أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - المجد لثورة 14/تموز ولاهم دروسها:الشعوب تصنع التاريخ














المزيد.....

المجد لثورة 14/تموز ولاهم دروسها:الشعوب تصنع التاريخ


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 14:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


"الشعوب تصنع التاريخ" مقولة استنتجها ماركس من دراسته لتاريخ البشرية وحدد دور الاحزاب والافراد في التاريخ بدور التوعية والتعبئة واطلاق طاقات الشعوب وبقدرتها على استيعاب المتغيرات الجذرية التي تحدثها الثورة في قدرات الشعب من جهة وقدرات واساليب اعدائه من جهة اخرى، وما تفرضه من تطوير الاهداف ووسائل واساليب الكفاح وفقا لتطور الظروف . واثبتتها شعوب العالم في جميع ثوراتها وكذلك الشعب العراقي في ثورته الخالدة، ثورة 14/تموز . فقد استطاع الشعب العراقي بقواه الوطنية وفي طليعتها الحزب الشيوعي والقيادة الوطنية لعبد الكريم قاسم ان يحولوا الانقلاب العسكري الى ثورة شعبية عارمة اقتلعت جذور التبعية للامبريالية البريطانية وبناء عراق ديموقراطي في غضون سنة واحدة. فكانت الجماهير بقيادة وتوجيه الشيوعيين ترفع الشعارات التي تحدد مطالببها بتحقيق التحرر الكامل من الهيمنة الامبريالية واطلاق الحريات الديموقراطية . وتخرج في تظاهرات مليونية ولا تعود الا باستجابة رئيس الوزراء ، عبد الكريم قاسم لمطالبها. هكذا تم الخروج من حلف بغداد العسكري العدواني ، وبالتالي الغاؤه، وتم الغاء قاعدتي الحبانية والشعيبة البريطانيتين وخروج اخر جندي بريطاني دنس ارض الوطن. وهكذا تم الخروج من منطقة الاسترليني وتحرير عملتنا كمنطلق لتحرير اقتصادنا الوطني ، وشرع الاصلاح الزراعي لتحرير ملايين الفلاحين من حكم الاقطاع واطلقت حرية التنظيم النقابي والاجتماعي وحرية الاحزاب والصحافة . وتجاوزت انطلاقات الجماهير وقدراتها قدرات الحزب الشيوعي دع عنك طموحات عبد الكريم قاسم . فقد احدثت الثورة اصطفافا طبقيا جديدا وطرحت قضايا جديدة . فجنح عبد الكريم قاسم الى الدكتاتورية لكبح انطلاقة الجماهير التي تجاوزت طموحاته ومصالحه الطبقية كممثل للبرجوازي وطنية وعززت مخاوفه الضغوط الامبريالية والرجعية المحلية والعربية. وتاهت قيادة الحزب الشيوعي بين تيارات اليمين واليسار والوسط التي تعكس مصالح طبقات الشعب من عمال وفلاحين وبرجوازية وطنية وبرجوازية صغيرة وجدت بالحزب الشيوعي العراقي المعبر الوحيد عن مصالحها في ظل الاحتلال وفي المرحلة الاولى من الثورة دون ان تجرأ قيادة الحزب على عقد مؤتمر لبلورة سياسة تتلائم مع تطور الاوضاع الجذرية التي حدثتها ثورة جذرية كثورة 14/تموز، في المجتمع وفي كل حزب سياسي ، بل وكل فرد. وبتأثير القيادة الانتهازية للحزب الشيوعي السوفيتي ، هيمن الاتجاه اليميني . وتحت شعار الثورة الوطنية الديموقراطية هي ثورة برجوازية وعلى البرجوازية قيادتها عمل الحزب الشيوعي بحجة حماية الجماهير من غضب الحكومة البرجوازية ، وحماية الثورة من اعدائها، على كبح انطلاقة الجماهير تماما كما تفعل اليوم بحجة حماية الشعب من الارهاب وحماية العملية السياسية!!. فاستغل اعداء الشعب ذلك للامعان في تخويف عبد الكريم قاسم من نشاط الحزب الشيوعي ومن انطلاقة الجماهير وفي نفس الوقت من تعزيز القواعد الاجتماعية لاستعادة الحصان الجامح، كما كانت تسمي العراق في تلك الفترة. ووجدت بطموحات حزب البعث الى السلطة وبناء امبراطورية من المحيط الى الخليج القوة الاساسية لتحطيم ثورة 14/تموز وتركيع شعبنا منذ ذلك الحين . كما دعمت كل القوى الرجعية من اقطاعيين ورجال دين يستغلون الدين لخدمة اهدافهم السياسية وبقايا شبكات التجسس وعملاء شركات النفط الاحتكارية لاثارة الفرقة بين ابناء الشعب والقيام بالمؤامرات لقلب نظام الحكم وافتعال الجرائم والقاء تبعاتها على الشيوعيين وصولا الى انقلاب 8/شباط 1963 الفاشي .
واكتسب الشعب العراقي خبرة جديدة. صحيح ان الجماهير هي التي تصنع التاريخ ولكن يبقى تأثير القيادة السياسية بما فيها الافراد فاعلا في المراحل الحساسة من الثورة فقد يستطيعون اللحاق بانطلاقة الجماهير التي احدثوها وبذلك تنتقل الثورة من نصر الى نصر ومن مرحلة الى اخرى وقد يجمدون فيضيعون على الشعوب فرصا ثمينة لايمكن تعويضها. لانهم سيسهمون في يأس الجماهير وخيبة املها التي تحتاج الى فترة طويلة من اجل استعادتها وفي نفس الوقت تترك المجال لانطلاق اساليب اعداء الشعوب وتطورها في تركيع الشعوب واخضاعها الى هيمنتهم واحكام طوق افقارهم وتخلفهم.
وتبقى الجماهير صانعة التاريخ فكما انها هي التي خلقت تلك القيادات والافراد المتميزين تستطيع اما اعادة بنائها او خلق قيادات جديدة تستطيع الاستفادة من تجارب الشعوب وتطوير مبادئها واساليب ووسائل كفاحها.
ومازال شعبنا حتى هذا اليوم يعاني من اساليب انتقام اعداء شعبنا من انجازات ثورة 14/تموز، فاعادوا الاحتلال المباشر بواسطة ادواتهم وفي مقدمتهم حزب البعث ، واقامة العشرات من القواعد العسكرية فضلا عن اجتياح الشوارع والبيوت ، ونهب مكشوف لكل خيراته وسلب لكل حرية وكرامة وتقتيل بالجملة والمفرد واثارة لمختلف اشكال الفرقة والتمزق. واطلاق لكل العادات والتقاليد البالية ، بل واستحداث اساليب جديدة لاحكام عبودية المرأة واعطاب الطفولة. واطلاق العنان لمختلف المنظمات الارهابية لتقوم بافضع الجرائم المرعبة . لتقديم شعبنا مثلا للشعوب التي لا ترضخ لهيمنتهم بعد ان جعلت ثورة 14/تموز شعبنا مثلا للشعوب المتطلعة للحرية والتقدم. وبلغ شعبنا الحد الفاصل لتحمله كل هذا الظلم والاستعباد ولمواقف القيادات السياسية المحبطة والمثبطة لطاقات الجماهير وحجرها وراء الجدران العالية بحجة حمايتها من الارهاب . والارهاب لا يميز بين من هم في الشارع او البيت او العمل. نعم ان شعبنا باشر بمقاومته للاحتلال و سيجبر هذه القيادات على تغيير مواقفها الاستسلامية او نبذها وخلق قيادات جديدة تتفهم متطلبات العصر وتستطيع اطلاق طاقات الشعوب لتحقيق اهدافها . فالشعوب هي التي تصنع التاريخ والمجد لثورة 14/تموز.. ولنستفد من دروسها .. ونطور من اهدافها واساليب ووسائل كفاحها وفقا لمتطلبات العصر.
في 10/تموز/2005



