أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - صح النوم يا رفاق ! الحزب الشيوعي العراقي وجماعة-التحالف الكبيسي















المزيد.....


صح النوم يا رفاق ! الحزب الشيوعي العراقي وجماعة-التحالف الكبيسي


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 321 - 2002 / 11 / 28 - 02:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                               صح النوم  يا رفاق !

                    الحزب الشيوعي العراقي  وجماعة "التحالف الكبيسي" .

                                                                     

   شتان بين البيان الرصين والقائم على التحليل العلمي العميق الذي أصدره المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي قبل فترة قصيرة  وبين التعليق الباهت والركيك المليء بالشتائم والغمز واللمز الذي بثته إذاعة الحزب ونشر في نشرته الداخلية " أخبار العراق ! وهكذا، و بعد أن قالت جميع  أطراف المعارضة العراقية المعروفة تقريبا رأيها في زيارة وفد " التحالف الوطني العراقي " المدانة والمرفوضة، وبعد أن مرَّ أسبوع تقريبا على الحدث وأعلن الناطق الرسمي باسم التحالف في الخارج باقر الصراف عن قرب عودة الوفد الى الخارج ليقوم بالجزء الثاني من مهمته البائسة ، أعلن الحزب الشيوعي العراقي  يوم 26/11/2002 موقفه من هذا الحدث على لسان محرر الإذاعة الحزبية  . يمكن في الواقع  للمتابع أن يغض النظر عن سر وسبب هذه " السرعة  الخاطفة " في متابعة الحدث السياسي العراقي متابعة آنية وفورية من قبل أقدم حزب سياسي عراقي إذا ما أراد أن يفهم مضمون الكلمة أو التعليق  المعلن  فلنحاول :

  يبدأ البيان بعبارة لا يمكن أن يتوقع المرء سماعها من حزب عريق وذي تجربة سياسية وفكرية كهذا الحزب فبعد العنوان الذي يقول ( بئس الوفد وبئس المهمة ) نقرأ عبارة مفعمة بالفهم "الديالكتيكي"  تقول  ( فقاعة تافهة وانفجرت هذا ما يمكن أن يقال في شأن الحفنة الخائبة من أدعياء معارضة النظام التي وصلت الى بغداد قبل حوالي أسبوع  ) 

  لسنا في وارد الدفاع عن هذه المجموعة الانتهازية والتي بدأت باضطهاد العراقيين في بلدان اللجوء قبل عقود وحتى قبل أن تصل الى السلطة  و عن زيارتها ولقاءاتها . ومعروف أن كاتب هذه السطور وعدد من أصدقائه في التيار الوطني الديموقراطي هم أول طرف سياسي عراقي أدان الزيارة علنا وشرحوا  أبعادها ودوافعها الخطيرة  وطالبوا بمقاطعة القائمين بها بل و ساهموا في نشر وجهات نظر أطراف أخرى عبر المكتب الإعلامي للتيار الديموقراطي منذ اليوم الأول للزيارة وحتى اليوم، لسنا في وارد الدفاع عن هؤلاء ، ولكننا نريد التأشير على هذا الارتباك الملحوظ في أداء حزب وطني ذي ماض ثوري وتحرري مشرف والذي لا تبرزه اللغة الشتائمية السطحية أو جعل جريدة " الوطن " السعودية مرجعيته الخبرية والتحليلية فقط ، بل ثمة أيضا إشارات غريبة تحيلنا الى تراث عصبوي ظنناه تلاشى مع الكوابيس الستالينية ومن ذلك مثلا :

