|
حسن حمدي: سقطت رأس وبقيت رؤوس
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 18:08
المحور:
الصحافة والاعلام
كان جيل السبعينات في النادي الأهلي بمثابة الأسطورة لكل مشجعي وعشاق النادي، ولا زال حتي الآن، حتي رغم ظهور الجيل الذهبي للنادي – جيل “أبو تريكة ومتعب وجمعة وبركات” – وقد استحق وصف “الذهبي” لما حققه من بطولات تفوق أي جيل آخر للأهلي أو أي نادي آخر في مصر وأفريقيا وربما العالم، إلا أن جيل الخطيب وزيزو ومصطفي عبده وشطة وطاهر الشيخ ومختار مختار وصفوت عبدالحليم وماهر همام وإكرامي وثابت البطل وأحمد عبدالباقي وفتحي مبروك و……. “حسن حمدي”، ظل في مخيلة الجماهير الحمراء بمثابة الحلم الجميل.
لذا كم هو من المؤلم حقا، أن تتحول “بعض” رموز هذا الحلم الأحمر الجميل، إلي “متهمين” بالتورط في قضايا فساد من العيار الثقيل، وبعد أن رفعهم المصريون نجوما في السماء، إذا بهم يصبحون بين ليلة وضحاها مهددين بأن يسقطوا في أعين المصريين، لسابع أرض.
إنها حكاية “نجم” اسمه الكابتن حسن حمدي، الذي تشرف أثناء وجوده في الملاعب بلقب “وزير الدفاع” عن طريق الفريق مرتجي – رحمه الله – ثم أجبرته الإصابة علي الاعتزال مبكرا، لتتخذ حياته طريقا مختلفا تماما عما انتهجه الكثير فيم بعد من رفاق الملعب، فقد اتجه للعمل في مؤسسة الأهرام، بوساطة أحدهم، وصداقة آخر، ليشق طريقه في قسم الإعلانات بالمؤسسة العريقة، وليشهد لقاؤه الأول مع قامة أدبية وصحفية كبيرة هو السيد إبراهيم نافع، فتورا واضحا لدرجة إبداء عدم الاستلطاف والنفور، بالطبع كان النفور وعدم الاستلطاف من جانب “الأستاذ” إبراهيم نافع، ولابد أنه تساءل بينه وبين نفسه ألف مرة عقب قبوله علي مضض: “إيه لعيب الكورة ده كمان اللي جايلنا الأهرام؟”….. إلا أن هذه التساؤلات وجدت الإجابات وتحول النفور إلي ود طويل المدي، وعلاقة شراكة وطيدة قائمة علي “التعاون” في مجال الإعلانات.
أما ما حدث بعد ذلك للثنائي “حمدي – نافع”، وما تلاه من تعرضهما لاتهامات بسرقة “الأهرام” ……. فتلك قصة أخري.
وقبل الاسترسال في سرد بعض ما تم توجيهه من اتهامات بالفساد للكابتن حسن حمدي، ربما يطرح سؤال نفسه بقوة: هل كان الجيل الذهبي للنادي الأهلي أكذوبة؟
بمعني آخر … هل تصميم حسن حمدي – رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي – علي شراء ولو “لبن العصفور” لتشكيل فريق لا يُقهر، كان بهدف “تبييض” الأموال التي “تربحها” من مؤسسة الأهرام- بحسب الاتهامات الموثقة في بلاغات رسمية مقدمة للنائب العام وهي أيضا – الآن – علي مكتب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ، المستشار هشام جنينة، الذي تعرض بدوره لحملة “أخونة رغم أنفه”، ربما في محاولة تشويه صورة الرجل امام الرأي العام أو لتخويفه عن متابعة سير التحقيقات التي قد تمس شخصيات “مهمة” في البلد، من كل المستويات؟
وسؤال آخر … هل وقوع حسن حمدي في دائرة الفساد، كان السبب فيم تواتر من أقاويل بشأن نية الكابتن الراحل “صالح سليم” في إبعاده عن مجلس إدارة الأهلي، إلا أن القدر لم يمهله، وليسقط المنصب الكبير في حجر نائبه “حسن حمدي”؟
حمدي والتقرير
* في مقالنا هذا نستعرض نص تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الصادر بتاريخ 30 / 3 / 2011، الذي يدين حسن حمدي وإبراهيم نافع وباقي الثمانية الكبار، أبطال قضية الفساد الكبري في الأهرام". ** وقد خلص التقرير إلي ما مفاده؛
= حصول حسن حمدي علي رواتب وبدلات وعمولات ومكافآت من المؤسسة "الأهرام" خلال الفترة من عام 2000 إلي عام 2005، بنحو 17 مليون جنيه، منها 11 ونصف مليونا لم يتضمنها وعاؤه الضريبي، بخلاف صرف مبلغ 407415 من شركة الأهرام للاستثمار.
