أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - عقيدة الشيطان2














المزيد.....

عقيدة الشيطان2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 01:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كان الإنسان مخلوقا مخيرا فلما يحاسبه الله على حريته وحقه في اختيار دينه ومذهبه!!!, فمثلا أنا مولود إنسانا مسلما من أبوين مسلمين, وكان الله قد خلقني مخيرا وليس مسيرا أو مجبرا, فلي الحق بأن أختار أي ديانة تعجبني أو حتى حقي بأن أختار الإلحاد أو أن أكون مسيحيا أو يهوديا أو حتى بوذيا, فلماذا الله يعطيني صفة الحرية وبنفس الوقت يحاسبني عليها؟ ثانيا وهو الأهم أنه لا يجوز لأمي أو لأبي أو لأقربائي أو للحكومة أي سلطة عليّ تضغطني وتحاربني وتقاومني إذا اخترت دينا آخر غير الدين الإسلامي الذي نشأت عليه, فإذا كان الله نفسه قد خلقني مخلوقا مخيرا فكيف بالناس أو بالحكومة أن تتدخل في منع القانون الإلهي أو بالوقوف ضده, فأي تدخل بي أو بشخص آخر يعتبر هذا دينيا عملا فيه تحديا لخلق الله.

وعقيدة الشيطان تقف ضد هذا كله فهي تروج لفكرة أن الإنسان مجبر من الله على دينه ومعتقده فعلى المستوى الإسلامي يرى المسلمون أن الله فرض الإسلام على الناس كافة, وهذا بحد ذاته تعدي على حقوق الآخرين, فليس من المعقول أن ينحاز الله لصالح دين على حساب الأديان الأخرى, وليس من المنطقي أن يخلق اللهُ الناسَ جميعا على مزاج واحد وعلى دين واحد, فطالما الإنسان مخيرا طالما لكل إنسان مزاجه الخاص في كل شيء, في الأكل والشرب والزواج والجمال والحياة العامة بكل تفاصيلها تشير إلى أن كل إنسان عقله برأسه مدينة كاملة لذلك من حق الناس والأفراد والجماعات أن تمارس ثقافتها وأن تمارس حرية اختيارها بين هذا وبين ذاك وليس من الممكن بتاتا أن نفرض على الناس مزاجا واحدا وطبيعة واحدة وكل من يحاول إجبار الإنسان على اعتناق دين واحد ليس له ثاني هو في الحقيقة يساند الشيطان في عقيدته فهذا ما يريده الشيطان من أجل أن يحل السلام محل الحرب والدكتاتورية محل الحرية والظلم محل العدل, الإنسان خلقه الله كائنا مخيرا في كل شيء, فعلى مستوى العائلة الواحدة هنالك اختلافات بين الإخوة والأشقاء في طبيعتهم الفكرية وعلى مستوى الأكل والشرب معظم أفراد العائلة نجد لكل شخص ما يحبه وما يرغبه وعلى مستوى الثقافة هنالك تفاوت في المستوى الثقافي بين جميع أفراد العائلة وفوق ذلك كله هنالك اختلافات بينهم في رؤيتهم للدين وللقضايا العامة, والسبب في ذلك واضح جدا وهو أن الإنسان مخير, فالله خلق الأنواع كلها على اختلافها كبيرها وصغيرها والله خلق التنوع في الأمزجة نتيجة أن الإنسان مخلوق مخير وليس مسيرٌ والشيطان بعقيدته الهمجية يريد أن يفرض على الإنسان نمطا واحدا وهذا مستحيل جدا والله بريء من مثل هذه الخزعبلات, فسياسة فرض ديانة واحدة أو مذهبا واحدا تعني الدمار والحرب وهذا ما يقف في وجه دعاة المحبة والسلام.

فكيف سنفرض السلام على شعوب الأرض كافة دون أن نحافظ على ثقافة التنوع, فالإسلام دين معترف فيه والمسيحية دين معترف فيه واليهودية دين معترف فيه ولكل إنسان حق شرعي ومدني في حرية اختياره بين هذا الدين وبين ذاك الدين ومن يقول غير ذلك فإنه يقف إلى جانب الشيطان من أجل أن تشتعل الحروب وتفشل عملية السلام برمتها, هذا ما أومن فيه منذ سنين خلت وهذا ما اعتقده, فالتعددية في إطار الوحدة الكامنة هي الثقافة التي ستسود ويجب تشبيك العلاقات وتحقيق ثقافة التواصل بين الناس وبين المذاهب الدينية والفلسفية والأدبية والفنية ولكل إنسان حقٌ شرعي من الله ورخصة قانونية من الله بأن يختار الدين والمذهب الذي يلائمه, وتعالوا لننظر إلى الموضوع من ناحية إسلامية, هنالك في الإسلام تنوع كبير وكثير وظاهر في المذاهب المتعددة وبنفس الوقت لا يعم السلام بين كل هذه المجموعات وبالتالي السبب في ذلك هو أن كل مذهب يرى نفسه هو المذهب الصحيح ويرى كلَ الناس على خطأ ووحده على صواب, في حين يجب أن نعترف بكل مذهب فكل مذهب له الحق في الانتشار وفي بث الدعاية له وعلى الناس أن تختار بملء إرادتها لأن الإنسان مخير وليس مسير وهذا ما أراده الله وهذه هي السجية التي خلق الله عليها كل الناس ويجب أن لا نقف مع الشيطان ضد الطبيعة التي خلقها الله, لكي ننعم بمزيدٍ من الحرية والديمقراطية وبمزيد من حب التعاون والتآلف والتلاؤم بين مئات المعتقدات والمذاهب المنتشرة في العالم كله.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقيدة الشيطان1
- جربوا الحياة مع يسوع
- الجوع والبرد والظلم
- سيعود المسيح
- تفسير النسخ في القرآن
- العطلة الأسبوعية
- استبدال حضارتنا بحضارة غربية
- المجرمون الحقيقيون والمجرمون المزيفون
- محتاجون إلى يسوع
- المسيح أعظم شخصية عرفها التاريخ
- أبانا الذي في السموات
- ست الحبايب
- لم أرَ مثل أمي
- أمي على المائدة
- الملائكة أصدقائي
- قليل من الخمر ينعش القلوب
- القطيعة مع التراث
- المسيحية صالحة لكل زمانٍ ومكان
- مفتاح السيارة
- اخترنا لكم:قصة للكاتب الرائع انطوان تشيكوف :


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - عقيدة الشيطان2