-  التركيز على نشاط مجموعة تسمي نفسها شيوعية  وهي " لجنة إعادة تنظيم الحزب الشيوعي " والتي يقودها يوسف حمدان  و وصفها بصفات مقذعة من قبيل " جثة وعملاء مخابرات .. الخ " وهنا أيضا، فلسنا في وارد الدفاع عن عملاء لمخابرات النظام كما يزعم محرر بيان الحزب الشيوعي دون أن يقدم  أية أدلة على زعمه ولا علاقة لنا من قريب أو بعيد بمجموعة السيد يوسف حمدان ولكننا نتساءل دفاعا عن الحقيقية : لماذا هذه العودة الى أيام داود الصايغ الذي حاول في العهد القاسمي تأسيس حزب شيوعي آخر بدعم حكومي فشنت عليه قيادة الحزب الرسمية حربا لا هوادة فيها ؟ لماذا هذه العودة لممارسات الاحتكار والتطويب الكهنوتي والكرامات السياسية في زمن مختلف جذريا عما كان ؟  وهل سيقمع الحزب الشيوعي أية نية لمجموعة من المواطنين مستقبلا  لتأسيس حزب شيوعي آخر ؟ أليس في هذا التركيز على هذه المجموعة إشارة أكيدة الى غياب المقاييس والارتباك السياسي لدي محرر البيان ؟ لماذا لم يخصص الحزب أو مسئول إذاعته بضعة أسطر لما كتبته قبل يومين مجلة "يو أس نيوز " الأمريكية عن احتمال استعمال السلاح النووي ضد العراق إذا كان قلب القيادة الحزبية على الشعب فعلا ؟ ثم إذا كان الحزب الشيوعي يتصرف هكذا مع من يدعون الشيوعية أو اليسارية فيتهم من كان منهم في داخل العراق بالعمالة للمخابرات، ومن كان من يساريين وديموقراطيين في الخارج  بمغازلة النظام ، فماذا سيفعل هذا الحزب بغير الشيوعيين واليساريين ؟ وأين ذهبت توصيات المؤتمرين  العامين الأخيرين للحزب  بضرورة التعامل التضامني ومحاولة تفهم القوى اليسارية والديموقراطية والتنسيق معها ؟

-  ما أن يترك محرر البيان مجموعة الكبيسي ومجموعة يوسف حمدان قليلا حتى يفتح جبهة جديدة ضد من يسميهم ( بعض المستغرقين حديثا في الغزل العلني بالنظام ) الذين كما يقول المحرر (حاولوا النأي بأنفسهم واستنكروا فعلة التحالف المخزية ! ) والمحرر هنا لا يرفض الغزل العلني لكي يروج للغزل السري الذي لم ينقطع يوما واحدا بين الأطراف المهيمنة في إقليم كردستان والتي يشار الحزب الشيوعي نفسه بوزير في حكومته بل يريد الغمز واللمز وبطريقة لا تليق بالحزب الشيوعي الذي يعرفه الناس  من قناة رموز تيار التغيير السلمي الشامل والذين يطالبون بإنهاء الدكتاتورية تماما ولكن ليس عن طريق العدوان الهمجي الأمريكي المدعوم ببعض المرتزقة الناطقين باللهجة العراقية من أحزاب المعارضة العراقية المتأمركة والتي لم يقطع معها الحزب خيطا .

-  نعم : نحن ضد العدوان على بلادنا وضد الدكتاتورية الدموية  في آن واحد . ونعمل على تجسيد الخيار الثالث بين خيار العمالة للأمريكان على طريقة التحالف السداسي والمهرولين خلفه وخيار العمالة للنظام على طريقة تحالف الكبيسي .

-  الخيار الثالث يعني في الجوهر المراهنة على ملايين العراقيين ذوي المصلحة في السلام وإحباط العدوان وإنهاء الدكتاتورية سلما أما غمزات ولمزات الذين تتحرك أقلامهم بالروموت كونترول الذي يوجهه تجار الثقافة والممولين السمان في دمشق فلن تجعلنا نحيد عن هذا الطريق .

إضافة الى ما تقدم ثمة تساؤلات قصيرة ، نكرر قبل طرحها ، إننا لا ندافع عن أحد بل نبحث عن صدقية مفقودة :

 

-  يدين الحزب  مَن يتعامل ويتحاور ويراهن مع النظام وهو على ما هو عليه من دكتاتورية وتحجر  وهو محق تماما في هذه الإدانة ، ولكن هل هذا الموقف شامل ومبدئي وقاعدة مضبوطة أم أن هناك بعض الاستثناءات ومنها الوضع  في كردستان و الأستاذ مكرم الطالباني الوزير الشيوعي السابق في حكومة الجبهة الوطنية والذي مازال يقوم بدور الوسيط بين النظام وبعض أطراف المعارضة. وبالمناسبة ،نرجو أن لا يحمل كلامنا على جهة الإساءة للأستاذ الطالباني فهو شخصية نزيهة ولا اعتراض لدينا على قيامه بدور الوسيط الفعال وبما  يؤدي الى تحقيق الخيار الثالث ( خيار التغيير السلمي  ومن دون حرب أو عدوان ) .