= مسئوليته "حمدي" عن صرف ما يقرب من تسعة ملايين ونصف باعتمادات لتسيير النشاط بدون مستندات.
= مسئوليته عن مخالفات مالية عن الفترة من أول يناير 2004 حتي منتصف يونيو 2009، منها ما يلي: 1- التوسع في الإنفاق علي الهدايا ومواد الدعاية بنحو 312 مليون جنيه. 2- عدم وجود ضوابط للخصومات الممنوحة لعملاء الإعلانات وحيث تم حصر نحو 534 مليونا منها تقريبا.
= نص التقرير علي أن البلاغات المقدمة للنائب العام من الجهاز المركزي للمحاسبات بتاريخ 20 / 7 / 2006، تشكل إضرارا متعمدا بالمال العام، ما يقتضي إحالة الوقائق والتقرير إلي النائب العام للتحقيق فيها.
** بلاغات جديدة
من جانبه واصل "سعد الحلواني"، الزميل سابق للمدعو “حسن حمدي” في مؤسسة الأهرام، تقديم المزيد من البلاغات المؤيدة بمستندات جديدة، وقديمة.
= حيث تقدم ببلاغ إلي النائب العام "عبدالمجيد محمود" برقم 1520، بتاريخ 15 / 5 / 2012، بناء علي ما سبق تقديمه من بلاغ بتاريخ 30 / 11 / 2011، ورقم 10699، وتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، وطالب فيه بالتحفظ علي أموال "حسن حمدي"، ومنعه من السفر، منوها إلي أن قرار "عبدالمجيد" بإحالة بلاغه السابق إلي المستشار "أحمد إدريس" قاض التحقيق الشهير بـ(الثلاجة) والذي منع اتخاذ إجراءات - أية إجراءات ولمدة سنوات - في أي من البلاغات الموجهة إليه من النائب العام.
وفي البلاغ ذاته، أشاد "الحلواني" بقرار جديد للنائب العام "محمود" بندب قاض تحقيق آخر هو المستشار "أحمد خيري"، لمواصلة التحقيق "المجمد".
= في أول نوفمبر 2012، تقدم الحلواني ببلاغ آخر إلي "أحمد مكي" - وزير العدل الأسبق - جاء فيه:
"بناء علي البلاغات الثلاثة من مصطفي بكري بتاريخ 25 / 8 / 2005 ، ورابع من "الحلواني" بتاريخ 4 / 9 / 2005، تشكلت القضية رقم 812 لعام 2005 حصر أموال عامة عليا، المعروفة باسم قضية الفساد الكبري في الأهرام". وبعد صدور تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، الذي أدان الثماينة الكبار المتهمين في القضية، ثم تقديم بلاغ آخر للنائب العام بتاريخ 10 / 2 / 2011، برقم 417، تزامنا وتقديم 11 ملف من المستندات إلي هيئة الرقابة الإدارية والتي أحالتها بدورها - بعد فحصها - إلي نيابة الأموال العامة، ومنها إلي النائب العام، الذي بدوره أعاد ملف القضية إلي قاض التحقيق الأول "أحمد إدريس".!
حمدي و"الأمين"
بعد ثورة 30 يونيو، وتولي الفريق ثم المشير عبدالفتاح السيسي ورجاله، مهمة وضع خارطة الطريق وتحقيق أهداف الثورة الحقيقية، وأهمها التصدي للفساد، تم ترقية السيد "أحمد السيد النجار" إلي منصب رئيس مجلس إدارة الأهرام، وكان من نتائج هذا القرار (ذو المغزي الجرئ والواضح) أن صدر قرار النيابة - أخيرا وبعد سنوات - بضبط وإحضار المدعو "حسن حمدي"، لمساءلته قضائيا في شأن الاتهامات الموجهة له عبر سيل من البلاغات والمستندات والتقارير من كافة جهات الدولة الرسمية، المختصة بقضايا نهب المال العام.
إن السقوط المتوقع لأحد أكبر رؤوس الفساد في عهدي مبارك ومرسي، المخلوع والمعزول علي الترتيب، يعد مقدمة لسقوط شبكة العنكبوت الهائلة، التي أسقطت الوطن في براثنها علي مدي عقود.
