أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي حسين يوسف - ازمة الخطاب الموجه في الفضائيات العراقية















المزيد.....

ازمة الخطاب الموجه في الفضائيات العراقية


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 10:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


يمثل الخطاب الاعلامي المرئي وسيلة تواصلية مهمة جدا , وعلى غاية كبيرة من الخطورة , لذلك يتطلب مهارة عالية , وخبرة عملية عميقة , ودربة فنية , وسلوكيات واعية ، مثلما يتطلب ممارسة ثقافية مسؤولة وواعية بأدبيات المعجم الاعلامي وجهازه المفاهيمي , اذ انه ــ في الوقت ذاته ــ لا يمكن ان ينجح العمل الاعلامي دون ان تتوافر مستلزماته وتتهيأ اشتراطاته الذاتية والموضوعية التي تتمثل في : نجاعة الوسيلة الاعلامية التي تعرض المادة , ومدى فاعليتها في اوساط المتلقين , والشخص الاعلامي الذي يقدم المادة ومدى كفاءته وثقافته , والتوقيت الخاص بتقديم الحدث اعلاميا، وعلاقته بزمن وقوع الحدث ذاته ، وبنوعية الحدث المقدم , ومدى علاقته بالمتلقي وتأثيره بواقع حياته وقوة مساسه به .
والمتابع لما تبثه الفضائيات العراقية التي قارب عددها عدد الفضائيات المصرية او عدد الفضائيات التي تمولها المملكة السعودية يجد ان تلك الفضائيات تنقسم على مجموعات يمكن تصنيفها بسهولة بحسب الخطاب الاعلامي لكل مجموعة ، فهناك فضائيات لا شأن لها بالحدث اليومي , فهي : اما ان تكون فضائيات دينية تخصصت لتقديم الشعائر والطقوس الدينية ، او انها تخصصت بالجدال العقائدي بين الطوائف والمذاهب الدينية , او قنوات وثائقية , او قنوات ترفيهية ــ (غنائية ودرامية ورياضية ووثائقية ودعائية ) , وهناك مجموعة اخرى من الفضائيات تتبع احزابا دينية فظل خطابها الاعلامي يدور في فلك هذه الاحزاب مثل فضائيات : ( الفرات ، والمسار ، والمسار الاولى ، وبلادي ، وآفاق , والنجف ، والسلام ، والعهد ) , فيما توجد فضائيات اخرى تبنت خطاب المشاكسة السياسية ومعارضة الخطاب الرسمي الحكومي في كل تفاصيله مثل قنوات : ( الرافدين ، والتغيير ، وبغداد ، والعراق ، والعراق الآن ، والمدار ، والشرقية ، والغربية ، والفلوجة ، وسامراء) ــ وان كان خطاب الشرقية اصبح اخف لهجة في الايام الاخيرة لعلة ما ـــ ومن القنوات من تحاول ان يكون خطابها هادئا بعيدا عن الممحاكات والخصومات السياسية من خلال تبنيها سياسية اعلامية لا تثير حفيظة احد , ومن تلك القنوات : ( صلاح الدين ، والانبار ، والديار ، والسومرية ، والرشيد ، والحرية ، وهنا بغداد ، وآسيا ، والموصلية ، واشور ، وكركوك ، والحدث ، والعراق الحدث) , ومن الفضائيات العراقية من كانت اكثر التصاقا بالحدث العراقي على الرغم مما يشوب تقديمها لهذا الحدث من عدم التزامها بالمهنية المطلوبة احيانا , مثل قنوات : (العراقية الرسمية ، والبغدادية ، والاتجاه ، والحرة عراق ) ، وقد تميزت البغدادية من بين تلك القنوات باستقطابها لعدد من الاعلاميين الذين حققوا لها رصيدا جماهيريا ملحوظا , وعلى الضد من ذلك نجد ان هناك فضائيات عراقية تبدو وكأنها غير معنية بما يدور في البلد ، ولا تولي ادنى اهتمام لثقافة وتاريخ وموروث العراق , مثل قناة : (الحدث ).
وعلى اية حال يمكن تشخيص ملامح سياسة الفضائيات العراقية بالنقاط الاتية :
1ـ الطابع المحلي : ويتجلى هذا الامر في ما يمكن تسميته بالمأزق المعرفي في التعامل مع الفضاء المفتوح والمتلقي الكوني , اذ لم تخرج الفضائيات العراقية جلها عن طابعها المحلي , حتى ليخيل للمشاهد ان تلك الفضائيات قنوات ارضية وليست فضائية تبث عبر الاقمار الصناعية لمختلف ارجاء العالم ، ويبدو ذلك واضحا من غياب الشعور بالمسؤولية ازاء ما يعرض ، كأن تركز تلك الفضائيات على الجوانب السلبية والسوداوية ذات الطابع المحلي ، ثم ان ما يقدم في تلك الفضائيات قد لا يمس المشاهد غير العراقي بأية صلة ولا يقدم له ما ينفعه في التعريف بالعراق , بل ربما تسه تلك المواد الاعلامية التي تقدمها هذه القنوات في تكوين صورة بائسة عن العراق في ذهن المشاهد غير العراقي ، لاسيما اذا قارنا بين هذه المواد مع ما تعرضه قنوات مثل : التركية , والالمانية , والصينية , والروسية , والكورية التي تبث برامجها باللغة العربية من برامج من شأنها ان تعمق معرفتنا بهذه البلدان من خلال ما تقدمه من اضاءات للمشاهد الاجنبي وليس القصد هنا الاستدلال بالضد .
