أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - منصور بختي دحمور - الواقع العربي وتحديات المستقبل














المزيد.....

الواقع العربي وتحديات المستقبل


منصور بختي دحمور

الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 18:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


"لا يقاس غنى المجتمع بكمية ما يملك من أشياء، بل بمقدار ما فيه من الافكار" هكذا تكلم مالك بن نبي وهو يبحث عن حقيقة الواقع العربي في سبيل رسم أو بالأحرى صناعة طريق ممهد للمستقبل الموعود به للأمة الاسلامية بما فيها من عرب وعجم.
أسئلة مخيفة تلك التي تتبادر الى ذهن العالم العربي حول الواقع المرير أو المخاض الذي تمر به الامة العربية من جراء ما يحصل لها في سبيل بناء جدار عازل لها عن الحضارة المرسومة في أفكار أجيال خلت وأخرى لم تزل تأمل في يوم من الأيام أن تحقق تلك الامنيات التي غدت في الذهنية العامية البسيطة صعبة المنال بنفس درجة الصعوبة التي لقيها أجدادنا من قبل في صناعة ذلك الواقع المثالي الذي وصلوا اليه على مراكب كانت تسبح في بحار العرق المضني للأمة الذي سال بكل إخلاص وتواضع في سبيل الرقي بالحياة العالمية لا الحياة العربية القومية فحسب.
الواقع العربي يشهد اننا لا نعيش صعوبات في ولادة قيصرية من رحم الأزمة القومية التي يعيشها العالم العربي بالخصوص ولكننا على عكس ذلك نعيش تحديات في سبيل إخراج مثالية العالم الحقيقي الى العالم الزائف الذي نراه اليوم.
ليست التحديات التي نواجهها في حياتنا كعرب ومسلمين في واقعها صنيعة التخلف ولا الجمود ولا الطائفية ولا الفرقة ولا أي شيء من هذا القبيل، ولكنها صنيعة يد أخرى لا تمت الى العالم العربي بصلة وإن طالت عالمنا العربي الكثير من الايادي العربية التي تعين الغرب على ذلك.
هناك عقدة نفسية تاريخية في العالم اليوم تدور حول مثالية الجنس البشري وليس الجنس البشري كله ولكن جزءلا يتجزأ من هذا العالم، والواقع أن صناعة هذه التحيات كانت بيد خائفة من الواقع، من طرف رجال ونساء يخشون واقعهم المزري كفئة معقدة فقدت تاريخها وتبحث بكل الوسائل عن خيط تمسك به حتى تنجو من إثم الذات الجنسية البشرية التي سيطرت عليها خلال قرون من الزمن.
هناك نقطة اختلاف جلية بين الذهنية العالمية والذهنية الاسلامية لم يلتفت اليها الكثير من الناس وربما حتى العرب المسلمين منا وهي أن روحانية العالم الاسلامي تنفر بشكل أو بآخر بقوة من مادية العالم البشري لتصنع ما يسمى بروح الانتماء في نفس الوقت الذي يعيش فيه العالم الاخر في عالم اخر بعيد عن مثالية الجنس البشري، ومن هنا فالعالم الاسلامي يعيش مثاليته في واقعه الروحاني سواء بصلته مع الله تعالى أو صلته مع الجنس البشري وإن اختلفت مظاهر هذا التواصل أو اختفت بعض الاحيان، وعلينا أن نعرف أن العالم الاخر لا يعيش حتى ماديته لعالم مادي ولا يعرف للمثالية مبنى ولا معنى في واقعه النفسي وواقعه الاجتماعي وبالتالي فالتفكك الذهني للعالم غير المسلم يسوقه الى التفكك في العلاقة الاجتماعية وبالتالي انعدام الذقة الجماعية وغياب روح الانتماء وبالتالي انهيار النفسية الجماعية لذلك المجتمع على اختلاف فئاته.
علينا ان لا نحصر تحديات مستقبلنا كأمة واحدة في كيفية الرقي بالجوانب الاقتصادية والمادية والبحث عن سبيل للاكتفاء الطبيعي المادي وان كنا لا نثبط العزائم على العمل بجهد في سبيل الرقي بهذا الجانب لأهميته في اخلاء الذهن من التفكير في المادة ليتوجه مباشرة الى التفكير فيما منع من طرف الغرب ان يفكر فيه، فكل الازمات التي مر بها ولم يزل يمر بها عالمنا المسلم والعربي على الخصوص في سبيل ابعاد العقل العربي عن التفكير فيما لا يجب التفكير فيه في نظر غيرنا، ومقصودنا من عدم الاهتمام بالمادة هو أن لا تكون المادة فكرة بالنسبة لنا ولكن عليها ان تكون وسيلة بقاء جنسي لا بقاء ذاتي، فالبقاء الذاتي للامة العربية كائن على رغم كل مار بها ويمر، والاحرى بنا التمييز بين اللازم الحاجة، فالتفكير في مادة كلازم يبعدنا عن حقيقة الحياة والسعادة، بينما التفكير فيها كحاجة يهدئ من روعنا المادي ويفتح ذهنياتنا على أفكار ايجابية في الصالح العالمي البشري لا الصالح ذو اللنطاق الضيق.
في نفس الوقت، إن التفكير في ايجاد حلول للعالم الانساني والتفكير في الروحانية وصناعة مثالية انسانية واقعة لا خيالية بصفة الشيء اللازم لا الحاجة، يفرض على العقل الباطن للانسان البسيط والنخبة على السواء الرقي بالافكار البشرية الايجابية وايجاد الحلول اللازمة للعالم الانساني، وبالتالي التغيير الذاتي الجماعي في النطاق المستطاع وهنا تظهر النهضة الحقيقية للعالم البشري المثالي، والذي سيلقى من طرف العالم الغربي صداما خطيرا على مستوى استراتيجي وفكري ونفسي أقوى مما يتعرض له العالم العربي اليوم، لأن انطلاقة المسلم في التغيير الذاتي الخاص بالذات الفردية والجماعية فيما بعد هو الالفأس التي ستكسر جدار الرهبة والخوف والجمود والاتكالية والتبعية الذي بناه أمامنا العالم الغربي المادي بحجارة متضادة سماها الرجعية والحداثة والحرية والظلم وغير ذلك من شعارات لم تزل الى اليوم تتردد على ألسنة الغرب الذي التفت الينا دون النظر الى نفسه كمجتمع رجعي التفكير حداثي السلبيات حرّ الانخلاع ظالم لنفسه وغيره.



#منصور_بختي_دحمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاطفة والأدب والتاريخ
- الذات الباحثة في كتابة التاريخ: وجهة نظر في نقد النقد
- الشعراء العرب في ظل أزمة الهوية
- المسرح العربي بين الإبداع واللهو
- أغنية بلا كلمات
- الى أين ؟
- قراءة في رواية -الصوت- لغابرييل اوكارا
- العنف عند فرانز فانون
- لا أريدك
- سأكتبك
- قبر قصائدي
- غدر القوافي
- ما قولك يا أنا؟
- في يومك الأول
- إلى أستاذة
- -دموع قافية-


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - منصور بختي دحمور - الواقع العربي وتحديات المستقبل