|
مُقاربات إنتخابية / الإتحاد الوطني الكردستاني على المَحَك
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 21:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إنتخابات 30/4/2014 ، مُهّمة لجميع الأطراف السياسية على الساحة العراقية عموماً .. لكنها تكتسبُ أهميةً إستثنائية ، بالنسبة الى ( الإتحاد الوطني الكردستاني ) ، للأسباب التالية : * طالما إعتبرَ " الإتحاد الوطني " نفسهُ ، البديل أو على الأقل النِد ، لل " الحزب الديمقراطي الكردستاني" ، فبعد تشكيل الإتحاد سنة 1976 عُقب إنهيار الحركة الكردية بقيادة الحزب الديمقراطي ، فأنه أي الإتحاد بقيادة " جلال الطالباني " نشط في مناطق واسعة ولا سيما ، في السليمانية وأجزاء من أربيل وغيرها .. وإستطاع بالفعل ، وسط ظروفٍ معقدة وصعبة ، أن تكون له كلمة مسموعة .. أحياناً بالمجابهات المُسلحة ، وأحياناً بالتحالفات ، وحتى بالتفاوض مع الحكومات الإيرانية والعراقية " شأنه في ذلك شأن الحزب الديمقراطي أيضاً " ! . على أية حال .. بعد 1991 ، ترسختْ قوة الإتحاد ، وفرضَ بالإتفاق مع الحزب الديمقراطي ، إسلوب " المُناصفة " سئ الصيت ! . وتقاسمَا السلطة والنفوذ . لكن سُرعان ما إختلفَ الشريكان ، على موارد المنافذ الحدودية ولا سيما " إبراهيم الخليل " .. حيث تبَيَنَ ان الحدود مع تركيا ، عبارة عن " دجاجةٍ تبيضُ ذهباً " ، وليستْ مثل نقاط الحدود مع إيران ، التي يُديرها الإتحاد ، وكانتْ آنذاك شحيحة الموارد ! . فإشتعلتْ حرب الأخوة الأعداء بين الطرفين وإستمرتْ بصورةٍ متقطعة في التسعينيات . وتدخّل [[ الأصدقاء !! ]] : الجيش العراقي في 1996 / مفارز من الإستخبارات التركية / الإستخبارات الإيرانية / الأمريكان .. حتى ( أقنعوا ) الطرفَين ، الإتحاد والديمقراطي ، وأجبروهُما على المصالحة ومن ثم توقيع : الإتفاق الإستراتيجي بينهما ! . * بعد 2003 وخصوصاً بعد 2005 ، وصلتْ العلاقة بين الإتحاد والديمقراطي ، الى مُستوى أعلى من التنسيق وتوزيع المناصب وتقسيم الموارد ، فإتفقوا " بالتفاهُم والمُحاصصة مع الأطراف العراقية " ، على ان يصبح الطالباني رئيساً للجمهورية في بغداد ، والبارزاني رئيساً لأقليم كردستان ، ويتقاسم الطرفان المناصب الوزارية في الأقليم ، وكذلك يتقاسمان السيطرة على جميع الموارد . وبالفعل إستمرتْ الأمور على هذا المنوال السَلِس ، بدون صداع " فالكثيرين أمثالي الذين كانوا ينتقدون الأوضاع منذ التسعينيات ، لم يكن لأصواتهم صدى ! " . نقطة التحول ، كانتْ إنبثاق " حركة التغيير " من رحم الإتحاد الوطني ، في 2009 ، وإشتراكها في الإنتخابات وحصولها على 25 مقعداً . فوجهتْ بذلك ضربةً قاصمة للإتحاد الوطني الكردستاني . ولم يستطع الإتحاد إستيعاب الموقف بصورةٍ صحيحة منذ البداية ، وحتى زعيمه الداهية " جلال الطالباني " ، لم يُقّدِر بشكلٍ دقيق ، خطورة ما جرى ، ولم يسعَ سريعاً ، لتطويق الأمر وتخفيف آثاره .. بل وحتى إمكانية التنسيق مع حركة التغيير . وحين بدأ الطالباني " مُتأخراً " ، محاولات التفاهُم مع " نوشيروان " .. كانتْ حالتهُ الصحية تتفاقم ولم يمهله المرض كثيراً ، فغاب عن الساحة . وتبينَ ان الإتحاد الوطني الكردستاني " الذي كان الجميع يحسب له ألف حساب " ، تبينَ انه لايمتلك بديلاً للطالباني ! .. وان الإتحاد ( الذي طالما طرح نفسه ، كتنظيمٍ سياسي مدني حديث " مُغاير للقيادة العائلية العشائرية للحزب الديمقراطي ، كما يقول " ) .. تبينَ من غياب الطالباني ، الفراغ الكبير الذي تركه ، والتصدعات الخطيرة في بُنية قيادة الإتحاد ، وبروز التوجهات " العائلية " و" المصلحية المادية " ، التي كان ينتقدها في الديمقراطي ! . * القِشة التي قصمتْ ظهرَ بعير الإتحاد ، كانتْ إنتخابات 21/9/2013 .. فالإتحاد كان يُرّوِج ، ان ما حصلتْ عليهِ " حركة التغيير " في 2009 ، أي 25 مقعداَ .. كانَ مُصادفة وان الكثير من جماهير الإتحاد ، صوتتْ لحركة التغيير حينها ، مُعتبرة أنهما " متفقان في السِر !" .. وشنَ الإتحاد وشريكه الديمقراطي ، حرباً إعلامية شعواء على حركة التغيير .. إلا