أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - صانع العرائس قاتل ماري














المزيد.....

صانع العرائس قاتل ماري


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



عشراتُ المصريين يستشهدون أسبوعيًّا على يد الإرهابيين، يوم الجمعة؛ لأنه اليوم الذي يتفرّغون فيه لتخريب مصر، "بتركيز" أعلى من تخريبهم اليومي المعتاد على مدار الأسبوع. لكن الشهيدة "ماري سامح" حكايتها مختلفة. فلا هي شاركت في مظاهرة ضد للإخوان، ولا هي رفعت صورة السيسي، ولا رسمت بأصابعها علامة النصر، التي تثير الإرهابيين، مثلما يُثير الثورَ ثوبُ الماتادور الأحمر، رغم أن لدى الثيران عمى ألوان، كما لدى الإرهابيين عمى جمال وسلام وتحضر.
ماري سامح، رحمها اللهُ وأسكنها الفردوسَ الذي يليقُ بها، كانت "خادمةً" في الكنيسة. و“الخادم": مصطلح مسيحي يعني كل مَن يتطوّع لخدمة الفقراء والمرضى و اليتامى، وأولئك يُسمّون “مخدومين”. وفي يوم استشهادها، كانت ذاهبة لزيارة عجوز مشلولة في المرج، لتعطيها بعض الدواء والمال، ضمن الأسر المعدمة التي تكفلها "ماري" وتزورها كل جمعة. هاجمت عصابةٌ من "الذكور"، لن أقول "الرجال"، سيارتَها، بعدما لمحوا صليبًا معلّقًا في مرآتها الأمامية. هشّموا الزجاج ثم سحلوا الفتاة النحيلة العزلاء وأوسعوها ركلا وضربًا وسحلا، وخلعوا ملابسها، حتى صعدت روحُها الطيبة إلى السماء، فنالتِ الشهادةَ، ونالوا الخزيَّ والمذلّة في الدنيا والآخرة. كم واحدًا من قاتليها كان يزور فقيرًا ويعودُ مريضًا ويُطعم جائعًا ويكسو طفلا، مثل تلك التي قتلوها؟ كم أسرةً منكودة ستلعنُ أولئك الوحوش لأنهم سدوّا بابَ رحمةٍ فتحه اللهُ لها على يد تلك الفتاة الكريمة؟!
مع هذا، فأنا أُشفق على أولئك الفحول القتلة الذين تكاثروا على فتاة ضعيفة لا حول لها ولا قوة. إن هم إلا مساكين طائعون لمن "شرعن" لهم القتلَ والسحلَ والتمزيقَ وتعرية المسيحيات دون أن يقول: "اقتلوا".
الأخ "ياسر برهامي" وشركاه، ممن يعلنون بُغضهم للمسيحيين في الفضائيات والمساجد والزوايا، زاعمين أن كراهية المسيحي صنوُ محبة الله، هو القاتل الحقيقي الذي يجب محاكمته ومحاكمة كل ما يسلك دربه التكفيري، الذي شقّ مجتمعنا وصدّع أركانه.
قتلة ماري ليسوا إلا "عرائسَ ماريونيت" بائسةً عديمة العقل، لا تتحرك بمشيئتها، بل بمشيئة العقل المدبر الذي يحركها بأصابعه الدامية من وراء ستار أسود، دون خوف من عقاب.
آمنون في كهوفهم يخرجون في النهار يعيثون في الأرض فتاوًى فاسدةً ينفثون سمومها على الفضائيات وشرائط الكاسيت، فيتلقفها جهلاءُ عديمو العقل، ثم يعودون في الليل هادئين مطمئنين، ليدبروا مكائدَ اليوم التالي.
أعدموا القتلة (عرائس الماريونيت) وسوف يولد غيرُهم كلَّ يوم ألف عروسة أخرى، لأن "صانع" العرائس، الذي يحركّها في مأمن من القانون. القاتل الحقيقي مَن "أفتى" وليس "فقط" مَن ضغط الزناد.
أما النكتة الحقيقية فهي أن الأخ برهامي ركض لتعزية البابا تواضروس في وفاة والدته قائلا: “تجوز تعزيةُ النصارى لإظهار سماحة الإسلام”!! هو هو الذي أفتى بالأمس بوجوب بُغض المسيحيين وعدم تهنئتهم في عيد ولا تعزيتهم في موت، وأن على المسلم إن تزوج مسيحية أن يعاشرها ويستمتع بجمالها ومالها وحسَبها ونسبها دون أن يحبها أو حتى يُلقي عليها السلام، لأن محبة "النصراني" حرامٌ وإثمٌ عظيم! يا إلهي! البرجماتي الميكيافيللي ينقض فتاواه المقززة التي صدقها أتباعه فتسببت في كوارث لإخوتنا المسيحيين، ويتلوّن بين عشية وضحاها، قبيل الانتخابات، طمعًا في كرسي البرلمان علّه يحصد أصواتَ المسيحيين والمسلمين المعتدلين!!!
الآن الآن، وليس غدًا، قاوموا الأفكار المريضة بكل حسم في كل وسائل الإعلام والتعليم وأغلظوا معاقبة كل من يزرع الأفكار المسمومة في عقول البسطاء إن كنتم بحق حريصين على الأجيال القادمة وتودون تنشئتهم على السلام والمحبة والتحضر. إن كنتم بحق تسعون لبناء دولة حضارية جديدة بعد ثورتين عظيمتين لم تتضمنا للأسف ثورة فكرية وثقافية ومجتمعية.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمك إيه يا أم محمد؟
- الباليه... فوق كفّ مصر
- ابحثوا عن قاتل -ماري- الحقيقي.
- معندناش كتب خيالية
- مليون إنسان في بيتي
- رسالة إلى حابي
- الشاعرة اللبنانية زينب عساف تكتب عن ديوان الشاعرة المصرية فا ...
- وجدى الحكيم أيام زمان
- 13 مارس 1950
- أغلى سيارة في العالم
- أمي، و-أحمد رشدي-
- هنا كردستان
- القتل على العقيدة
- تُرى كيف يقرأ هؤلاء؟!
- متى يطمئن مرسي؟
- صولجان -نادر عباسي- المستبد
- الديكتاتور محمد صبحي
- المرأة بين عقيلة وفرحات
- حوار قديم مع فاطمة ناعوت 2006 | ناعوت: الشاعر راء لأنه لا يق ...
- الحبُّ قد أمر


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - صانع العرائس قاتل ماري