أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وليد يوسف عطو - لاهوت التحرير :الجمع بين المسيحية والماركسية















المزيد.....

لاهوت التحرير :الجمع بين المسيحية والماركسية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 18:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


( فنحن اذن عند اتحادنا بالمسيح نتوجه باعيننا الضارعة الى الله , ونحس بعظيم اعترافنا الحار تجاهه ,وننحني بجلال راكعين امامه )

كارل ماركس


كتب ماركس هذه السطور وهو لايزال بعد في السابعة عشرة من عمره , وكانت تشكل نقطة انطلاق في تحديد العلاقة بين المسيحية والتقليد الثوري .لكن مع الوقت ومنذ كتابه ل (نقد نظرية هيجل في الحق ) , سيتعرف ماركس على المحتوى الايديولوجي للدين وبدوره في الصراع الطبقي , الا انه اعترف ايضا بمحتواه الثوري التحرري , حيث وصفه بانه ( روح لعالم بلا روح).
تمثل المسيحية بالنسبة لماركس نتاجا وهميا لعالم معذب . انها اسقاط ذهني للوعي المستلب , لذلك يتعين اخضاعها للنقد لا الى التهجم .اما بالنسبة الى لينين فاعتبر الكنيسة مؤسسة معادية . ان العداء بين الشيوعية والمسيحية كان عداء بين قضيتين مختلفتين .
لقد كان الطابع الايديولوجي الذي تمحور حوله ذلك الصراع هو المادية الالحادية اللينينية ثم الستالينية في مرحلة لاحقة . هذه المواجهة بين نظامين دوغمائيين شموليين قائمين على المطالبة بالولاء المطلق لعقائدهما , جعلت الصراع وكانه يبدو غير قابل للتصالح .

