أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - الخِنيسُ والفيسبوك ...














المزيد.....

الخِنيسُ والفيسبوك ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 12:24
المحور: المجتمع المدني
    


خَنَسَ في اللغةِ تَعني تأخرَ أو اِختَفى، والخِنيسُ هو من يَتأخرُ أو يَختَفي. في اللغةِ الشائعةِ الدارجةِ الخِنيسُ ليست إذن بالصفةِ الجيدةِ، هي تَدُلُ على الشخصِ الذي يَخفي مَظهرُه الُمخادِعُ ما يُبطنُ من شرورٍ. الخنيسُ يَكذبُ ويُضلِلُ ويَغِشُ ويُدبرُ المكائدَ ويَتَصيدُ ما ليس له، يجري على كلِ شئ جري الوحوشِ، كلُه تحت قناعٍ من الأدبِ والحكمةِ والهدوءِ. أما الفيسبوك فقد أصبحَ الوسيلةَ الأمثلَ للغشِ الاجتماعي والسياسي والمهني، تَحَولَ من تقريبِ من طالَت عليهم المسافاتُ إلى أداةٍ لمن يَخْنِسون، خاصةً على من لا يَرونَهم ولا يَعرِفون حَقيقَتِهم.

الفيسبوك لم يُغَيِرْ شعرةً في الولايات المتحدةِ الأمريكيةِ وأوروبا وأسيا، حافظًا لمركزِه وحدودِه، لكنه في الدولِ المُنغَلِقةِ ظَهَرَ كبديلٍ عن التواصلِ الحقيقي، أصبحَ لسانَ من يَعجَزُ عن المواجهةِ، ومن يريدُ إخفاءَ حقيقتِه. كم من فتياتٍ وفتيانٍ انضَحَكَ عليه من خِنيسي الفيسبوك، وكم من سياسيين َركَبوا الفيسبوك وظهروا مُصلحين وُعاظًا، ناصِحين وآمِرين ناهين، انخَدَعَ فيهم الملايين واِنجَروا. في كلِ مجالٍ هناك خِنيسون، في العملِ والإعلامِ والسياسةِ والرياضةِ والمجتمعِ، مَهتُهم أسهلُ وأيسرُ مع فيسبوك وتويتر وغيرها من مواقعِ الخِداعِ الاجتماعي والوظيفي والسياسي، وما من واقٍ من غِشِهم إلا بالحذرِ والتيقنِ، وبالتجمعاتِ الموثوقةِ، ما هي على فيسبوك وما هي بالاتصالِ الحقيقي وهو الأهم.

بعد 25 يناير 2011 أظهَرَ الإعلامُ وفيسبوك وتويتر وجوهًا، لم تكن مَعروفةً، اِستفادَت من الاِضطرابِ السياسي، واستخدَمَت كلَ ما هو متاحٌ لها، بإيعازٍ من آخرين أو من تلقاءِ نفسِها، لإحداثِ فورانٍ في الشارعِ. لما نَجَحَ فيسبوك وتويتر والإعلامُ أيقَنَ كثيرون أنهم وسيلةَ انتِشارٍ ودعايةٍ وتَغلغُلٍ وتعبيرٍ؛ شاعَت كلمةُ تويتة، للدلالةِ على كلمةٍ قصيرةٍ على تويتر لا تزيدُ عن 140 حرفًا، والتَصَقَت بمن يعجزُ عن التواصلِ الحقيقي فيكتبُ ولا من شافَ ولا من دَرى. هَرَبَ كثيرون أو اختفوا ولم يعدْ من أثرٍ لهم إلا تويتاتٍ وكلامًا على فيسبوك. وبنفسِ منطقِ الهروبِ، الكلامُ في الهواءِ، للخداعِ والظهورِ بمظهرٍ غير المظهرِ وبلسانٍ غيرِ اللسانِ وبأخلاقٍ غيرِ الأخلاقِ.

الخِنيسُ ظريفٌ جدًا، حَبوب بالقوي، ثَوري نار، فَصحيح لِبلب، لكن واقعَه عِفِش، ولا مؤاخذة، وحقيقَتَه هباب، برضه ولا مؤاخذة، إنهم كُثرُ، هم ثَعابين هذا الزمن وعَقارِبُه. هل تذكرون فيلم الجبان والحب، ليس كل من يُحِبُ جبانًا، وأيضًا، ليس كلُ من يَدخلُ على الفيسبوك وتويتر خِنيسًا، الاحتياطُ واجبٌ، ولا يُلدَغُ مؤمنٌ من ُجحرٍ لُدِغَ منه جارُه أو صديقُه أوقريبُه،،

Twitter: @albahary
مدونتي: http://www.albahary.blogspot.com



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رَمادي ...
- لا زيفَ في العِلمِ، ولكن الشئ لزوم الشئ
- زي القَرع ...
- وزيرٌ كاجوال ...
- عمالُ التراحيلِ ...
- التهييف ...
- هل يَصلحُ السيسي رئيسًا؟
- أزهى عصور التناكة ...
- الزُنبة ...
- مواطن خالد النبوي ...
- كيف تصل إلى القمر بتوك توك ...
- العجوزة والنعانيع ...
- المرأةُ في المجتمعِ ... وفي الدستورِ
- الهزيمةُ في غانا ... لا شماتةَ ولا شَّماعةَ
- ديفيد شارل سمحون
- عنترة لا يصلُح وزيرًا ...
- أنا قلقان ...
- بقاءُ الدول ليس بالتاريخِ ولا بالجغرافيا ...
- مصرُ عَصيةٌ على الفَرمَتة...
- التعليمُ الخاصُ في جامعاتِ الحكومةِ ...


المزيد.....




- البعثة الايرانية في الامم المتحدة: روح المقاومة ستقوى بعد اس ...
- بعد استشهاد السنوار.. حماس تعلن شروطها لتبادل الأسرى مع الإح ...
- RT ترصد حركة النازحين بين لبنان وسوريا
- المفوض الاممي لحقوق الانسان: التهجير القسري الذي ينفذه الجيش ...
- المفوض الاممي لحقوق الانسان: نتائج التقرير الاخير للتصنيف ال ...
- المفوض الاممي لحقوق الانسان: لا يمكن للعالم ان يسمح بحدوث مج ...
- المفوض الاممي لحقوق الانسان: -اسرائيل- ملزمة بتسهيل تدفق الم ...
- الأمم المتحدة تحذر من -مجاعة كارثية- هذا الشتاء في غزة
- الاتحاد الأوروبي يدعو لتبني قوانين وإجراءات عاجلة لترحيل الل ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام إسرائيل أساليب -فتاكة- في الضفة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - الخِنيسُ والفيسبوك ...