أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عارف معروف - المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق......... 10















المزيد.....

المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق......... 10


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 14:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقول الرواية البعثية لوقائع استلام السلطة في 17 تموز 1968 ،ان الحزب كان قد اعد وتهيأ لاستلام السلطة غير ان قيادته" فوجئت"، في الساعات الاخيرة، بمندوب عن عبد الرزاق النايف ، مدير الاستخبارات العسكرية ، ياتي عارضا عليها مشاركة الاخير في حركة التغيير. وانها اضطرت تحت طائلة التهديد بتسريب خبر الحركة واحباطها الى التظاهر بقبول عرض عبد الرزاق النايف وحليفه عبد الرحمن الداود، لكنها اتخذت قرارا سريا بتصفية الاثنين في اسرع وقت ممكن ... الخ ، لقد استمرت هذه الرواية سائدة طوال خمسة وثلاثين عاما ، خصوصا وان اطراف العلاقة من غير البعث كانوا قد اجبروا على الصمت واخرسوا بمختلف الوسائل . لكن هذه الرواية بيّنة التهافت وهي تحمل عناصر موتها وتشف عن ارتباك واضح في بنائها ، فوفقا للصيغة التي تم بها استلام السلطة كان من المستحيل حصول ذلك لولا تواطؤ واتفاق سعدون غيدان امر كتيبة دبابات الحرس الجمهوري والذي كان العنصر الثالث في حلف النايف والداود ومباركة الاخيرين ، فكيف كان يمكن لمجموعة من اقل من اربعين شخصا ، جلهم من المدنيين ، التفكير بالاستيلاء على القصر الجمهوري دون ان يكون لها صلة تنظيمية بضابط واحد داخل القصر ؟ ودون ان يكون لها قدرة على تحريك قطعات عسكرية لمواجهة قوات القصر ؟ لقد كان البعثيون يحتاجون الضباط الثلاثةكضرورة لازبة، اما هؤلاء فقد كان بامكانهم ان يتموا حركتهم دون البعثيين والوقائع الحقيقيةلذلك الحدث هي ان حلف مدير الاستخبارات العسكرية وامر لواء الحرس الجمهوري وامر كتيبة الدبابات الوحيدة فيه قد قرر خلع عبد الرحمن عارف وانهاء سلطته الضعيفة والعاجزة والاتيان بحكم قوي متمكن يستطيع مواجهة التحديات المهددة التي انتصبت وتفاقمت امام سلطة كان عجزها البّين عن النجاح في مواجهتها قد اصبح مصدر خوف وخشية القوى الاساسية في الحلف الاجتماعي السائد داخليااو القوى الاقليمية والعالمية التي كان العراق محور اهتمامها . وهنا يتعين السؤال عن " مصدر " هذا الوعي الطاريء بهذه الضرورة لدى مثل هؤلاء الضباط الذين لم تعرف عنهم سابقة بهذا الاتجاه ولم يفصحوا عن وعي سياسي سابق بهذا الخصوص ؟ هل تم بتوجيه او على الاقل" ايحاء" من جهة ما ، خارجية او اقليمية ، خصوصا وان لبعضهم مثل عبد الرزاق النايف صلات معروفة انذاك عربيا وعالميا؟ ثم مالذي حتم عليهم البحث عن قوة سياسية منظمة، حزب ، لاعتمادها واجهة للحركة التي ينوون ،ام حتمته بالفعل حقيقة حاجتهم الى قوة منفذة لم تتوفر لديهم ؟ وهل يرتبط ذلك بطبيعة التحديات المطلوب مواجهتها او ينطلق من قراءة دقيقة لواقع العراق السياسي يومذاك وكيف تهيأت مثل هذه القراءة لاشخاص على مثل ما عرضنا من مواصفات ؟!.