لاهوت التحرير ( التحرر ) في كنائس اميركا اللاتينية

لقد ظهر لاهوت التحرير في اميركا اللاتينية حيث تقمص شكلا لاهوتيا تحرريا , ربما هو الاهم من نوعه منذ عصر الاصلاح الديني في اوربا.فكما ان الاصلاح الاول كان يعكس اللقاءالحاصل بين الكنيسة الكاثوليكية والثورة البرجوازية , كذلك فان الثاني يعكس اللقاء بين الكنيسة وقوى الثورة في قارة اغلب جماهيرها المسحوقة تنتمي الى الكنيسة الكاثوليكية . ان ملاحظة ماركس المتعلقة بكون الدين يمثل ( روحا لعالم بلا روح ) تتضمن طابعا تحرريا للعقيدة المسيحية . ان الخضوع لتقاليد المراقبة للكنيسة يخدم مصالح الطبقات السائدة .هكذا يظهر ان وظيفة الكنيسة متناقضة من حيث الجوهر اذ انها تحتوي على عناصر التحرر والاضطهاد معا .
ادى الفشل السياسي للنظام الكاثوليكي الى فتح طريق جديد امام كنيسة تحررية ,ادى الانهيار الاقتصادي الى قطيعة مع الاطروحات الاقتصادية الراسمالية وجردها من كل مصداقية .النتيجة ان القيادات المسيحية المتشبعة بلاهوت التحرير قد دفعته نحو الماركسية التي اعتبرتها المذهب الوحيد الذي يملك مصداقية تخليص القارة من البؤس . اما اللاهوتيون الاكثر راديكالية عملوا على تقوية العلاقة مع الماركسية واصبحوا يتبعون العديد من اطروحاتها النظرية والسياسية ,بحيث صاروا يرون المهمة الحقيقية للكنيسة تكمن في التعبير عن الجماهير المناضلة , وفي التاكيد على ان اسباب البؤس الاجتماعي تر جع في اصولها الى التبعية الاقتصادية للمركز الامبريالي .
ان هذه البذرة التحررية في اصوات رجال الكنيسة قد ظهرت اولا في مؤتمرات مديلينا وكولومبيا سنة 1968 . ثم مؤتمرات بويبلا ومكسيكو سنة 1979.ولما كانت احدى النتائج البارزة لفشل النظام الراسمالي في اميركا اللاتينية ,هو تعميق الطابع الفاشي لذلك النظام , فقد انعكس ذلك في تفجير تناقضات الكنيسة الداخلية وفي تجذر الصراع بين كنائس لاهوت التحرير والسلطات السياسية والذي اتخذ طابع العنف وسقوط عدد هائل ضد الفاشية . وهكذا يكون لاهوت التحرير قد تجاوز حدودالحركة المذهبية ليكسب روح التضحية التي اعادت ربط حاضره بعصره البطولي السالف .
تذهب بعض القيادات المسيحية الى القول بان المسيح نفسه هو الذي بعث برسالته التحررية الى العالم .ان الماركسية ليست سوى اضافة عرضية للمشروع الراديكالي الاصلي ,التي ان كانت تستطيع اعطاء تفسير للمجتمع الراسمالي , الا انها غير قادرة على المساعدة على بناء البديل المجتمعي المنشود .
يؤكدالاب ماك جافن ان التزام الماركسية بالالحاد وبالنظام الشيوعي لايمثل خاصية جوهرية في الماركسية , وانهما مجرد نتاج تاريخي لظروف خاصة بحيث يمكن استبدالها باستر اتيجيات ماركسية جديدة دون ان يكون ذلك بالضرورة على حساب روح الماركسية الفعلية . وهذا يتطلب القطيعة مع التقليد السوفياتي السائد في فهم الماركسية التي يعتبر ها غير قابلة للتوافق مع المسيحية بسبب نظرتها الالحادية . ان النقطة الجوهرية التي يصل اليها الاب ماك جافن هو محاولة اثبات ان المادية التاريخية ليست بالضرورة الحادية .هذا الاستنتاج سيصدم الماركسيين والمسيحيين على السواء .
ان كلمة ( مادية )تتضمن العلاقة الرابطة بين مجالات التاريخ والطبيعة والفكر وهذا يفترض استعمالا واحدا لتلك الكلمة . لكن في الواقع,فان كلمة ( مادية ) يتغير معناها من مجال الى اخر . ففي المادية التاريخية ,ان الذي يحكم النظرية الماركسية هي القوى الاقتصادية والمادية , او نمط الانتاج , وفي مجال الطبيعة تحكمها ( المادة )التي توجد في حالة حركة , بوصفها تمثل قاعدة الوجود , وفي مجال المعرفة تستند الى الواقعية الابستيمولوجية ( المعرفية ).
ان النظرية المادية للمعرفة عند انجلز ولينين تقوم على ثلاث طروحات مختلفة جدا :
1 – ان العالم له وجود واقعي موضوعيا وليس نتاجا للفكر .
2- العالم قابل للادر اك.
3 –ان الافكار هي (نسخة ) للواقع.
ان اتباع توما الاكويني من الكاثوليك الذين لايعارضون النقطتين الاوليتين ,يمكن اعتبارهم على هذا الاساس ( ماديين ).
ان الاب ماك جافن يخلص الى ان العائق الجوهري الوحيد لتاسيس تقارب فلسفي , يكمن في المعنى الممنوح للمادية التي اختزلت الوعي الى مجرد نتاج للمادة . اذن ليس هناك اي تعارض من قبل الدين او من قبل المسيحية مع المادية التاريخية الماركسية .
هناك جانب آخر في المادية التاريخية يجعلها صعبة القبول من الطرف المسيحي , انه يتعلق بفكرة ( قابلية الطبيعة البشرية للكمال ) , لان تلك الطبيعة مرتبطة بالتطور التاريخي تتطور باستمرار وفق ذلك التطور نفسه ولذلك هي اذن موجودة بدون خطيئة اصلية .ان الاب ماك جافن كقسيس كاثوليكي لايمكن له ان يقبل هذا الكلام . ان فكرة قابلية الطبيعة البشرية للكمال هي مجرد وهم و ومن المفيد للماركسية ان تتخلص منه .
ختاما يمكن القول بان التقارب بين المسيحية والماركسية هو مشروع قابل للتحقق في حالة اذا ما تخلت المسيحية عن ولائها وخضوعها للطبقات السائدة وتخلت الماركسية عن ادعاءاتها الدغمائية اللاهوتية .
ان انفتاح المسيحية على المار كسية , الاساقفة التحرريين ,المنهج النقدي , وان انفتاح الماركسية على المسيحية يتطلب بدوره تذكير الاشتراكيين بانه لاماركس ولا اي احد من اتباعه في مقدوره معرفة الصورة الدقيقة التي سيكون عليها المجتمع في مرحلة مابعد السيطرة الراسمالية .
المصدر
مقال بعنوان ( الماركسية والمسيحية والثورة في امريكا اللاتينية ) بقلم جوول كوفيل – من كتاب ( الماركسية والدين : من لاهوت التحرير المسيحي الى لاهوت التحرير الاسلامي ) – اعداد وتقديم حسن الصعيب – 2009 – الناشر دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان .
مقالات ذات صلة بالموضوع :
مقالتنا (التكامل بين لاهوت التحرير والشيوعية )وعلى الرابط :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330418
مقالتنا (قراءة في لاهوت التحرير )وعلى ابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=385979



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحشية انسان الحضارة
- النبي ماني : القادم من بابل
- الزرادشتية :جدلية وحدة النقيضين
- جدلية العلاقة بين الحضارة والمثقف
- اسطورة الانسان التقدمي
- الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي
- المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق
- تفكيك بنية سلطة المثقف
- في نقد اوهام المثقف
- تفكيك الظاهرة القرانية
- ازمة الفكر العربي والاسلامي المعاصر
- الظاهرة القرانية من الصوت الى النص
- التشابه بين الشعبوية الاسلاموية والشعبوية الماركسوية
- لاوجود للفرقة الناجية في الماركسية والشيوعية
- اليسار الجديد واشكالية الخطاب
- اليسار الالكتروني الجديد : قلق الحاضر وآفاق المستقبل
- الطريق نحو علمنة الاسلام
- في نقد العقل الاسلامي
- قراءة مغايرة في مفهوم الفرقة الناجية
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وليد يوسف عطو - لاهوت التحرير :الجمع بين المسيحية والماركسية