-  كيف يمكن للحزب الشيوعي  أن يوفق بين رفضه للحوار مع النظام الذي قامت به مجموعة التحالف من جهة ويوافق ولا يعترض على الحوارات المستمرة بين حلفائه في كردستان و ذلك النظام نفسه من جهة مقابلة  .

-  هل يعتقد الحزب أو للدقة كاتب البيان موضوع الحديث أن الحوار مع  الوفود الرسمية الأمريكية التي تدوس على السيادة العراقية وتدخل عنوة الى مناطق الإقليم أشرف من ذاك الذي دار بين مجموعة التحالف وعزة الدوري ؟ وما الفرق السياسي والاجتماعي والأخلاقي بين الجري خلف "المؤتمر الجلبي الموحد" للحصول على بعض المقاعد في مؤتمر ( بروكسل / لندن )  وبين جري "التحالف الكبيسي " خلف عربة النظام المتدهورة على المنحدر ؟

-  وأخير لا يتمنى المرء الصادق في حرصه على قوة تحررية عبرت عنها راية الحركة الشيوعية العراقية المضمخة بدماء آلاف الشهداء إلا أن تنتفض القاعدة الحية والقياديون الشرفاء ضد هذا البيان الرديء شكلا ،والفقير والشاحب مضمونا ، ويطالبون قيادة الحزب بالتنصل منه علنا  .. إنها أمنية دونها خرط القتاد بوجود هيمنة الممولين " الأشاوس "  ولكن  لا بئس من إعلانها على الملأ كشهادة ، فرائحة "السمك الميت" واضحة في البيان !

ملاحظة :بعد الانتهاء من كتابة هذه المقالة قرأت على أحد المواقع العراقية على شبكة الإنترنيت سؤالا استفزازيا  طرحه أحد الذين يفكرون برأس مفوض شرطة أمن  يقول ( كيف تثبت يا علاء اللامي إنك لست من مجموعة "التحالف الوطني" ؟ ) وهي المجموعة التي سقطت في أحضان النظام  قبل  بضعة أيام ، وجوابي هو : عليك يا محترم بمراجعة "فتاح فال" أو "قارئة الفنجان " للحصول على جواب يتناسب مع إمكانياتك العقلية والأخلاقية  عوضا عن  قراءة مقالتي هذه !! ولأنني لا أفكر بنفس الطريقة الشرطية فلن أطرح على هذا السائل سؤالا مشابها  يقول : وكيف تثبت أنك  لست عميلا للموساد أو للمخابرات المركزية الأمريكية والعياذ بالله ؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زلمة النظام حين ينقلب ثورجيا !
- ملاحظات سريعة حول : التغيير السلمي والعدوان النووي الوشيك !
- مئة وخمسة بالمئة انتهازية 105% :بمناسبة اقتحام الكبيسي ومجمو ...
- التصريحات الأخيرة للزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني : موا ...
- دفاعا عن مبدأ المواطَنة وليس عن فخري كريم !
- المعجم الماسي للتنكيت العباسي - طرائف من التراث العربي – الج ...
- لا أمان لصهاينة المعارضة العراقية !
- تعقيبا على مقالة - مبادرة للانفتاح الديموقراطي - للأستاذ باق ...
- ما المطلوب ، مجلة جديدة أم صوت جديد ؟ حول الدعوة لإصدار مجلة ...
- مديح لصبية أوروبية !
- قرار إيران بالزج بقوات - بدر - خلال الغزو :هل هي صفقة إيرا ...
- صياحهم ضد أمريكا وسيوفهم الطائفية ضد الشعب العراقي !تعقيبا ...
- العفو الرئاسي في العراق والتفاصيل الخفية : بداية تغيير حقي ...
- اللازم والمتعدي في الظلم !
- نعم لعروبة الحضارة لا لعروبة العنصر والدم !
- عروبة العراق ليست قبوطا !
- السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة- الجزء الثالث والأخ ...
- كتاب جديد عن العراق : نقد المثلث الأسود: النظام والمعارضة ...
- السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة !* -الجزء الثاني
- السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة !* - الجزء الأول


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - صح النوم يا رفاق ! الحزب الشيوعي العراقي وجماعة-التحالف الكبيسي