|
لا يُلدَغُ شعبٌ من جُحرٍ أَربَعَ مَرّات
ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 10:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فمن غير المقبول وغير المعقول أن يُلدَغ شعبٌ من جُحرٍ مرتين، فكيف الحال مع أربع مرات. إذن لا يُلدَغَنَّ شعبُنَا العِراقِيُّ من جُحرِ الانتخاباتِ لِلمَرَّةِ الرّابِعَة، بعدما لُدِغ ثلاث مرات من قبل. اللدغة الأولى: انتخابات الجمعية الوطنية في 30 كانون الثاني 2005. اللدغة الثانية: انتخابات مجلس النواب الأولى 15 كانون الأول 2005. اللدغة الثالثة: انتخابات مجلس النواب الثانية في 7 آذار 2010. فهل سيلدغ الشعب العراقي من نفس الجحر في الـ 30 من نيسان 2014؟ هل سيذهب الناخب العراقي، لا كناخب عراقي، بل كناخب شيعي، ينتخب في أحسن الأحوال الشيعي الأقل سوءً، أو كناخب سني، ينتخب في أحسن الأحوال السني الأقل سوءً، وسيذهب شيعة آخرون لينتخبوا المرشحين الشيعة الأسوأ، ويذهب سنة آخرون لينتخبوا المرشحين السنة الأسوأ؟ أم هل سيعزف الكثيرون عن الانتخابات، تعبيرا عن الشعور بالإحباط وخيبة وفقدان الأمل؟ ولاية ثالثة لنوري كامل المالكي: كارثة ما بعدها كارثة. يخطئ من ينتخبه عن جهل بوصفه مختار العصر، أو المغرب أو العشاء، بل ويأثم من ينتخبه عن علم بسوء أدائه لثماني سنوات هي الأعجف مما عرفنا. يخطئ من يرى من الشيعة نوري المالكي، أو عموم حزب الدعوة، أو الدعوة تنظيم العراق، أو المجلس الأعلى، أو التيار الصدري، أو حزب الفضيلة، أو تيار الإصلاح الوطني، أو المستقلين السيستانيين، حماة للشيعة من الإرهاب السلفي، والتطرف السني، والإجرام البعثي. يخطئ من يرى أتباع عمار الحكيم بديلا عن فريق „المالكي|حزب الدعوة|دولة القانون“. ويخطئ من يرى أتباع مقتدى الصدر بديلا عنهم. ناهيك عن الفضيلة التي تفضلت علينا بعبقرية وزير عدلها والمرجع الأعلى لحزبها اليعقوبي، بالقانون الجعفري، الذي اعتبرته في مقالة لي إعلانا عن تأسيس «الجمهورية الجعفرية»، ناهيك عن كونه انتهاكا للطفولة وإهانة لكرامة المرأة، وتكريسا للشرخ الطائفي، وعودة بأكثر من لف عام إلى الوراء. ويخطئ من السنة من يرى القوائم السنية الطائفية، وذات الحنين للبعث الصدامي، بديلا عن الشيعسلامويين، أو حاميا لمصالح السنة من السلطة الطائفية الشيعية المستبدة، ومن تهميش وقمع السنة. لا تنس أيها الناخب الشيعي الفساد المالي وسرقة المال العام، وسوء بل ما يقارب انعدام الخدمات؛ كل ذلك الذي مارسه الساسة الشيعسلامويون، في إطار (الائتلاف العراقي الموحد)، سواء رقم 169 أو 555، ثم في إطار (التحالف الوطني)، المتشكل من (ائتلاف دولة القانون) الخارق للقانون لصاحبه حزب الدعوة لصاحبه نوري المالكي، و(الائتلاف الوطني) الضارّ بالمصالح الوطنية. ولا تنس أيها الناخب السني سوء وطائفية وبعثية الكثير من ساسة الطائفية السنية، سواء الإسلاموية، أو العروبية، أو القبلية، المنسق أو المتواطئ الكثير منها مع قوى الإرهاب. لا تنتخبوا أيها الناخبون الشيعة القوى الموالية لإيران، أو الساكتة عن إساءاتها للعراق أمنيا، وسياسيا، واقتصاديا، ومائيا، ونفطيا. لا تنتخبوا أيها الناخبون السنة القوى الموالية للسعودية، وقطر، وتركيا، تلك الدول التي لم ترد خيرا للعراق، وصدّر الكثير منها الإرهاب إلينا، كما فعل من قبل نظام البعث السوري والطاغية بشار الأسد قبل محنة سوريا. فهذه الدول لم تقلّ إساءاتها للعراق عن إساءات إيران، ولا تنتخبوا المتواطئين مع «داعش» ومن دعش دعشها، ولفّ لفها. لا