خلافا لرواية البعثيين التي فرضت طوال خمسة وثلاثين عاما ، فان الوقائع الصحيحة التي اكدتها مصادر المعنيين ممن اجبروا على الصمت والتي من الواضح انها الاقرب الى التصديق بحكم منطقها ، فان عبد الرزاق النايف ، مدير الاستخبارات العسكرية ، ذو الصلات الاقليمية وربما العالمية ومعه عبد الرحمن الداوودامر لواء الحرس الجمهوري وسعدون غيدان امر كتيبة دبابات الحرس الجمهوري كانوا يخططون لازاحة عبد الرحمن عارف عن سدة الرئاسة واستلام الحكم ، بغية انقاذ السلطة من التهديدات الداخلية المتفاقمة وتعزيز عملها باتجاه القدرة على مواجهتها واحباطها واعدادها والعراق لمهمات مستقبلية واجندات اخرى ، لكنهم كانوا يفتقرون الى القوة المنفذة وقد كان سعدون غيدان بالذات في شك من طاعة ضباط ومراتب كتيبة دبابات الحرس الجمهوري اللذين كانوا او كان جلهم ، كما سبقت الاشارة ، ممن تربطهم علاقات قرابة مع الرئيس عبد الرحمن عارف ، ولذا فقد اتصلوا باكثر من شخصية وجماعة قومية من اطراف الحلف الاجتماعي والسياسي السائد دون ان يظفروا بما يريدون لاسباب عديدة منها ضعف قدرة هذه الشخصيات والمجموعات او شكوك بعضها اتجاه شخوصهم ومراميهم وغير ذلك ، لكنهم لقوا استجابة فورية من احمد حسن البكر الذي كان قد طرد من حزب البعث واعلن اعتزاله العمل السياسي ، ولكنه بادر في اعقاب هزيمة حزيران 1967 الى اعادة صلاته بالبعض من البعثيين الذين لم يرغبوا في العمل مع حزب البعث الموالي لسوريا والذي كان قد اعلن طرد جل هؤلاء بتهمة اليمينية واعلن تبنيه لبرنامج ونهج دعي باليساري، وكان هو التنظيم الوحيد الذي ينشط في الساحة باسم البعث حينذاك ، لقد لملم البكر هؤلاء على عجل وكان جلهم ممن يرتبطون به بصلات القرابةوينظرون اليه باكبار كعسكري صاحب تاريخ سياسي ورئيس وزراء سابق ، وعملت المجموعة الجديدة باسم حزب البعث وطرحت نفسها كاداة قادرة على الفعل والتغيير بالنسبة لهؤلاء الضباط ، ولكن من كان يقف خلف الامر كله ويقود هؤلاء الاشخاص والمجموعات بهذا الاتجاه ؟ لماذا خف البكر الى العمل التنظيمي على وجه السرعة وهو الذي سأم العمل السياسي واعتزله سابقا ؟ اية اشارة تلقى بهذا الصدد ولماذا اتصل ب وجمع حوله مجموعة من الاقارب والشباب الذين لم يتميزوا بكونهم من السياسين او الشخصيات البعثيه وانما كانوا من المغمورين من مستويات حزبية دنيا من منفذي الاغتيالات واعضاء الحرس القومي السابق ممن يمت له بصلة قرابة قريبة ؟ لماذا عاد صالح مهدي عماش قبل اشهر الى العراق واسّر لمن يعرفه بانه قدم لان تغييرا سيحصل في العراق وسيكونون هم على رأس السلطة ؟ من حدد ضرورة واهمية ان يتحالف الضباط الانقلابيون اللذين كانوا يمثلون في الحقيقة اهم المراكز الحساسة بالنسبة للنظام القديم وكان امر السلطة محسوما بالنسبة لهم ، لو ارادوا الانفراد به ، مع حزب سياسي كان يعاني من الاضمحلال للنفخ فيه مجددا واعادته الى الحياة ؟.
في ليلة 16-17 تموز 1968اجتمع مالايزيد عن اربعين شخصا، بعضهم لم يتم الثامنة عشره ودون اية خبرة سابقة بالعمل السياسي او العسكري،(وهذا يوضح اية معاناة، وصعوبة واجهت البكر، في لم شمل هذا العدد!) جلهم من الاقارب ، في بيت عبد الكريم الندا ، قريب البكر ، الذي كان يقع في منطقة السكك في الصالحية قريبا من مبنى الاذاعة والتلفزيون وكذلك القصر الجمهوري في كرادة مريم ، واقلتهم، باسلحة شخصية بسيطة، في ساعات الصباح الاولى سيارتا " زيل " عسكريتان( لابد انهما ارسلتا من كتيبة دبابات الحرس!) من تلك الدار حتى بوابة كتيبة الدبابات حيث كان ينتظرهم امرها " سعدون غيدان "وقد فتح لهم الابواب فصعد بعضهم الى تلك الدبابات وهو لايعرف من امرها شيئا ، في حين اصعد بعض اطقمها عنوة وتحت تهديد السلاح ، ومن مقر الكتيبة ابلغ عبد الرحمن عارف بخلعه عن السلطة وقرار تسفيره الى البلد الذي يرغب فيه والتشديد على تهديد حياته وحياة اسرته في حال عدم استجابته الان او عدم لزومه الصمت مستقبلا، وسفر صبيحة ذلك اليوم بالفعل . بعد ذلك اعلنت تشكيلة وزارية تضم الضباط القوميين اضافة الى البعثيين ونفر من القوميين المستقلين و الاخوان المسلمين لكن هذه التشكيلة تصدعت قبل مضي شهر واحد ونجحت مجموعة البكر في اقصاء حلفائها عن السلطة والعراق واخراس من رضي منهم بما حصل واندماجه في كيانها .
