أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - لا تستخدموا الإسلام كأداة تسويق واسترضاء للأكثرية














المزيد.....

لا تستخدموا الإسلام كأداة تسويق واسترضاء للأكثرية


مناف الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في التجربة الحية مع نموذجين كان حضورهما محورياً في حياتي وجدت لزاماً محاولة خلق صيغة جديدة ونموذج جديد.
الأول أساتذتي الذين تلقيت العلم الشرعي على أيديهم منذ نعومة أظفاري والذين ساهموا في جعل البعد الروحي بعداً أصيلاً في وجداني وسلوكي.
في إحدى المرات في دمشق وفي حضرة الشيخ حسين البدران الذي قرأت عليه الفقه الشافعي والنحو على مدار عامين سألته إذا كان تحصيل هذه العلوم ممكناً بدون أستاذ فقال لي يا بني اسمع هذه العبارة التي طالما سمعناها ممن علّمنا :"هذا العلم روح تنفخ لا مسائل تنسخ"بمعنى أن تحصيلها سيظل ناقصاً بدون أستاذ لأن في هذه العلوم طاقة روحية تسري عبر سندمتصل وهي ليست مجرد نصوص للحفظ.
كان للجلسة فعلاً في حلقة العلم طعم آخر ومذاق روحي آخر وأنا أحدثكم عن تجربتي وهي بما أنها تجربة خضتها فقد حصلت لي فعلاً عدا عن أنها جعلتنا نتشرّب العلم الشرعي كما لم يفعل من حاولوا تحصيله لوحدهم.
والنموذج الثاني نموذج المناضلين اليساريين بالدرجة الأولى والقوميين والإسلاميين والذين لم يستطيعوا أن يمثلوا لي نماذج تستدعي الانبهار حتى على مستوى أبرز رموزهم التي نالت الرمزية بسبب تجربة نضالية لا يمكن إنكارها .
ربما لأن الجو السابق كان فيه من الأرواح العظيمة التي تتمثل القيم الخلقية بصورة خالية من أدنى أثر للتكلف ومن التجربة الروحية ما جعل أي تجارب أخرى لنماذج أخرى أقل شأناً.
النموذج الثاني كان حبيس مقولات خاطئة عن الاسلام بما فيهم الإسلاميون من ضمن هذا النموذج ولم يكونوا يتعاملون مع الحقيقة على أنها تبنى ولكن على أنها عثر عليها في مكان ما بعدأن كانت مختفيةوهو مفهوم قروسطي للحقيقة.
قسم من هذا النموذج وهو المنتمي إلى اليسار والذي يتحمل جزءاً من مسؤولية التصحر السياسي في سوريا بسبب دوغمائيته وانغلاقه على إيديولوجيته كان مستعداً بعد تجربة مرة أن يتخلى عن مظلة الإيديولوجيا وأن يتبنى العلمانية لا كحرب على الإسلام ولكن على أنها هي الكفيلة بمنح الجميع حرية التدين أو اللا تدين وأن يناضل في سبيل الديمقراطية كقيمة وكوسيلة .
بات العمل ممكناً مع من يمتلك شجاعة كسر الحلقة المغلقة وبات الهدف هو تكريس ثقافة الديمقراطية وترك حرية التدين للجميع عبر حيادية الدولة والسماح للجميع بأن يحلموا وبأن يتبنوا ما شاؤوا من مرجعيات ولكن مع احتفاظها بحق الإكراه وفرض الالتزام بالقانون على من يحاول فرض ايديولوجيته بالقوة على الدولة والمجتمع.
ديننا الحنيف جاء لتحقيق مصالح البشر وهذه أول قاعدةأصولية استقرأها العلماء من النصوص وصاغوا لها القاعدة المشهورة "حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله "وهو قطعاً لن يتعارض مع الديمقراطية إذا كانت تساهم في تحقيق هدفه النهائي .
تعودقسم من أفراد هذا النموذج على رؤيتي أصلي الصلوات الخمس وسماعي وأنا أتحدث عن عظمة التشريع الإسلامي بعد أن كانوا يستغربون ذلك في البداية .
عندما يتسرب الماء إلى طبقات الأرض العميقة يأخذ شكل الكتل الصخرية التي يصادفها وهذا ما يحصل للإيديولوجيات والتجارب التي قام هؤلاء باستيرادها فقد ظلوا يظنون أنهم يتبنونها كما استوردوها وفي الحقيقة أنها أخذت شكلاً فرضته قوالب السياق الآخر الذي تم استيرادها إليه وهو ما يطلق عليه في علم الجيولوجيا " التشكل الكاذب"
