أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحليم محمد عبدالحليم - تهنئة المسيحيين بين الوجوب والاستحباب














المزيد.....

تهنئة المسيحيين بين الوجوب والاستحباب


عبدالحليم محمد عبدالحليم

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 18:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الأزمات والنكبات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية تهون أمام أزمة واحدة يحلو للبعض أن يسميها باسم " الأزمة الطائفية " ، هذه الأزمة التى لا يؤججها إلا التصريحات الاستفزازية من قبل بعض المنتسبين والمنسوبين للدين فى الجانبين ، والتى انتشرت بصورة لافتة فى مصر مؤخرا .
ونحن على مقربة من الاحتفال بعيد القيامة المجيد 2014،وقبل أن يتكاثر الكلام الطائفى من نوع لا تهنئوهم ، لا تشاركوهم أعيادهم ، لا تسلموا عليهم ، رأيت ضرورة الكتابة فى هذا الموضوع من خلال الاستدلال بالكتاب والسنة ( وهما يمثلان صحيح الإسلام وصريحه ) ، حتى نضع هؤلاء بتشددهم وجها لوجه أمام الشريعة الإسلامية برحابتها .

أبدأ أولا بسرد الأدلة على مشروعية تهنئة المسيحيين بأعيادهم وهى كثيرة منها :-

( 1 ) قوله تعالى :( وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ إِنَّ ٱ-;-للَّهَ كَانَ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ) النساء 86
وجه الدلالة : إذا كان الأخوة المسيحيون يهنئوننا فى أعيادنا فحقهم علينا بنص القرآن أن نهنئهم بأحسن من تهنئتهم لنا ، بمعنى أنهم إذا هاتفونا فقط ذهبنا نحن إليهم ، وإذا جاءوا إلينا بدون هدية ذهبنا نحن لهم بهدية ، أو على الأقل رد التحية كما جاءت منهم ، والآية عامة تشمل المسلم وغير المسلم ، كما أن الأمر فيها صريح ، وهو يفيد الوجوب كما قرر الأصوليون .

( 2 ) قوله تعالى :(وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ) البقرة 83
وجه الدلالة : كلمة الناس عامة تشمل المسلم وغير المسلم ، والقول الحسن له صور كثيرة أبرزها التهنئة ، ومن ثم فالآية عامة وصريحة فى مشروعية تهنئة المسيحيين بأعيادهم .

( 3 ) قوله تعالى :( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة 8
وجه الدلالة : هؤلاء لم يقاتلوننا فى الدين ولم يخرجونا من ديارنا بل هم شركاء لنا فى الوطن ، وحقهم بنص القرآن أن نبرهم ونقسط إليهم ، والسؤال : أليس من البر الذى هو جماع الخير تهنئتهم بأعيادهم وأفراحهم ومواساتهم فى آلامهم وأحزانهم !!!!

( 4 ) قوله تعالى : (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ ) المائدة 5
وجه الدلالة : الإسلام يدعو إلى التعايش بين المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب المسالمين الملتزمين بقواعد الدولة وقوانبنها ، ولهذا أباح الله طعام أهل الكتاب لنا وطعامنا لهم ، فإذا كان مباحا لنا تبادل الإطعام والبر بكل صوره وأشكاله فهل يعقل أن يبيح لنا الدين كل هذا ويحرم مجرد التهنئة !!!!

( 5 ) قوله تعالى : ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ )المائدة 5
وجه الدلالة : الإسلام أباح للمسلم أن يتزوج الكتابية ، وأمره بحسن المعاشرة فقال (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء 19 ، والسؤال : هل يعقل أن يبيح الدين كلا من الزواج والطعام والقيام والنوم والإنجاب منها ويحرم مجرد التهنئة !!!!
- كذلك أقاربها الذين هم أصهار الإنسان ، يشاركهم العمل مثلا ويتناوب على زيارتهم وبرهم فإذا جاء عيدهم هجرهم !!!!

( 6 ) الإسلام أباح للمسلم أن يوصى بثلث ماله لغير المسلم ، والسؤال : هل يبيح للإنسان أن يعطيه من ماله ولا يبيح له أن يهنئه بعيده !!!!!

ثانيا : حجة المنكرين المخالفين

تكمن فى قولهم أن مجرد التهنئة إقرار بشرعية أعياده التى تخالف صريح دينك .

يجاب على ذلك بأمور ثلاثة :-
(1)التهنئة ليست إقرار بأمر يخالف عقيدتى فنحن نؤمن بقول الله تعالى : " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ " ، ونؤمن أيضا بقوله تعالى : " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ " فالتهنئة ليست إقرار بما يخالف العقيدة ، بل هى من باب الترابط الإجتماعى ، والإخاء الإنسانى .

(2)إذا كنتم تقولون أن مجرد التهنئة إقرار بأمر يفضى إلى الكفر ، فما قولكم بما حدث بين النبى ووفد نصارى نجران حين جاء وقت صلاتهم فصلوا فى المسجد النبوى تجاه المشرق بإقرار من النبى الكريم صلى الله عليه وسلم الذى قال : " دعوهم " .
- هل صلاتهم فى مسجد النبى وبإقرار النبى وعلى مرأى ومسمع من النبى إقرار بشرعية ما يقولون فى صلاتهم !!!!!!!

(3)ما قولكم فى هذا الحديث الشريف :عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قُلْتُ:إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ، وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟
قَالَ : " نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ " .
هل قول النبى لأسماء صلى أمك مع كفرها إقرار بصحة كفرها !!!!

إذا لا علاقة البتة بين التهنئة والإقرار بشئ يخالف العقيدة ، وبناءا على ما سبق فأرى أن التهنئة تدور بين أمرين هما الوجوب والاستحباب .
هذا قليل ، وتعلمنا أن المنصف يكتفى بالقليل ، والمتنطع لا ينفعه الكثير .
اللهم فقهنا فى ديننا وارزقنا علما نافعا يارب العالمين .



#عبدالحليم_محمد_عبدالحليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الإخوان لا سقوط الإسلام


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحليم محمد عبدالحليم - تهنئة المسيحيين بين الوجوب والاستحباب