أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - رسالة نادرة من جبران إلى الدين السياسي














المزيد.....

رسالة نادرة من جبران إلى الدين السياسي


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 18:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لطالما أظهر"جبران خليل جبران"بغضته الشديدة لكل سلطة دينية تقهر شعوبها،أياً كانت هذه السلطة وكيفما كانت مرجعيتها،و من ثم، لم يخفِ جبران عداوته للخلافة العثمانية،كحكمٍ للناس تحت راية الدين..الخلافة العثمانية التي كان يزرح تحتها أنذاك موطنه لبنان و سائر أقطار منطقتنا المنكوبة،و معلوم ما كانت تكابده هذه الأقطار من ويلات،و معلوم ما كان يتجرعه مواطنوها من اضطهادٍ ديني تارة و قومي تارة أخرى،و معلوم ما خلفه العثمانيون من تخلفٍ و ظلام،فإذن كانت دعوة جبران لإسقاط خلافة آل عثمان،مردها إلى إنحيازه الوطني و القومي،و قبل هذا و ذاك انحيازه للإنسان و حقه في الحرية و الحياة.... إلا أنه و كما لقومٍ عادة،لم يتوانَ المتنطعون في تخليط الإمور،و اتهامه بأن دعوته إنما هي كراهية للإسلام كدين_خاصة و أن جبران مسيحيّ الديانة_و هم يعرِّضون بإقامته في أمريكا،و يطعنون في ولائه_و كأنهم لا يعلمون ماذاقه هؤلاء المهاجرون في أوطانهم فهجروها _و لا عجب فهذا ديدنهم من تصوير الحرب على التخلف كحربٍ على الدين،و جر القضية إلى أرض النزاع الطائفي..... فلم يجد جبران بداً من كتابة رسالة لأولئك المتنطعين،مفصحاً فيها عن دوافعه،مبيناً أنه ربما كان أكثر حرصاً و إشفاقاً منهم على دينهم ،لو أدركوا و تدبروا أمرهم...

و دونك رسالته و هي بعنوان:(إلى المسلمين من شاعر مسيحي)_جبران حياً و ميتاً ص 37..ص38_:
((أنا لبنانيّ و لي فخرٌ بذلك،و لست بعثمانيّ و لي فخرٌ بذلك أيضاً لي وطنٌ أعتز بمحاسنه،و لي أمَّة أتباهى بمآتيها،و ليس لي دولة أنتمى إليها و أحتمى بها.
أنا مسيحيّ و لي فخر بذلك و لكنني أهوى النبيّ العربي و أكبر اسمه و أحب مجد الإسلام أخشى زواله.أنا شرقي و لي فخرٌ بذلك و مهما أقصتني الأيام عن بلادي أظلُّ شرقيَّ الأخلاق،سوري الأميال،لبنانيّ العواطف.أنا شرقي و للشرق مدنية قديمة العهد ذات هيبة سحرية و نكهة طيبة عطرية و مهما أُعجب برقيّ الغربيين و معارفهم يبق الشرق موطناً لأحلامي و مسرحاً لأماني و آمالي.

في تلك البلاد الممتدة من قلب الهند إلى جزائر العرب،المنبسطة من الخليج الفارسي إلى جبال القوقاس،في تلك البلاد أنبتت الملوك و الأنبياء و الأبطال و الشعراء،في تلك البلاد المقدسة تتراكض روحي شرقاً و غرباً و تتسارع قبلة و شمالاً مردده أغاني المجد القديم،محدقة إلى الأفق لترى طلائع المجد الجديد.

بينكم أيها الناس من يلفظ اسمي مشفوعاً بقوله:(هو فتى جحود يكره الدولة العثمانية و يرجو اضمحلالها).

إي و الله لقد صدقوا!،فأنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب العثمانيين،أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحترق غيرةً على الأمم الهاجعة في ظل العَلَم العثماني.
أنا أكره الدولة العثمانية لآنني أحب الإسلام و عظمة الإسلام و لي رجاء برجوع مجد الإسلام.
أنا لا أحب العلة،و لكنني أحب الجسد المعتل،أنا أكره الشلل و لكني أحب الأعضاء المصابة به.....
أنا أجل القرآن و لكنني أزدري من يتخذ القرآن و سيلة لإحباط مساعي المسلمين كما انني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين.
وأي منكم أيها الناس لا يكره الأيدي التي تهدم،حباً للسواعد التي تبنيٍ؟
أي منكم بشري يرى العزم نائماً و لا يطلب إيقاظه؟أي فتى يرى العظمة متراجعة إلى الوراء و لا يخشى انحجابها؟
إذاً،ماذا يغركم أيها المسلمون بالدولة العثمانية و هي اليد التي هدمت أمجادكم بل هي الموت الذي يراود وجودكم؟
أو لم تنته المدنية الإسلامية بيد الفتوحات العثمانية؟
أو لم يتقهقر أمراء العرب بظهور سلاطين المغول؟
أو لم ينحجب العلم الأخضر وراء من الضباب بظهور العلم الأحمر فوق رابية من الجماجم؟
خذوها يا مسلمون،كلمة من مسيحي أسكن"يسوع"في شطر من حشاشته و "محمد"في الشطر الآخر!
إن لم يتغلب الإسلام على الدولة العثمانية،فسوف تتغلب أمم الأفرنج على الإسلام...
إن لم يقم فيكم من ينصر الإسلام على عدوه الداخلي فلا ينقضي هذا الجيل إلا و الشرق في قبضة ذوي الوجوه البائخة و العيون الزرقاء).
انتهى.
و لئن رأى البعض نزعة عروبية صارخة بعض الشيء في الرسالة،وجوراً بعض الشيء على التاريخ،أندفع فيه جبراننا تحت تأثير عاطفته الجياشة و الوقف الدفاعي الذي حوصر فيه،فلا يغيير هذا شيئاً من صدقها في وصف ما يفعله الدين السياسي بالشعوب...
..و نقول لقد انقضى يا "جبران" جيل ثم جيل...و ما برح الشرق في قبضة ذوي الوجوه البائخة و العيون الزرقاء.



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحرم الحوار أبحاث اللغة؟!
- مريم و أرض تبغض الزهور
- النقد الديني و البيدوفيليا الفكرية
- الغواص الضرير(1)
- حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى(1)
- الصوت الصارخ في أريحا
- الإعلام المصري:تبني التفاهة و الانفصام عن شعب(2)
- محلب يستنجد بالنور السلفي لمحاربة الفساد!
- حديث الدائرة و المربع
- نقابة المهندسين المصرية على المحك
- الوجه العنصري في ضحايا ليبيا
- الإعلام المصري:العود و ظله
- بلاد الأنوف الطويلة
- البيان ركلة لعنان لا أكثر
- و بعض التخاذل عنصرية_الشامية_
- شهوة الطريق سارة العقاد(2)
- شهوة الطريق و سارة العقاد(1)
- الكذب لحساب الله!
- صحراء النيل
- مصر:المرهم أم المشرط؟


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - رسالة نادرة من جبران إلى الدين السياسي