|
نحو إنتخابات عراقية ديمقراطية نزيهة
علاء مهدي
(Ala Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 17:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تعتبر الممارسة الإنتخابية في الدول المتقدمة ظاهرة حضارية وممارسة وطنية بإمتياز حيث يمارسها الفرد ويتعامل معها بروحية عالية وبإحترام متناه ، ويعتبرها بمثابة عيدٍ وطني. كيف لا وهو يمارس حقه الشرعي في إختيار الشخص أو الحزب المناسب وفق ما تنسجم أفكاره مع أهداف ذلك الحزب أو الشخص. ويمارس الأسترالي هذه المهمة بإهتمام بالغ حيث يرتدي أجمل ملابسه ويتزين بدقة متناهية وكأنه مدعو لحفل ساهر ولايكتفي بذلك فحسب بل يعلق على صدره كل النياشين التي حصل عليها في الحروب التي شارك فيها والشارات التي تدل على إنتمائه الوطني مثل العلم الإسترالي أو شعار الدولة الأسترالية. ويحرص الإسترالي على المساهمة في الإنتخابات مهما كانت الظروف حتى أنه لايجد ضيرا في تغيير مواعيد سفره ومواعيد تمتعه بالإجازات السنوية فيما لو تعارضت مع مواعيد الإنتخابات ليس خوفا من دفع غرامة عدم الإنتخاب وفق ماتنص عليه القوانين الإسترالية بل لأنه على قناعة تامة بأن ممارسته الإنتخابية هي واجب وطني تمليه عليه إلتزاماته الوطنية. كما أنه يبني إختياره على أسس علمية ووقائع وأحداث وقياسات مبنية على نتائج تصرفات سياسية وإقتصادية وإجتماعية ودولية وغيرها ضمن سياق فترة الحكم الحالية وبالتالي فإن إختياره يكون صائباً أو قريباً من توقعاته ويتماشى مع أفكاره وتطلعاته وتمنياته بأهداف يعتقد أنها ستتحق فيما لو انتخب تلك الجهة أو الكيان السياسي لا أن ينتظر إلى ماقبل الإنتخابات بمدة قصيرة ومن ثم يختار مزاجياً على أسس غير واقعية ولاتنسجم مع مايجب أن تكون عليه الممارسة الإنتخابية. قصدت من هذه المقدمة القصيرة أن أعرض صورة عن الإنتخابات الإسترالية التي أعتبرها نموذجاً ديمقراطياً مارسته ناخباً وموظفاً ومديرا لمركز إنتخابي فيدرالي في أحد أكبر المراكز في منطقة شمال مدينة سيدني لمدة تزيد عن عشرين عاماً. ولكي نتفاعل مع الإنتخابات البرلمانية العراقية التي ستجري في أستراليا يومي الأحد 27 والأثنين 28 نيسان 2014 على المُنْتَخِبْ الأسترالي من أصول عراقية أن يراعي النقاط التالية: أولاً : أن يتوجه الناخب لصناديق الإقتراع وبمعيته الوثائق المطلوبة وفق التعليمات الحكومية العراقية وفي المواعيد المحددة حتى وان أضطر لإعادة ترتيب أوقات عمله أو إلتزاماته على أساس مبدأ ان المشاركة في الإنتخابات هو واجب وطني عراقي غير قابل للتفريط به كونه حقاً من حقوق المواطنة العراقية. ثانياً: أهمية المساهمة في الإنتخاب من أجل التغيير نحو الأفضل وبما ينسجم وتطلعات المنتخب المستقبلية. الإدلاء بالأصوات بصورة صحيحة يعني المساهمة في تحديد مسار العملية السياسية للدورة البرلمانية المقبلة. ثالثاً : العزوف عن ممارسة دورنا الإنتخابي بسبب من عجز نواب الدورة الحالية عن تحقيق الأهداف التي كنا نطمح إلى تحقيقها ليس صحيحاً. فلامكان لليأس في ممارسة العملية الإنتخابية بل العكس هو الصحيح فعدم تحقيق الأهداف التي كنا نحلم بتحقيقها والتي عجزت الدورة الحالية عن تحقيقها يجب أن يدفعنا لتصحيح المسار عن طريق حجب الثقة عن النواب والقوائم التي فشلت في تحقيق أهدافنا وامنياتنا وإختيار البديل المناسب على ضوء البرامج الإنتخابية المعلنة للقوائم الحالية والسمعة الطيبة والنظيفة لها ولتأريخها السياسي. رابعاً : ليكن هدف توفير الأمن والأمان والقضاء على الإرهاب المبرمج بكل أشكاله وأنواعه وإنتماءاته العنصرية والطائفية هو مقياس إختيار الناخب. في العام الماضي قتل أكثرمن عشرة آلاف عراقي دون سبب. لنبحث معاً عن القائمة التي وعدتنا بالقضاء على الإرهاب ولم تتمكن من تحقيق ذلك فنستبدلها بمن نثق بأن لديهم القدرة على تحقيق ذلك فحياة العراقيين تستحق أن نصوت لمن يحميها. خامساً: أن يسجل الناخب الأسترالي من أصل عراقي كل الخروقات والملاحظات التي صادفته من خلال ممارسة العملية الإنتخابية، وبإمكانه أن يعلمنا بها