لو تمكنوا من تبيئتها وهم واعون لاختلاف السياقات فما كان ثمة ضير ولكن المفارقة أنهم لم يكونوا يعون ذلك.وهذا سبب تحفظنا على محاولات راهنة لاستيراد تجارب من سياقات مختلفة ومحاولة استنباتها في أرض لا تصلح لها .
أساتذتي في العلم الشرعي سيستنكرون -لو ظلو أحياء- مناداتي بالعلمانية كما أفهمها اليوم وجوهرها حيادية الدولة لأنهم -مع إكباري وحبي الشديدين لهم- بعيدون عن المفاهيم العصرية وقد استهلكوا أعمارهم في اتجاه واحد
وأصدقاؤنا اليساريون والقوميون لا يفهمون معنى أن تستعيض عن روحانية الخمر بروحانية مناجاة الله في قلب الليل.
رغم أنني لم أكن مؤمناً بالديمقراطية إبان تحصيلي للعلم الشرعي فقد تعلمت من أساتذتي في هذا العلم وهم من وصفتهم آنفاً أن أحاور بطريقة تخلو من الشتائم والاستعلاء وخصوصاً عندما لا أكون أعرف مناظري معرفة عميقة ولا أعرف عنه إلا عنواناً أو اثنين وأن أحترم رأيه مهما كان مخالفاً لرأيي .
كما تعلمت وأنا أدرس " علم الجدل والمناظرة" وهو أحد علوم التراث أن أول قاعدة فيه هي تحرير محل النزاع من أجل الانطلاق في النقاش من أرضية تسمح باستمراره ولا تحيله إلى خطين متوازيين .
الديمقراطية مكان للغياب " غياب القائد بعد حضوره وغياب الحزب الحاكم بعد حضوره .....الخ" وصحيح أن الحضور ملازم للغياب ولكن ما يعطي الديمقراطية سمتها الجوهرية هو فقدانها للمركز الثابت الحاضر دائماً ، وهذا ما يجعل الاستناد إلى مرجعية دينية إسلامية غير قابل للتعايش معها لأنها تستبطن مرجعية نصية لا تقبل الغياب ، ولا سبيل إلى حل هذه العقدة إلا باستنزاف كل إمكانيات المنظومة التشريعية وتحرّي مقاصدها النهائية لكي تقبل ذلك التعايش، فالإسلام ليس كالمسيحية من حيث إنه عقيدة وتشريع وهو متغلغل تغلغلاً عميقاً في ثنايا المجتمع العربي بكل أبعاده المعرفية والنفسية والوجدانية وهذا ليس شأن المسيحية في أوربا .
نربأ بالإسلام أن يكون أداة لتسويق المشاريع السياسية أو وسيلة لاسترضاء الأكثرية المسلمة ، ولتكن مقاصده التي تصبو إلى تحقيق مصالح كل البشر بغض النظر عن دينهم هي المرجعية بدون التوصيف للمشروع بالإسلامي .
ولا يعني طرحنا هذا أننا نصادر حرية من يريد أن يوصف مشروعه بالإسلامي ولكننا نطرح رأينا وهو صواب يحتمل الخطأ ونحترم رأي غيرنا الذي هو خطأ يحتمل الصواب على حد تعبير الإمام الشافعي.



#مناف_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبكات الثقة والتحول الديمقراطي
- الطاغية وعنف اللغة
- فتح صفحة جديدة
- أين انتم من الضحية؟
- التشكل الكاذب
- التعسف في التعامل مع النص المطلق
- من الذي يشرعن التدخل الخارجي؟
- يا الله ما لنا غيرك يا الله
- لوك والحق الطبيعي
- الهويات المتخندقة مسؤولية من ؟
- الحقوق الطبيعية
- بؤساء النظام لا يصلحون لجسر الهوة
- تهافت مفهوم الوصاية
- المجتمع الليبرالي كما نفهمه
- الأدلجة والذات المهيضة
- رحيل الغزالي الصغير
- أبو صخر
- هل فصل الدين عن الدولة ضرورة منطقية ؟
- العلمانية والدين :مقاربة من منظور مختلف
- العلمانية والدين : مقاربة من منظور مختلف


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - لا تستخدموا الإسلام كأداة تسويق واسترضاء للأكثرية