ان نتائج الإنتخابات ، أظهرتْ نزول أسهم الإتحاد الوطني بصورةٍ حادة " رغم أنه حزبٌ في السلطة " ، وإحتفاظ حركة التغيير بنفس المقاعد تقريباً " رغم أنه مُعارضة " . وبهذا تراجع الإتحاد ، لأول مرّة في تأريخه الى الموقع الثالث ! . * إنتخابات مجالس المحافظات وإنتخابات مجلس النواب العراقي ، التي ستجري في 30/4/2014 .. هي [[ الفُرصة الأخيرة ]] كما أعتقد ، للإتحاد الوطني الكردستاني : فأما أولاً :- سوف يُلملم صفوفه ويُداوي جراحاته ، ويُوّحد قياداته المتبعثرة .. ويصرف الأموال ببذخٍ على الدعاية الإنتخابية وحتى رشوة الكثير من الناخبين المترددين ! .. بل ويبذل المُستحيل للتأثير في النتائج " بكافة السُبُل " المُتاحة ! .. لعلهُ وعسى ، أن يحصل على نصف مقاعد مجلس محافظة السليمانية وبعض مقاعد اربيل . وكذلك على عددٍ من مقاعد مجلس النواب العراقي ، من السليمانية وأربيل ، بحيث يستطيع الإحتفاظ بماء الوجه .. ويكون بإمكانهِ فرض شروطه ، سواء مع الديمقراطي أو التغيير أو سواهم [[ لاسيما ، ان الإتحاد يعتبر ، ان قوته الحقيقية اليوم ، تكمن في كركوك ، وأنه سوف يحصل على خمسة مقاعد برلمانية فيها ! . وانه سيحصل على أغلبية مُريحة في مجلس محافظة كركوك ! ]] . إذا حصل هذا السيناريو ، فأن الإتحاد الوطني ، سيبقى رقماً مهماً على الساحة في بغداد والأقليم . أو ثانياً : - إذا حصلتْ حركة التغيير والأحزاب الإسلامية ، على أغلبية واضحة في مجلس محافظة السليمانية ، وعلى أكثر من نصف المقاعد النيابية في السليمانية ، وكذلك على نصف حصة الإتحاد في اربيل .. فأن الإتحاد الوطني حينها " أو ما سيتبقى منه " ، عليه أن يتعود تدريجياً ، على المقاعد الخلفية ويقنع بدَور الشريك الأصغر ، في المرحلة القادمة . * شخصياً ، أميل إلى حدوث الإحتمال الثاني . لكن .. لأن الوضع في أقليم كردستان خلال العشرين سنة الماضية ، كانَ إستثنائياَ في عديدٍ من الجوانب ، فالأمر لن يكون سهلاً على الإطلاق . فحتى لو خسرَ الإتحاد في الإنتخابات القادمة ، فأن بقاء ما يُسمى ب " الإستثمارات " الضخمة ، بيد مجموعة من قياديي الإتحاد ، وكذلك " ولاء " قسمٍ مهم من البيشمركة والأسايش والزانياري ، الى بعض قيادات الإتحاد ، ولاءاً شخصياً . كِلا هذَين الأمرَين .. سيخلقان حالةً مُربكة وصعبة .. فالتجارة والعقارات والنفط والمنافذ الحدودية " التي تعني مليارات الدولارات " ، المُسيطَر عليها ، من قِبَل مجموعة من قيادات الإتحاد ، طيلة سنوات كثيرة .. ليس من السهل إيجاد حلٍ لها أو الحَد سريعاً ، من تأثيراتها على الإقتصاد والمُجتمع . وكذلك توحيد البيشمركة والأسايش وإعادة تنظيمها وفق اُسُسٍ جديدة وطنية .. ليستْ بالمُهمة السهلة على الإطلاق !. ............................. الإتحاد الوطني الكردستاني ، لن يبقى هكذا كما هو الآن : مُرتبِكاً ، بدون رأس . فنتائج إنتخابات 30/4/2014 .. ستُقّرِر ، أما : أفول الإتحاد الوطني الكردستاني وإنفراطه وتشظيهِ الى كيانات صغيرة .. أو تعافيهِ تدريجياً وإستعادتهِ لقوتهِ وبزوغ قيادة واضحة وإحتفاظه بجزءٍ كبير من سلطته الحالية . وأخيراً .. ينبغي عدم نسيان ما تريده " طهران " في هذا الصدد ، فهي من أهم اللاعبين .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُقاربات إنتخابية : واللهِ وباللهِ
-
مُقاربات إنتخابية
-
الإنتخابات المحلِية التركية .. والعراق
-
الشيوعي العراقي .. نزاهةٌ و تواضُع
-
الزَوْج والحَديقة
-
.. التسرُع يُؤدي الى الضِياع
-
ديمقراطيتنا الفريدة
-
نَوروزيات
-
لكَي تُحّقِق حلمكَ ، يجب أن تستيقِظ
-
- أبطال - الساحة السياسية اليوم
-
زيارة البارزاني الى ( وان ) ، بين مُؤيِدٍ ومُعارِض
-
أُذُن الحِمار
-
ماذا يفعلونَ في بغداد ؟
-
سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات
-
إنتبهوا الى فَرق التوقيت
-
رُبَّ ضّارةٍ .. نافعة
-
إنترنيت يشتغل ب - الكباب - !
-
أحد أسباب أزمتنا المالية
-
- كِذبَة نيسان - والدعاية الإنتخابية
-
لا حَميرَ في أقليم كُردستان
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|