ينسب الى عبد الناصر القول بان ثمة اربعة قوى اساسية ذات تاثير حاسم على الساحة العراقية ، ينبغي لكل سلطة حاكمة ان تراعي التوازن فيما بينها وتكون حذرة ويقظة بازاءها تلك هي : الاكراد والحركة الكردية ، الشيعة والمرجعية الشيعية ، الشيوعيين والحزب الشيوعي ، الحركة القومية العربية او التيار القومي . والواقع ان هذه ، بالفعل ، كانت هي القوى الاساسية الفاعلة في الساحة العراقية يومذاك ، وكانت الثلاثة الاولى هي التي تمثل التحديات الداخلية التي تنتصب امام السلطة القائمة و التي كانت تمثل بقايا او ثفالة التيار القومي يومذاك ، فهل كانت هذه التحديات في صلب برنامج واجندة السلطة الجديدة ؟ هل كانت هي الدوافع الاساسية التي املت ضرورة التغيير والاتيان بسلطة قوية ؟ ومالذي كان قد اعد لها ، وهل يمكننا الزعم بان ثمة شيء اعد مسبقا ام نتج كل ماشهدناه لاحقا عن الافعال وردود الافعال وطبيعة الصراع اليومي الدائر ؟ هل حتمت، باعتبارها او بعضها قوى سياسية وبنى فكرية وايديولوجية، ان لايكون البديل مجرد ضباط وانما ينبغي ان يكون لهم بنية فكرية وغطاء ايديولوجي ؟ وهل نبع ذلك من ستراتيجية " عالمية " قيل انها اعتمدت آنذاك باستبدال الثورة المضادة او الانقلاب العسكري اليميني بالثورة الزائفةاو الانقلاب اليساري الشعارات واليميني المضمون وهي ستراتيجية شهدت لها بعض مناطق امريكا اللاتينية وافريقيا بعض التطبيقات ؟ ام ان الامر ابعد من ان يحتمل كل هذه التاويلات والفرضيات التي يمكن ان نثقله بها؟ كيف تعاملت سلطة النظام الجديد مع تلك التحديات والوقائع وهل عبرت عن نضج او معرفة او وعي مرهف بطبيعة هذه المشكلات وعرفت وشخصت الوسائل المناسبة لمواجهتها وحلها ؟
يمكن القول بان السلطة الجديدة التي حلت محل سلطة عبد الرحمن عارف مثلت نقلة نوعية في طبيعة واداء التيار القومي الحاكم منذ 1963وان الفئة التي استحوذت او ُسلمت السلطة منه عبرت، منذ ايامها الاولى ، عن مستوى جديد من الممارسة السياسية لم تعرفه قوى هذا التيار سابقا وان ماشهدناه من ممارسات واساليب ووعي بالاولويات وترتيبها وادارة للتحالفات والصراع تجاوز حقا امكانات وقابليات رموزها المعروفين كافراد، وقدرات ما اعلن انه يقف خلفها من تنظيمات ، ان هذا الامر كان هو في الواقع مصدر الشك والهاجس الشعبي الذي طالما تردد بين العراقيين همسا بان مايحصل لا يمثل قابلية وذكاء رموز النظام سواءا كان البكر او صدام او غيرهما وانما هو ينبع بلا شك عن مرجعية خارجية متمكنة تخطط وتدير وان هؤلاء هم مجرد ادوات منفذة مما عزي باستمرار الى هاجس المؤامرة الذي كثيرا ما اشير الى انه يسكن مخيلة العراقيين . ولكن وبعيدا عن تفسير الامور وفقا لمنطق المؤامرة مالذي يجعلنا نقول بان عمل هذه الفئة مثل نقلة نوعية او اداءا مختلفا يستندالى وعي مستجد بطبيعة الواقع ومتطلباته وشحذ وابتكار وسائل جديدة بمتطلبات هذا الواقع ؟وهل ينطوي ذلك على اطراء منا لهذا الاداء في حين هو جدير بالادانة والشجب ؟ ان تحليل الوقائع يجب ان لايكون اسيرا للعواطف والاهواء ، لان ذلك سيفرغه من اية فائدة علمية او عملية . ولذلك ينبغي لنا التحلي بالموضوعية وقراءة ما حصل بحس نقدي دون التصرف بطريقة عاطفية تجعل من الخصم مؤلا للغباء وانعدام الحس ومثارا للتندرفي الوقت الذي نكون فيه ممتلكين لناصية الحقيقة متمكنين من قراءة الواقع ، لان ذلك، في حقيقة الامر سوف يجعل من نجاحاته واخفاقاتنا امرا محيرا وعصيا على الفهم!
