أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - 9 نيسان الوداع الاخير














المزيد.....

9 نيسان الوداع الاخير


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
9 نيسان الوداع الاخير
عبد الله السكوتي
كما لو انه عيد كبير، ولكنه ليس عيدا، الانوار مضاءة والورود توزع على المحتلين وهم في دباباتهم يحيون الناس، الاطلاقات النارية في الهواء ابتهاجا بالمناسبة، الشيطان كان رفيقا للجميع في تلك الليلة، رائحة الاسلحة المحترقة تملأ المكان، المستشفيات بلا اسرة، ووصل الامر الى عربات وكراسي المعاقين، عندما اشرقت الشمس كان جميع المدعووين نائمين، المستيقظون ايقظوا من سيغادر، وقد ذهب بالملابس التي يرتديها، ذهبوا بعربات مختلفة يلبسون عباءات بجوازات سفر مضروبة، لم يبق في المدن سوى الاطفال والنساء ، ولم يرجع احد من الذاهبين، ومن بقي منهم علق على ليلة 9 نيسان واحتفال تلك الليلة: لقد كانت ليلة عظيمة، ولكننا بكينا بعدها كثيرا، هذا ماجرى في العراق، اكل الحق الباطل واكل الباطل الباطل واكل الحق الحق، لم يبق احد يفتخر بسني نضاله، الجميع يبكي، المهزوم والمنتصر، اختلطت الامور على الكثيرين، جنود اميركان، ودبابات اميركية، ترى اثنين يتعانقان وهما يبكيان، وترى آخرين يبكيان من مفاجأة الغد، ثم يعودان يضحكان، فوضى كبيرة، واصوات متداخلة، اين الوطن؟ هل رحل مع صدام؟ لا لم يرحل مع صدام، نعم رحل مع صدام، وجوه جديدة وكارتات لعب تحمل وجوها قديمة، هل رحل الجميع؟ نعم لقد رحل الجميع، الارض تحت الدبابات تقول هذا.
هنالك شيخ يعد النجوم بقلب منكسر، واطفال يتحلقون حوله، وابناء غادروا قبل 30 يوما ولم يعودوا، من يفهم ان الجنود الاميركان دخلوا المدينة سوى ابناء هذا الشيخ الذين انقطعت اخبارهم، ايها الشيخ مارأيك بالاحتلال؟ كلا كلا التغيير؟، بكى وغادر مجلسه مستصحبا الاطفال، ليبحث لهم عن تسلية اخرى غير عد النجوم، فغدا يكبرون وسيعدونها، لا داعي بان اضجرهم بهذه الليلة، من يبتهج كان قد ذهب ابناؤه واعتاد على غيابهم، ومن يبكي فقد رحل الراحلون للتو، سأل نفسه: من يستطع ان يضع هذه الخارطة بجيبه سوى الله، وكان الجواب الآخر اميركا تستطيع، ولو بعد حين، اول جثة اكتشفت جثة ابو هيله، وآخر جثة، جثة الرجل الذي مزق ابنه صورة احد المرشحين لانتخابات 2014 ، ومن ثم تتابعت الحكايات، قال له جار له: اتستلم بندقية لنحرس مدينتنا، هنالك من يقتل الناس بدون سبب، ضحك ضحكة مغلفة بالبكاء، واخذ معه الاطفال يفتش لهم عن بندقية كلاشنكوف من بقايا اسلحة الجيش، واعاد السؤال: من يستطع ان يضع خارطة البلاد بجيبه سوى الله، واستدرك لا ليس الاميركان من يستطيع، انهم اللصوص، وجد دولارا يحمل اثار الموت ملطخا بالدماء واطلاقة مرمية في الطريق، 9نيسان، الفوضى عارمة وكبيرة لكننا سنقطع الطريق انا وعلي من بعقوبة الى بغداد ونبتسم للعابرين، احدهم كان يبكي والاخر يبتسم للاميركان، اثنان يمشيان في الطريق، قال الاميركي للمبتسم منهما good ونشج الآخر، سيحمل احدهما بندقية كلاشنكوف، وسيحمل الآخر بندقية جي سي اميركية الصنع، كان في سوريا يرتب اغراضه للعودة الى العراق، لم يكن يعرف عدد الراحلين ولا عدد الداخلين، جل همه ان يعود، كان تاريخهم وسيكون تاريخي الجديد، فوضى في كل شيء، الشوارع مكتظة باللصوص والجنود، والملابس العسكرية الزيتونية، حرائق بكل مكان، احترقت سندات الطابو والجناسي والمدارس والوثائق والجامعات والكتب، كان يحتفظ بوثيقة تخرجه بجيبه منذ سنين طويلة، ماجدوى وجودها، لو انها احترقت مع من احترق، فقط وزارة النفط لم تحترق، احترق كل شيء، ربما سيكون كل شيء جديدا، حتى هوية الاحوال المدنية، وسيكتبون بدل من احوال ماقبل 9نيسان الى احوال 9 نيسان، لاول مرة في حياته يرى معمما يركب سيارة حديثة، كان يراهم فقط في مجالس العزاء يتكلمون عن الحيض والخرطات التسعة وغسل الجنابة، من اين لهم هذه الامكانية، انهم يوزعون الاسلحة، وتكهن بمعركة مقبلة وفوضى كبيرة، وخارطة سقطت من جيب الله لتكون بجيب اميركا وجيب البعض، وودع بغداد وانحشر باحدى السيارات فالطريق سالكا مايزال....................



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( التيس) المرشح المثالي
- هاشميهْ ونواب الغفلة
- يحيا الوطن
- بس لايغدر عبد اليمّه
- وجعة ارهيّف
- ( ابو ذيبه) لمناسبة الذكرى الثمانين
- انهم يعتذرون من القاتل يامحمد بديوي
- بالسفينهْ ويفكس عين الملاحْ
- كلمن عدها اعطيب اتهزّه
- جبكم خنجرم نيا
- احنه اهل العراق اهل السبع بيعات
- بيّه ولا بالأحمري
- كلها صوجي.... والحرامي مابيه صوج؟
- حييتهن بعيدهن من بيضهن وسودهن
- ايكح ابلنده اوحسّه اهنا
- انا معلم
- اتجذّب هاي اللحيهْ، واتصدك الخروف
- يحتج بالحايط ، فكره ايدولب بيه
- مركة الجيران طيبهْ
- الله ايطيّح حظج يمريكا


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - 9 نيسان الوداع الاخير