نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 12:11
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
خاطرة قصيرة – من وحي الحب من فم القديس أنطونيوس
القديس أنطونيوس الكبير هو مؤسس الرهبنة في العالم، و هو رجل ٌ مصري ٌ صعيدي أصيل، إبن الأرض الطيبة، ترك الحياة و دخل َ الصحراء باحثا ً عن الله، و عن خلاص روحه، و من تحت يده خرجت إلى العالم الرهبنات التي انتشرت في كل المسكونة.
اخترت ُ أن أجعل مقال اليوم خاطرة قصيرة، تحمل روح الخير، روح الحب، روح معرفة الذات، روح السمو و الارتقاء بالجنس البشري، إلى مستوى أعلى، بالحب، و للإنسان.
ليس مطلوبا ً منك أن تكون مؤمنا ً حتى تنظر إلى كلام ٍ حقيقي و جميل و تقول أنه جميل و تعترف َ أنه لمس قلبك، المطلوب منك أن تكون إنسانا ً مُنسجما ً مع إنسانيتك فقط، لا أكثر.
----------------------------------------------------
قال الأنبا أنطونيوس لتلاميذه: أنا لا أخافُ الله!
فقالوا له: ما هذا الكلام الصعب يا أبانا؟
قال: نعم يا أولادي، لأني أحبه، و الحب يطرد الخوف.
----------------------------------------------------
بعيدا ً عن لاهوتيات الله و الدين و النصوص، كيف نفهم ُ هذا النص؟
الحاجة تدفعنا للفعل
علم النفس هو علم: المُثير، و الاستجابة
هناك فعل
و هناك رد فعل
و الفعل هنا هو دافع للعمل لينتج رد الفعل
فإن خفنا
كان الدافع للفعل هو الخوف
و إن أحببنا
كان الدافع للفعل هو الحب
عندما نفعل بدافع الخوف فإننا نكذب
لأننا نفعل ما لا نريد
نفعل ما نحن غير مقتنعون فيه
نفعل ما يُزيل التهديد
الخوف هو تهديد
هو عدم انسجام مع رغبة الإنسان
هو شعور أن كينونة الحياة ستتوقف
أو سيعتريها تغير غير مرغوب
أو سيضربها ضرر
فيكون رد الفعل الناجم عن الخوف فعلا ً مُنتزعا ً
فعلا ً مغصوبا ً
فعلا ً مقهورا ً
فعلا ً غير أصيل
فعلا ً لا نريده
لكننا نفعله
لأن خوفه طارئ
مؤقت
وسط الاستمرارية الدائمة الأصيلة
أما حينما يكون الدافع هو الحب
فالفعل صادق
مرغوب
و مُرتكب لأنه مرغوب
لأنه منسجم مع كينونة الإنسان غير المُهددة
مُنسجم مع فطرة الإنسان التي تريد الحياة
مُنسجم مع استمرارية الحياة
مُنسجم مع تدفق الحياة
مُنسجم مع الصحة النفسية
فالحب هو اكتمال الإنسانية
هو امتلاء المشاعر
هو هرمون دماغي يُنشِّط الأعضاء الداخلية
بقوَّةٍ مليئة بالصحة
قوَّة مليئة بالحياة
قوَّة تنشد أن تستمر
تستطيع أن تستمر
و تستمر
يفهمها الإنسان
و يفهمها كل البشر الذين يتعاطون معه
حينما يرونها
لانهم يعرفونها، بطبيعتهم
كم هو جميل ٌ أن نحب، فنأخذّ قرارا ً أن نحب، كل الناس، على قدر استطاعتنا، و أكثر، نعم أكثر، فنحن نستطيع، إن أردنا، فلنُرِد!
معا ً نحو الحب، معا ً نحو الإنسان!
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