عدنان الصباح المقداد
الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 02:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لطالما عبرنا عن ذلك الجانب الحضاري الذي يحكم نفسية الانسان ومزاجه ....عدم التناقض عندما يتحدث أحدهم عن العدل مثلا ويستشهد ويستنطق التاريخ وكل ما ورد من أقوال ، وفي ذات اللحظة يُظهِرُ تناقضا من خلال مقولة ان للعدل مدخل واحد هو الايمان حيث يمحو فكرة العدل من اساسها ويلغيها ويستنطق الحالة الايمانية كشيء تعادل القوة التي تحقق مآله ، وكأنه يمحو العقل ذاته والفكر والقانون ويربط العدل بالشخص (فمن يمثل العدل هو فلان الفلاني فقط وليس هناك عدل الا من خلاله ) ..لا يمكن ان تكون فكرة العدل معلقة في الهواء او مشخصنة ومرتبطة بشخص ...انه ينسى ان العمل المؤسساتي قائم على وجود المؤسسات وهيئات المجتمع المدني والحضارة والقانون ...
إن الحضارة لا تنهض في لحظة ما وتسقط في ذات اللحظة ...الحضارة تقوم على أرضية التعلم والتراكم الكيفي والكمي .. لا يظنن احد انه فارس عصره فالعقل بحاجة الى تعميم ..والافكار لا بد ان تأخذ فرصتها وتتصارع ....فالحياة مسرح كبير حيث تتعايش فيه الرؤى والقيم الثابتة والمتحولة ...وتنتج الغنى والفقر.. والعبد والسيد ..والحاكم والمحكوم ... أما الأصم الذي لا يستمع ولا يرى الا نفسه الوحيد الأوحد ..صاحب الفكرة الواحدة واللون الواحد .. صاحب ((العين الواحدة )) كما سمته Walaa Awad ولاء عواد يكون أسرع شخص بأن ينقل وجهة نظره ...وصاحب ((العين الواحدة )) لا يستطيع التركيز على من يقابله لأنه ببساطة يحذفه من الوجود ولا يراه أمامه ...صاحب ((العين الواحدة )) لا يتقبل الآخر لأنه يتخيل ان الكون يسيَّر حسب وجهة نظره فقط ...انه يحكم ومن يخالفه لا يحظى بالاهتمام وحظه التهميش والابعاد والعزل
من لا يرى الآخر هو انسان طاغوت وفاسد يريد ان يفرض ذاته المريضة ويستولي على المحيط من خلال مزاجه وأطماعه ورغباته الذاتية.
تأكدوا من رغبتكم بالتغيير ...ولا تغبطوا أحدا حقه ...فالحرية لحظةٌ بدأت ..ذات يوم
#عدنان_الصباح_المقداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