فدائرة العلاقات الوطيدة بين الفاسدين "حمدي" ونافع" شملت العديد من رجال السياسة والأعمال والإعلام، بما فيهم البارزين حاليا بمظهر المساند للثورة والمؤيد لخارطة الطريق و"المتمحكين" في حملات ترشيح السيسي رئيسا لمصر، في محاولة يائسة لتبييض وجوههم السوداء وغسيل أموالهم القذرة وإعادة تقديم أنفسهم لمصر الثورة كرموز للمرحلة المقبلة رغم أنف الشعب وثورته العالمية الكبري، التي يتردد صداها المدوي - لحظة كتابة هذه السطور - في لندن وكندا ومن قبلهما روسيا ودول الخليج.
المواجهة الحاسمة قادمةٌ إذن، بين الرجال الذين فتحوا أعشاش الدبابير، التي أفسدت بر المحروسة ومصَّت دماء أهلها، واغتنت من خيرها تاركةً الفتات لأبناء مصر، وبين هؤلاء الذين لن يتنازلوا عن مفاتيح كنوز قارون التي جمعهوها نصبا ونهبا وتربحا.
إبادة بلا هوادة
المواجهة ضد الفساد، لا تقل أهمية وحيوية عن الحرب الإرهاب، هذا هو المعني الذي ينبغي تأصيله في عقول وضمائر الرجل - السيسي - والحفنة القليلة التي تسانده من شرفاء الوطن، في معركته الكبري لبناء مصر، والتي يقتضي تحقيق النصر فيها، رفع شعار الإبادة بلا هوادة ....... ضد كل رموز العهدين البائدين من الفاسدين، وفي القلب منهم عملاء الماسونية العالمية، لأن هؤلاء، بما فيهم المسيطرين حتي اللحظة علي معظم "الأبواق الإعلامية" في مصر، هم مخالب النظام الماسوني الذي يحكم دول العالم، عبر تحكمه في شبكات الاقتصاد ووسائل الإعلام وأروقة السياسة، لا يختلف في ذلك "آل بوش" و"آل روتشايلد" و"آل روكيفلر" عن شركائهم في مصر، وهم معرفون بالإسم....... ولا فرق هناك بين "روبرت ميردوخ" وشريكه "الوليد بن طلال"، عن "صبيان" القواد الشهير "صفوت الشريف"، وهم ملئء السمع والأبصار والشاشات التي تقتحم مخادعنا ليل نهار حتي الآن.
الحرب قادمة لا محالة إذن، وهي لن تبقي ولن تذر إلا الذين يقاتلون - لا يهابون الموت - بشرف وبعدالة وبتصميم، مهما كان الثمن، في عصرنا هذا وسنواتنا تلك "الخداعات" ... التي بات يؤتمن الخائن ويُخون فيها "الأمين"....... ويُكذب فيها الصادق ويُصدق فيها الكاذبين، وينطق فيها الرويبضة، أي التافه السفيه الذي يتكلم فى شئون العامة.
***
فطوبي للمجاهدين في سبيل نصرة الأوطان وإعلاء حقوق الإنسان.
والعار ثم الموت، لأعداء الأوطان ومصاصي دماء الشعوب وعملاء الماسون.
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا مصريين: الإخوان من أمامكم والنيتو من ورائكم
-
الْمُتَصَالِحُونْ عَلَي جُثَّةِ الْوَطِنْ!
-
إسرائيل: لماذا هي -عدو- .. ولماذا هو -صهيوني-؟؟
-
هل تمطر السماء أسماكاً علي أرض مصر؟
-
هَلْ كَانَ مِيْكَيافِيلِّلي إِخْوَانِيِّاً مُْسلِمَاً؟؟؟
-
نجوم أضاءت حياتي
-
السيسي أعلن الحرب علي الإرهاب والفساد
-
الطريق إلي -الأم المثالية- يبدأ من الكباريه ..أحياناً
-
حيثيات حكم مصر بالإعدام علي جماعة الإخوان
-
أميركا.. الغانية الأشهر في التاريخ
-
صافيناز وشاهيناز والكباريه
-
مصر علي فوهة بركان ال-H A A R P-
-
الدولار: حان الوقت لنسف البقرة الخضراء المقدسة
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 9 )
-
حسن حمدي “من” وزير دفاع الأهلي “إلي” متهم بسرقة الأهرام ..(2
...
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 8 )
-
صفعة راهبات معلولا لعبيد الاتحاد الأوروبي ودعاة النيتو
-
العدو يدس السم في -إشادة- موسادية بالجيش المصري
-
الربيع الكاذب ...... بالفيديو
-
هل يرد السيسي الجميل لبوتين؟
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|