ثمة اسئلة مثيرة للشكوك ولمزيد من الاسئلة التي لم يجب عليها احد بعد:
لقد عمل البكر قبل ذلك باشهر ، و بدهاء شديد، على لم شعث الانصار والمعارف ، خصوصا ممن ارتبط بحزب البعث سابقا ، وهيأ ماكان مطلوبا منه الا وهو الحزب السياسي القادر على مسك زمام السلطة في العراق بقوة وحزم وان كان بشكل نواة يمكن على اساسها اعادة بناء التنظيم لاحقا ، لكن ما يلفت النظر هو انه اتصل بااللجنه المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، عارضا عليها التحالف للاستيلاء على السلطة !، والتي كان جوابها صورة معبرة للعقلية الفريدة التي كانت تفكر بها ومضمونها ، كما يذكر الراحل رحيم عجينه في مذكراته :لا نريد التحالف معكم ، لكننا لانعارض استيلائكم على السلطة ، ولن نعمل بالضد منه ، ولسوف نرى الى افعالكم اللاحقة ، ووفقا لمضمونها سيتحدد موقفنا منكم سلبا او ايجابا !! من العجيب، والمحير ، ان يكون او يصبح البكر على مثل هذه الدرجة من امتلاك افق سياسي واسع وهو المعروف بضيق هذا الافق او القدرة على استشفاف الواقع او عقد التحالفات مع قواه وخصوصا الشيوعيين بعد ما كان هو ومجموعته جزاريها قبل فترة ليست بطويلة والاغرب والاعجب من ذلك، ان يصدر مثل هذا الموقف عن قيادة حزب تعرض قبل بضعة سنوات الى مذبحة مروعة على يد هذه الزمرة ذاتها ولم تجف دماء انصاره ومريديه التي اريقت على يديها بعد ، خصوصا وانه لم يصدر عنها اي نقد او تجاوز لموقفها السابق او تبرؤ من افعالها السالفة ، كما لم يعرف لها عمل مشجع يمكن ان يعطي انطباعا مغايرا في وقت لاحق ولم تعقد مؤتمرا او تصدر ادبيات تؤيد هذا التوجه ، كما ان مثل هذا الموقف يتجاهل حقيقة بسيطة يمكن ان تدركها اشد العقول سذاجة ، هي الثقل النوعي للسلطة وخطورتها البالغة كاداة وامكانية: وبالذات سلطة مطلقة كما هو شان الوضع في العراق ايام ذاك، والتحول النوعي الذي يمكن ان يطرأ على من يحوزها والقدرة المهولة على المبادرة والفعل التي تضعها تحت تصرف من يتمكن منها ، ان مجموعة من عشرة اومئة شخص لا تعود هي نفسها حينما توضع تحت تصرفها امكانات السلطة والدولة ،مثلما يختلف اي شخص عادي يملك مجرد امكاناته ومهاراته الشخصية عن شخص ملك او حاكم او قائد عسكري يملك اضافة الى امكاناته الشخصية امكانات وقدرات كل ماتحت يديه من رجال وسلاح ومعدات وقوانين ومبان وسجون و..الخ، فكيف يمكن لاي عاقل ان يضع السلاح في يد عدوه او يسمح بذلك ويقول له انه سيختبر بذلك نواياه؟! لقد كان الامر يشبه،لو استخدمنا لغة " لينين " المعبرة ، في معرض شرحه لضرورة المساومة بصدد صلح بريست لاتوفسك: انْ تحّتم الظروف ان التقي ، في طريق صحراوي ، انا ومجرم سفاك قتل ابي واخوتي واستباح داري وملكي ذات يوم ولي عنده ثأر وفي نفسي منه غصة ، وهو يدرك ذلك ويعرفه ، ونرى في عرض الطريق سلاحا فتاكا ، فيقول لي دعنا ناخذه سوية فاجيبه ، لا ، لتأخذه انت ، فلن اعارض ولن احول دون ذلك ، وسنرى سلوكك لاحقا فاذا كنت طيبا فسوف لن تستعمله ضدي وساكون لك من الشاكرين اما لو استخدمته ضدي ، كما فعلت بابي واخوتي من قبل ، فستكون شريرا ولن اغفر لك ذلك !! ولكن مالذي جعل ذاك الداهية ، خبير الانقلابات ، يعرض مثل هذا الامر على الشيوعيين ؟