تنتخبوا أيها العراقيون أولئك الذين أتخموا أنفسهم بعشرات، أو مئات الملايين من الدولارات، ولعل بعضهم من المليارات، من المال الحرام الذي سرقوه من قوت المواطن العراقي، بدلا من أن تصرف تلك الأموال في بناء العراق، وتوفير الخدمات، وتطوير الصناعة والزراعة والسياحة والثقافة، ورفع مستوى الفقير، من الساسة الشيعة، والساسة السنة، على حد سواء، وإن اختلفت النسب. لا تنتخبوا الساسة الذين يهيئون أولادهم اليوم ليكونوا خلفا لهم في غد أسوأ، بعدما يعيثون في العراق فسادا، ليأتي أولادهم شرَّ خلفٍ لشرِ سلف، يكملون مهمتهم بما هو أسوأ، فليس هناك (حمودي) واحد، بل مئة (حمودي) و(حمودي)، فلكل سياسي من الذين ذكرنا حمّوديه ومهّوديه. أيها الناخب الشيعي، مع احترامي لشيعيتك، وإن كنت لست شيعيا مثلك، هل تستطيع أن تنزع ثوبك الشيعي ليوم واحد، بل لساعة أو ساعتين من اليوم الثلاثين من نيسان المقبل، فتذهب إلى مركزك الانتخابي ليس كشيعي، بل اذهب مرة واحدة في عمرك كمواطن، كإنسان، أُصيبَ بمحو الذاكرة المذهبية لبضع ساعات، لتنتخب كعراقي، وكإنسان، لا غير. أيها الناخب السني، مع احترامي لسنيتك، وإن كنت لست سنيا مثلك، هل تستطيع أن تنزع ثوبك السني ليوم واحد، بل لساعة أو ساعتين من اليوم الثلاثين من نيسان المقبل، فتذهب إلى مركزك الانتخابي ليس كسني، بل اذهب مرة واحدة في عمرك كمواطن، كإنسان، أُصيب هو الآخر بمحو الذاكرة المذهبية لبضع ساعات، لتنتخب كعراقي، وكإنسان، لا غير. إذا استطعتما أن تفعلا ذلك، فقد ارتقيتما في تلكما الساعة بنفسيكما، وبعراقكما، إلى ما يبعث الأمل بعد اليأس القاتل لكل الإحدى عشرة العجاف منذ نيسان 2003. أم إنكما ستضيفان أربعا عجافا أخرى، قد تتبعها أربعات وأربعات، كل أربع منها أعجف من الأربع التي سبقتها؟ لا تغتروا بصلاتهم وصيامهم وزياراتهم ولطمهم وعمائهم، بل، لا أقول اختبروهم، فقد اختبرتموهم لعشر سنوات عجاف في صدق الحديث، وأداء الأمانة الوطنية، ورأيتم بعين اليقين سقوطهم في الاختبار. ما زال أمل فيكم أنتم الناخبين، فلا تخيبوه، فتضروا أنفسكم، وشعبكم، ووطنكم، ومستقبلكم، ويخجل من قراركم عندئذ أطفالكم وأجيالنا المقبلة.
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتخاب الإسلامي من الكبائر وانتخاب العلماني من أعظم الطاعات
-
تزكية السيستاني للمالكي تحسب لهما أم عليهما
-
ما بين الشعور بالإحباط وتفاؤل الإرادة
-
ثماني سنوات ولم يتعلم كيف يتكلم كرئيس وزراء
-
الدروس من الأزمة السياسية التركية وقضايانا العراقية
-
وستبقى الطائفية الورقة المهيمنة في الانتخابات
-
مقتدى الصدر مختبر النفاق السياسي حسب الموقف من المالكي
-
العظيم نيلسون مانديلا سيبقى اسمه في سماء الخلود
-
إعلان الجمهورية الجعفرية
-
ثلاث وقفات قصيرة مع رموز الشيعسلاموية العراقية
-
أين سترسو سفينة مصر؟
-
قبل عزت الشابندر وفرهاد الأتروشي انتقدت المرجعية منذ 2003
-
مصر تؤسس لمدرسة لها خصوصيتها
-
من الثورة على الديكتاتورية إلى الثورة على الإسلاموية
-
تأجيل سلسلة (مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآ
...
-
مع مصطلحي «الذين آمَنوا» و«الذين كَفَروا» في القرآن 1/8
-
وهل من حرمة لحياة من لا ينطق بالشهادتين؟
-
مجزرة زاوية أبو مسلم وظاهرة الإرهاب الإسلامي والطائفية
-
«التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 4/4
-
«التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 3/4
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|