أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - بين الدين والتدين!














المزيد.....


بين الدين والتدين!


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 12:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:.........

يقول القرآن: ( ان الدين عند الله الاسلام..)-آل عمران 19-

أقول: في هذه الآية خلط بين الدين والتدين, وقد التبس الامر على كثير من المفسرين وعلماء الدين وذهبوا في تفسير هذه الآية الى ان المراد هو تسليم القلب لله,اي الاسلام العام الذي يستوعب جميع الاديان السماوية ودعوات الانبياء(انظر تفسير الميزان ذيل هذه الآية),والحال ان تسليم القلب لله هو تدين لا دين, وببيان أوضح ان المقصود من الدين في الآية تارة يكون المعنى النظري,اي مفهوم الدين من التوحيد وارسال الانبياء والكتب السماوية والمعاد وامثال ذلك,فكون هذا الدين عند الله الاسلام لا ينفعنا شيئا,لانه بمجرد ان يخرج من عند الله ويصل الى البشر يتشظى ويتفرق على شكل فهوم وقراءات متعددة بحكم تأثير البيئة والتربية والثقافة وما الى ذلك ولا يبقى واحدا,والمفهوم من الآية مورد البحث ان الدين واحد وهو الاسلام..
وحسب تقسيم كانت للواقع الى: نومن وفنومن,او ماهو في ذاته وما يظهر لنا, فالاسلام في ذاته-اي في اللوح المحفوظ او عند الله لا نعلم منه شيئا,والاسلام كما يبدو لنا فهو ليس كما عند الله,اذآ مافائدة حصر الدين بالاسلام عند الله؟.. والاهم من ذلك ان تقسيم كانت المتقدم ناظر الى الامور الواقعية المحسوسة في العالم, والدين من القضايا الاعتبارية والذهنية كما في الانسان الكلي الذي لا وجود له في الخارج الا بوجود افراده, فلا معنى ليكون له وجود مستقل عند الله الا على اساس نظرية المثل الافلاطونية..
وتارة اخرى يكون المراد المعنى العملي للاسلام وهو التسليم لله,فهو التدين, وهنا ايضا لا يمكن ان يكون التدين واحدا, لأن التدين يرتبط بشكل وثيق بنمط الشخصية والمزاج ونفسيات الناس,وهي ليست على نمط واحد كما هو الثابت في علم النفس, واذا اردنا تصنيف الناس حسب تدينهم فيمكن القول بوجود ثلاثة انحاء من التدين: تدين الشعائر, والشريعة, والشعور:

1)تدين الشعائر: وهو تدين العامة من الناس,اي تدين العوام من اتباع كل دين ومذهب, ويتميز بانه تدين يهتم بالشعائر والطقوس والغرض منه ارضاء حاجات نفسية وعاطفية وخيالية للمتدين ولا ينطلق من موقع العقل والتحقيق,ولذا تكثر فيه المعتقدات الخرافية والطقوس العبثية, ويتسم ايضا بكونه تاريخي,اي يهتم بتاريخ الدين ويحسبه من الدين, وكذلك يتسم بالتقليد لمرجعيات دينية او تقليد الآباء والغالبية من الناس ولا يخرج عن اطار المألوف في المجتمع, والتدين بهذا المعنى قد تكون ايجابياته وفوائده النفسية والاجتماعية اكثر من سلبياته لما يحقق للفرد من هدوء وراحة نفسية وتلاؤم مع العرف والمجتمع وتقوية العلاقات الاجتماعية وغير ذلك.

2)تدين الشريعة: وهو تدين رجال الدين والاحزاب الاسلامية والاسلاميين بشكل عام, والمقصود من الشريعة هنا المعنى العام ومايشمل العقائد والاحكام الشرعية, وهذا الصنف من المتدينين بحثوا في مسائل الدين ودرسوا احكامه وتعاليمه حتى تحول لديهم الى ايديولوجية تستوعب كافة مناحي الحياة, ولذلك هم اخطر من الصنف الاول على المجتمع والاخلاق والعقلانية بل على الانسان نفسه, لان الدين عندما يتحول الى ايديولوجيا ينتج الاغتراب عن الذات كما يقول فويرباخ, والشخص المؤدلج لا يفهم من الاخلاق الا ما يصب في صالح ايديولوجيته حتى لو قادته الى قتل الابرياء واستخدام العنف في سبيل فرض دينه على الآخرين, ومن افرازات هذا التدين الاسلام السياسي, لأن المتدين بدين الشريعة يرى ان الاسلام دين ودولة ولا يصح الفصل بينهما بحال ولذا يتهم العلمانيين بالكفر والانحراف عن الدين,بل يتهم كل من خالفه في بعض قضايا الدين بالانحراف لأن الايديولوجية لا تتحمل الخلاف, ويترتب على ذلك الدوغمائية والتعصب وربما الاقتتال الطائفي, ومن سمات هذا التدين رفض الحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان والمساواة بحجة انها وضعية وان الاسلام يحتوي على جميع مايحتاجه البشر من احكام وتعاليم وهي احكام سارية المفعول الى يوم القيامة حتى الغزو والرق وزواج القاصرات والجزية وامثال ذلك, بينما نرى ان الصنف الاول من المتدينين لا يقفون هذا الموقف السلبي من الحداثة بل يأخذون منها ما ينفعهم من الحقوق والقوانين والمفاهيم, بمعنى ان اتباع التدين الشعائري يعانون من جهل بسيط, اما اتباع تدين الشريعة فيعانون من جهل مركب ومن الصعب بمكان اقناعهم بالعودة عن تدينهم والانفتاح على الحداثة والعقلانية ومقتضيات العصر.

3)تدين الشعور: وهو التدين القائم على اساس التجربة الدينية والايمان القلبي بالله والتوكل عليه وتوثيق العلاقة معه والاستمداد من الشرع الباطن وهو الوجدان بعيدا عن التمسك الحرفي بالنصوص والفقه,ومن افرازاته الحب للناس والسعي لقضاء حاجاتهم والتخفيف من معاناتهم والالتزام بالقيم الاخلاقية والمثل الانسانية, ومن سماته انه مرن ويتقبل الحداثة وحقوق الانسان ولا ينغلق على القديم, وايضا من سماته انه تدين فردي ولا يخضع لضغوط المجتمع ولا يؤمن بالتقليد, ومثل هذا التدين, مضافا الى دوره الهام في اخراج الانسان من سجن الذات الفردية والنفس الانانية ومنح الانسان الامل والبهجة والمعنوية في الحياة, فانه يخلو من كافة السلبيات المترتبة على التدين الاول والثاني, وهذا النمط من التدين هو ما ندعو اليه ونسميه بالتدين الوجداني وهو تدين العرفاء....... وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الدين بالاخلاق.
- لماذا يجب ان نكون اخلاقيين؟
- كيف نفهم الايمان؟
- ماهو جوهر الدين؟
- كيف نعرف الحق؟
- كيف نفهم العرفان؟
- كيف نفهم الله؟
- كيف نفهم خطوات الشيطان؟
- کيف نفهم الشيطان؟
- كيف نفهم العقلانية؟
- كيف نفهم الوحي؟
- كيف نفهم العقل؟
- كيف نفهم الحب؟
- كيف نفهم موسى وفرعون؟
- كيف نفهم الموت؟
- كيف نعرف الحياة؟
- كيف نفهم الانسان؟
- كيف نفهم العالم؟
- لماذا نقد الدين؟
- من ثمارهم تعرفونهم !!


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - بين الدين والتدين!