اغلب الظن ان البكر كان يروم جس نبضهم او تأمينهم وتحييدهم والاطمئنان الى جانبهم ، خصوصا وانهم يمثلون احد التهديدات المحتملة لسلطة عبد الرحمن عارف ، بل وان بعض اجنحتهم " جماعات الكفاح المسلح ، تنظيم القيادة المركزية ... الخ" بادرت فعلا الى العمل المسلح وبدات تؤثر في قواعد الشيوعيين على نحو متزايد والتي صارت، تلك القواعد ، تؤمن وتدعو اكثر من اي وقت مضى الى " العمل الحاسم " . وانه لم يكن جادا ابدا في هذا الامر، بل ولربما بيت لهم امرا بعد ان يكشف تنظيمات الضربة لديهم ، او تحول الى " مقاول " يهيء للقوى التي تكمن خلف التغيير المطلوب لا قوة تنظيمه فحسب بل وتنظيمات اخرى من ضمنها الشيوعيين او لربما كلفته تلك القوى ذاتها بما سعى لاجله ، او انه كان يريد كسبهم واسكاتهم عند تنفيذ فقرة لاحقة من فقرات ما سياتي من برنامج في سحق المجموعات التي لجأت الى السلاح منهم ، او غير ذلك ، على اية حال ، يقول الراحل رحيم عجينه في كتابه آنف الذكر ان البكر استقبل بعد ايام من استيلائه على السلطة ،" مكرم الطالباني" مهنئا باسم الحزب الشيوعي ،واعرب البكرله عن اسفه في انهم لم يستجيبوا لدعوته قائلا له كم كنت اتمنى ان ادخل هذا المكان وانت على يساري ويكون هذا مشيرا الى "عبد الخالق السامرائي" ، على يميني!! . وسيؤشر هذا بدء تكتيك سياسي يتسم بالدهاء والمكر حقا ويصل الى غاياته عبر اشد الاساليب تباينا واكثر الطرق اختلافا وسيعبر لاحقا ، كما عبر منذ ايامه الاولى ، عن مهارات طارئة ، مكتسبة لم تعرف عن البعثيين من قبل سواءا البكر او غيره ، تحصر الاخرين في مواقف لا يحسدون عليها وتحشرهم في زوايا مميته . المهم ان عملا دؤوبا ومرتبا ودقيقا بدأ على اكثر من صعيد ولم تضيع اية سانحة من الوقت والجهد في تامل او تجارب واختبارات وكأن الامر قد رسم بكل تفاصيله مما سنعرض له في خطوطه العامة وامثلته لاحقا !.



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........9
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........8
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........7
- ! جورج حاوي : يا انصار العقل ... اتحدوا
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........6
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........5
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .......4
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........3
- من اجل العمل المشترك لقوى اليسار والتقدم والديمقراطية
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........2
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ...........1
- هل الماركسية علم ام عقيدة ؟
- صور صدام ... اية لعبة هذه المرة؟!
- في البديهيات..... تجربة امريكا الديمقراطية في العراق!
- التكفير والانتحار.. رأي في اسس المشكلة
- مذبحة الاعظمية...اشهد اني رأيتهم يعدونهم للذبح!
- هل -الزرقاوي- اردني ام عارقي؟
- بمناسبة الاعلان عن قرب بدء محاكمة اقطاب النظام: هل اعتقل صدا ...
- عواء بشري
- ازمنة الحب 3-زمن سعدي الحلي واحمد عدوية


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عارف معروف - المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق......... 10