فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 22:51
المحور:
حقوق الانسان
لم يکن النظام الايراني يعتقد او ينتظر يوما أن يبادر البرلمان الاوربي الى إصدار قرار خاص يضع استراتيجية تجاهه و يرسم آفاق تعامله و تعاطيه المستقبلي مع هذا النظام على مدى إلتزامه بحقوق الانسان و عدم إنتهاکها، ويمکن أن نفهم ذلك من خلال ردود الفعل الانفعالية و الغاضبة جدا من هذا القرار و عدم تقبله و تفهمه والاخذ به.
قبل 15 عاما، ومن خلال صفقة سياسية مشبوهة و ظالمة، قامت إدارة الرئيس الامريکي الاسبق بيل کلينتون بإدراج منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة ضمن قائمة الارهاب محاباة و ممشاة لشعارات الاصلاح و الاعتدال التي رفعها آنذاك محمد خاتمي، حيث تصور الامريکيون بأنهم سيحصلون في مقابل هکذا صفقة مشينة أحبطت آمال و تطلعات الشعب الايراني و نضاله من أجل الحرية و الديمقراطية و أصابته بحالة من اليأس، لکن و کما إتضح للعالم کله و للأمريکيين أنفسهم بأنهم لم يقبضوا شيئا من النظام الايراني سوى الکلمات و التعابير الطنانة الرنانة و الکلام البراق، ويمکن إعتبار القرار الاوربي خطوة عملية على إتجاه تصحيح نهج التعامل الدولي مع النظام الايراني و عدم إعادة إرتکاب أخطاء فاحشة و غير سليمة کالخطأ الامريکي تجاه منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر أهم و أکبر قوة سياسية معارضة إيرانية تناضل من أجل الحرية و الديمقراطية.
القرار الاوربي الذي إتخذه البرلمان الاوربي في الثالث من نيسان الجاري، هو قرار يعتمد على قضية حقوق الانسان و مدى إلتزام النظام الايراني به، خصوصا وان إنتهاکات حقوق الانسان في ظل هذا النظام الذي يعتمد على المباني الدينية لقمع و إضطهاد الشعب الايراني، قد تزايدت منذ 6 أشهر(أي منذ تولي روحاني لمنصب رئيس الجمهورية)، بشکل صارخ خصوصا حملات الاعدامات و الاعتقالات التعسفية و التعذيب في السجون و إنتهاکات صارخة لحقوق المرأة و غيرها، ومع الاخذ بنظر الاعتبار أن العديد من الاوساط الدولية قد أصدرت إدانات و تحذيرات للنظام الايراني على خلفية إنتهاکاته المستمرة لحقوق الانسان، ومن الواضح أن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي تشکل منظمة مجاهدي خلق أهم و أکبر فصيل تابع له، قد بذل و منذ عدة عقود جهود مضنية من أجل إيصال صوت محرومية الشعب الايراني و الانتهاکات المستمرة الصارخة لحقوقه، ويظهر بأن هذه الجهود لم تذهب هبائا وقد أثمرت أخيرا عن صدور هذا القرار الهام الذي يجسد ترجمة إرادة الشعب الايراني دوليا، وانه بداية طريق تحقيق هذا الشعب لآماله و تطلعاته.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