تحريرياً لكي نتمكن من تضمينها بقائمة ملاحظات وإقتراحات حول العملية الإنتخابية نخطط لرفعها إلى المسؤولين في المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في العراق والمسؤولين في العراق بعد الإنتخابات بقصد تجاوزها في المستقبل ومحاسبة المسؤولين في حالة عدم تجاوزها. سادساً : على مواطنينا ممن يعانون من عدم توفر المستندات والوثائق العراقية التي حددها قانون الإنتخابات العمل على توفيرها خلال الفترة المقبلة ولكل أفراد العائلة بما فيهم المولودين في أستراليا أو خارج العراق والعمل على زرع الروح الوطنية لديهم من أجل تهيئتهم لممارسة دورهم الإنتخابي مستقبلاً. سابعاً: إتساع المشاركة في الإنتخابات القادمة له دلالة إيجابية وتأثير بالغ في نتائج الإنتخابات. فالمواطن الأسترالي من أصل عراقي يعي عن قناعة وثقافة وممارسة معنى الممارسة الديمقراطية كونه قد مارسها في وطنه الثاني أستراليا بديمقراطية لم يعهدها من قبل في العراق. ثامناً: لننتخب بعيداً عن المحاصصات الطائفية والعنصرية فالعراق يضم مكونات متنوعة كانت ولازالت تشكل قوس قزح متميز الألوان يتعايش بظلاله عدد غير قليل من المكونات الجميلة حضاريا وثقافيا وسياسيا حتى بات العراق بمثابة – شدة ورد – لاتنافسها في الجمال والألق اية دولة أخرى. لانريد عراقاً بدون مسيحيين أو مندائيين أو إيزيديين أو شبك أو أرمن أو غيرهم ممن تتشكل منهم الفسيفساء العراقية الجميلة. تاسعاً: علينا أن نصر على إيصال أصواتنا للمسؤولين. كل صوت من أصواتنا يمثل صرخة مدوية ترفض المحاصصة والإرهاب واللصوصية وتبرز دورنا الحضاري الرافض للديكتاتوريات الصغيرة والكبيرة التي مازالت تعشعش في بعض العقول الضعيفة والنفوس المريضة التي ترى أن البعض لابديل لهم في حين أن العراق الكبير فيه من الكفاءات القادرة على إدارة مرافق الدولة بأيادٍ بيضاء وبنزاهة معروفة وموثقة عبر تأريخ طويل. عاشراً: التوعية الإنتخابية هي من مسؤوليتنا جميعاً. علينا أن ندفع بإتجاة الإنتخابات وأن نعزز الدور الإنتخابي الإيجابي بين صفوف الجالية. ليس مهما لمن سيصوتون بل الأهم هو أن يصوتوا وأن يمارسوا حقهم الإنتخابي. فالتنظيمات والأحزاب والجمعيات العراقية المتواجدة على الساحة الإسترالية لن تتمكن من الوصول إلى كل ناخب أسترالي من أصل عراقي وعلينا جميعاً مهمة إيصال المعلومة والفكرة لهم.
#علاء_مهدي (هاشتاغ)
Ala_Mahdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنتخابات العراقية في الخارج .. ملاحظات تنتظر الاهتمام - مس
...
-
صليوة !
-
جمعية الحجي !
-
هل يحارب الإرهاب بالإرهاب؟
-
إفعلوا بالأرمن ماتشاؤون!
-
يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه
-
«خالة سجليني الله يخليكي»
-
لمصلحة من إرهاب مسيحيي العراق؟
-
رحلتي مع العمل بين بغداد وسدني
-
مالم يقل في قضية التجسس الأسترالية الإندنوسية
-
صور وسلوكيات من دروب الحياة
-
فيضان بغداد . . . والولاية الثالثة
-
-يوميات صحفي .... سائق تاكسي-
-
خرافة الربيع العربي ! هل من بدائل حقيقية للأنظمة العربية؟
-
لاتشتموا العراق . . . رجاءً ..!
-
حادثة ما زالت مثار استغراب وتساؤل ..!
-
الملعقة السادسة في ملحمة نضالية ..!
-
غسان نخول . . نصير الضحايا
-
دولة القانون بدون قانون !!
-
ماتت عمتي ناجية
المزيد.....
-
المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات
...
-
أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم.
...
-
كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك
...
-
الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق
...
-
فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ
...
-
نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
-
عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع
...
-
كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
-
آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
-
العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|