2ــ الطابع الفئوي الضيق ، ان المتابع لبرامج الفضائيات العراقية يلمس بوضوح محدودية الانتماء وخصوصيته الفردية , فتلك القنوات اما : تابعة لأحزاب معينة , مثل قنوات : (الفرات ، الغدير ، بلادي ، آفاق ، المسار ، المسار الاولى ، العهد ، الحرية ، بغداد ، الرافدين ، البابلية ، الرشيد) , او تابعة لشخصيات معروفة , مثل القنوات : ( الشرقية ، البغدادية ، الفيحاء ، السومرية ، صلاح الدين ، النهرين ، الرأي ، الديار ، المشرق ، دجلة ، آسيا ، الحدث ، التغير ، العراق الآن ، هنا بغداد ) , اوقنوات تابعة لجهات دينية , مثل قنوات : ( أهل البيت ، الانوار ، نحن , الحسين ، كربلاء ، المهدي)
3ـ الاسفاف والتسطيح : ويتجلى ذلك من خلال غياب المائز بين القراءة السياقية السطحية والقراءة النسقية المعمقة للمواد المقدمة من لدن معديها , فقد يلاحظ المشاهد للفضائيات العراقية ان اغلب تلك الفضائيات لا تمتلك رؤية اعلامية واضحة في تقديم البرامج ، ومراعاة الزمن ، او مشاعر المشاهد , كأن يقدم برنامج عن قضية تافهة ويستمر لأكثر من ساعة , او أن تستضيف احدى القنوات شخصية ما غير فعالة ولا مؤثرة حتى في مجال اختصاصها ويستمر الحوار لساعات ، او ان تقوم تلك الفضائيات بعرض برامج ومسلسلات معروضة سابقا في عشرات قنوات الاخرى وذلك كله بسبب عدم الجدية في البحث في المظان بغية اكتشاف المفيد والنافع .
4ــ قد تركز تلك الفضائيات اهتمامها على شريحة دون اخرى , وبذلك فهي تسعى لتقديم امشاج مفاهيم اعلامية وليس مادة ممكن ان يشاهدها اكبر عدد ممكن لا سيما القنوات الترفيهية التي تولي اهتمامها لشريحة الشباب في اغلب ما تبثه , مثل قنوات: القيثارة ، أغانينا ، الشباب ، الحنين
5ــ الوقوع في دائرة التطرف , يبدو ذلك واضحا من خلال النظرة الوثوقية في معالجة المستجدات السياسية والاحداث الامنية التي تقع في البلد . وقد يقود التطرف الى اخطاء اعلامية فظيعة تجعل المشاهد يفقد ثقته في تلك القنوات , ويضاف الى ذلك التسرع في الاطلاق الاحكام التي غالبا ما تكون مبتسرة ولا تتمتع بأدنى حصانة تأسيسية , ولا تمثل الحقيقة بكل اوجهها ، ومن ذلك غياب الشعور بالمسؤولية ومجافاة المهنية الاعلامية ازاء ما يحدث كأن تقوم احدى القنوات ببث كل ما من شأنه ان يزرع الحقد والكراهية بين ابناء البلد الواحد.





#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الإفادة من التطورات الحاسوبية لخدمة اللغة العربية
- المعجم العربي وازمة الدقة المصطلحية
- حلم ... (قصة قصيرة )
- جدل التراث والحداثة في النقد العربي ... ادونيس نموذجا
- في نقد العقل العربي التنظيري
- استقبال البنيوية عند المفكرين العرب ... قراءة في كتاب مشكلة ...
- الحداثة وما بعد الحداثة والتداخل المفاهيمي بينهما .
- الممارسة النقدية العربية ومشكلة التنظير
- من البحث عن النقد الى البحث عن الهوية المنهجية
- النقد والآيديولوجيا ... في النقد العربي المعاصر
- قراءة في كتاب نظرية البنائية في النقد الادبي
- في مصطلح الاجراء النقدي
- على حافة الحرف (نص)
- ادعاء (نص)
- فوكو بوصفه قارئا
- الحقيقة بين المنطق واللغة
- خصوصية التفكير الفلسفي
- فكرة الالوهية عند الفلاسفة
- في الادب المقارن ....اثر الإسراء والمعراج في المعري ودانتي
- في قصيدة النثر ... سؤال الهوية ..


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي حسين يوسف - ازمة الخطاب الموجه في الفضائيات العراقية