؤتمر بقولها:" ان عدد الاعدامات الغير مسبوق والمجازر الهمجية بحق أشرف وليبرتي بعد مضي عشرة أشهر على مجيء الملا روحاني على السلطة أثبت أن النظام لا يستوعب أقل نسبة من المرونة والاعتدال."، ولذلك فإنها"أي السيدة رجوي"، تطرح محصلة و خلاصة مهمة للأوضاع في إيران عندما تؤکد" ان الحل بالنسبة لمسألة ايران يكمن في تغيير النظام.".
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