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل حق تقرير المصير لشعب الصحراء والاعتراف الدولي بجمهوري ...
- ما هي الدروس التي يمكن للقوى الوطنية العراقية استخلاصها من ا ...
- لايمكن لاي دستور يصاغ في ظل الاحتلال ان يكون دائما
- العراق وبعض مؤدلجي القرن الماضي
- نداء في يوم الطفل العالمي
- الابتعاد عن النهج الماركسي احد الاسباب الرئيسية لانهيار التج ...
- تطوير الماركسية يحتم تحديد ودحض النظريات التحريفية والتي تجا ...
- التراث الماركسي وتطوير الماركسية
- تحريف المفهوم الماركسي للتعاييش السلمي
- الاحتفال بيوم النصر على الفاشية مهمة كفاحية
- نداء في يوم الشغيلة العالمي نزع سلاح اعداء البشرية المسؤولية ...
- الماركسية سلاح البشرية من اجل التحرر والتطور الدائم
- النضال الجماهيري سبيلنا للتحرر والديموقراطية
- هل اصبح الشعب العراق خارج التاريخ
- ديموقراطية الاحتلال تعلن للعاطلين العراقيين رأس العراقي بمائ ...
- اليوم العالمي للمرأة احد اللبنات الاساسية في بناء العولمة ال ...
- اوضاع المرأة العراقية في بلد الديموقراطية الاحدث
- زكي خيري يرد على اسئلة اليوم
- راهنية مواقف وكتابات زكي خيري الوطنية والاممية بعد عشر سنوات ...
- راهنية مواقف وكتابات زكي خيري الاممية والوطنية بعد عشر سنوات ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - المجد لثورة 14/تموز ولاهم دروسها:الشعوب تصنع التاريخ