06 أبريل 2014 - يوم للفرز السياسي بامتياز

عزوز رفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 07:27
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

شهدت مدينة الدار البيضاء في يوم 06 أبريل 2014 حدثا مهما، وأكيد لا أقصد هنا البهرجة التي جسدتها المركزيات النقابية الثلاث (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد المغربي للشغل)، بل أقصد حدث التدخل القمعي في حق مناضلي حركة 20 فبراير المشاركين في المسيرة العمالية.
ففي هذا اليوم اتضح للجميع الفرز السياسي الحاصل ببلادنا، اتضح التوجه السديد والمكافح، وتوجه الاسترزاق المنبطح، فمنذ انطلاق المسيرة صباح اليوم وقوى القمع تحاصر مناضلي حركة 20 فبراير الذين اختاروا لنفسهم شعارات تعكس الواقع الحقيقي للوضع ببلادنا، شعارات تعبر عن المدخل الوحيد للإجابة عن الأزمة التي تعيشها بلادنا شعار التغيير الجذري. وأكيد في الجانب المقابل قوى القمع تفتح الطريق للبيروقراطيات النقابية وهي تهلل وتطبل بشعارات تعكس انبطاحها، وميولها للمهادنة مع النظام القائم، موجهة سهامها للحكومة في لعبة سياسوية أصبحت نتنة من شدة استعمالها لتغليط الرأي العام.
فعلى غرار ما حصل بمدينة فاس يوم فاتح ماي من سنة 2013 وكذا سنة 2012، حيث قامت قوى القمع بعزل تظاهرة الحركة الطلابية والتدخل الهمجي في حقها، بتواطؤ مكشوف مع البيروقراطيات النقابية، سيعيد النظام نفس السيناريو مع حركة 20 فبراير بمدينة الدارالبيضاء، فبعد ضرب تطويق قمعي حول تظاهرة الحركة لمنع الجماهير وخاصة العمال من الالتحاق بهم، ستقدم قوى القمع على تدخل همجي في حقهم مخلفة اصابات بالجملة واعتقال العديد من مناضلي الحركة الذين قدموا من مختلف المدن المغربية للمشاركة في المسيرة. وذلك بمباركة المركزيات النقابية التي أكملت مسيرتها دون اكتراث لما تعرض له مناضلي حركة 20 فبراير، بل وهي مبتهجة لما حصل، فالنقابات الصفراء إلى جانب النظام لم ولن ينسوا آخر مسيرة وطنية بالدارالبيضاء سنة 2012 حيث انقلبت الجماهير على الخونة والمتاجرين في معاناتها، وسارت وراء مناضلي حركة 20 فبراير بعدما وجدت فيهم المعبر عن مصالحهم وهي رافعة لشعاراتهم.
إن التدخل القمعي لهذا اليوم يؤكد الخوف الشديد للنظام من حركة 20 فبراير، وخاصة عند اقترابها من الطبقة العالمة، فهو على تمام العلم بنتائج انخراط العمال في حركة 20 فبراير، ليشن حربه الاستباقية بغية عزل الحركة، إنه نفس الخوف الذي جاءت فيه اتفاقياته المشبوهة مع البيروقراطيات النقابية التي كانت أول المنسحبين من حركة 20 فبراير، شهرين فقط بعد انطلاقها سنة 2011، بعدما حصلت على الفُتاة.
إن هذا اليوم سيبقى شاهدا في ذاكرة الشعب المغربي، سيبقى يوم الفرز السياسي كاشفا بالملموس من هم السائرين على الجمر بغية تحرير شعبنا من نير الاضطهاد والاستغلال الطبقيين، ومن هم السائرين على خطى المساومة مع النظام.
كما أن هذا اليوم يضع جميع المناضلين، أمام حقيقة البيروقراطية المتفشية كالأخطبوط في النقابات، وبالمقابل يضع المناضلين الماركسيين اللينينيين المتمسكين بخط الطبقة العاملة أمام حجم المهام العظيمة الملقاة على عاتقهم بغية تحرير الطبقة العاملة من قبضة الطغمة البيروقراطية المتربعة على عرش النقابات، كخطوة في مسار الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الاشتراكي.

#عزوز_رفيق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات