الابتزاز السلفى للمشير السيسى

هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 17:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

سألنى بعض الاصدقاء عن مغزى الظهور المتكرر لياسر برهامى فى الفضائيات فى الفترة الاخيرة ؟ وهل هو توجيه حكومى لهذه القنوات ؟
فقلت له اننى لا اعتقد ان هناك اى توجيهات حكومية على الاقل من مؤسسة الرئاسة او مجلس الوزراء ، وانما يعود الموضوع الى رغبة اصحاب هذه القنوات او مقدمى البرامج فى اضفاء الشرعية الدينية على البرنامج الانتخابى للمشير السيسى لما هو معلن عن تاييد حزب النور والدعوة السلفية لثورة 30/6 وبالتالى لترشح السيسى للرئاسة ، فاعضاء الحملة الانتخابية للمشير تضمنت عدد كبير من كافة التخصصات العلمية والقانونية والبدلوماسية ، اما على المستوى الايدلوجى فقد اكتفت بقطب ناصرى متمثلا فى الكاهن الاكبر للمعبد الناصرى ( هيكل ) وآخر ماركسى متمثلا فى المخرج السينمائى خالد يوسف ووجود كليهما ضرورى لسحب البساط من تحت اقدام المنافس الاقوى فى سباق الرئاسة ( حمدين صباحى ) فالاول بالاضافة الى ابناء عبدالناصر الذين سحبوا تاييدهم من صباحى واعلنوا وقوفهم مع المشيرلان خلفيته العسكرية تتوافق مع الخلفية العسكرية لوالدهم عبدالنصر ، اما الثانى فكان المناصر الاقوى فى حملة صباحى فى انتخابات الرئاسة الماضية وكان منددا قويا بحكم العسكر .
اذن بقيت الشرعية الدينية او المسحة الدينية على البرنامج الانتخابى للمشير والتى ذكرنا انها متمثلة فى حزب النور والجماعة السلفية ، ومن هنا جاءا استضافة ياسر برهامى فى العديد من الفضائيات .
ولكن
وأه دائما من ( ولكن ) .....!!
وكما تم ابتزاز هذه الجماعات السلفية للجنة الخمسين لاعداد الدستور واستجابت لها اللجنة فى عدم ذكر اى نص عن الدولة المدنية والاكتفاء بكلمة ( حكومتها مدنية ) وهى كلمة لاتعنى الا شيئا واحدا - اذا اردنا ان نطبقها بمعناها الحرفى - الا وهو ان وزراء الدفاع والانتاج الحربى والداخلية فى اى حكومة مقبلة يجب ان يكونوا من المدنيين . بالاضافة الى التلاعب من اجل المادة 219 وحذفها من مواد الدستور مع الابقاء عليها فى الديباجة ليخرج الدستور من التوفيق الى التلفيق . انظر الرابط :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=390714
وبناء عليه خرج السيد عمرو موسى فى اعلان على الفضائيات حملة الترويج للموافقة على الدستور ليتلافى عدم النص صراحه على مدنية الدولة فى الدستور ليقول ( ومواد الدستور كلها تؤسس للدولة المدنية )...!!
وعند اجراء الاستفتاء على الدستور لم نرى اى لحيه او اى نقاب فى لجان الاستفتاء ، ولما وجه احد الاعلاميين هذ السؤال لياسر برهامى خلال مقابلة معه الاسبوع الماضى علل ذلك بخبث ممزوجا بالغباء قائلا : ليس كل السلفيين ملتحين ولا النساء كلهن منقبات ، فهناك منهم من لايلتحى لظروف خاصة بالعمل . وهذا القول يحمل كما كبيرا من الكذب والتدليس لان الملتحين والمنقبات لايلتحقون بالوظائف التى نلزمهم بحلق اللحى او منع النقاب مثل مضيفى ومضيفات الطيران او العاملين بالسياحة لانهم بعيدون كل البعد عن هذه الوظائف التى يعتبرونها رجس من عمل الشيطان ، وفى الغالب هم ينتشرون على الارصفة لبيع الكتب الدينية وروائح الشيوخ ( المسك وخلافه ... ) اما كل المنتمين الى الفكر السلفى فمن اولى ابجدياتهم بوصفهم سلفيين هو اطلاق اللحى للرجال والنقاب للنساء والا ماكانوا على المنهج السلفى وما استحقوا ان يكونوا سلفيين .
انا اعرف ان المشير السيسى له توجهاته الدينية ولهذا اختاره محمد مرسى وزيرا للدفاع ، فكما ذكروا انه ( صوام قوام ) . ولكنى اعرف ايضا ان تدينه هو التدين الشعبى لكل المصريين الذى كان منتشرا ابان فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضى قبل ان يصيبهم فيروس الوهابية ، ولكن السيسى ظل على تدينة الشعبى المصرى البسيط ويؤمن ايمانا راسخا بالوطنية المصرية لانه خريج المؤسسة العسكرية الوطنية العريقة .
ولكنه وفى حديثه المذاع فى اعلانه الاستقالة من منصبة وزيرا للدفاع ورغبته فى الترشح جاء فيه ( من اجل بناء دولة ديمقراطية حديثة ) ولم يتطرق الى كلمة ( مدنية ) حتى يتوافق مع الدستور. لابأس .....
ولكن تطالعنا جريدة المصرى اليوم الصادرة بتاريخ 29 /3 الماضى بالخبر التالى : (قالت مصادر في الدعوة السلفية وحزبها النور، إن الدعوة والحزب سيعلنان دعم المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المستقيل، في انتخابات رئاسة الجمهورية، بعد جلوس وفد من حملته الرئاسية مع مجلس إدارة الدعوة الذي يضم 150 عضوا، في مقر الدعوة بالإسكندرية.

أضافت المصادر لـ«المصري اليوم» أن الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة، أكد لقيادات في حملة السيسي أن على المشير اجتياز اختبارات الدعوة للحصول على دعم السلفيين، ويجب حضوره أو من ينوب عنه إلى مقر الدعوة في اجتماع عام، وعرض برنامجه، والرد على استفسارات الأعضاء) انتهى
ونكرر ..... ياسر برهامى يصرح انه (على المشير اجتياز اختبارات الدعوة للحصول على دعم السلفيين ) ايه رايكم ..........!!!!!!
انه ابتزاز حقير نناى بالسيد المشير ان يرفصة فى تصرح علنى ، المشير السيسى لايحتاج الى عطاء دينى من الدعوة السلفية لانه مشمول بغطاء شعبى واسع النطاق
وان كانت صورة 30/6 قد احتاجت لهذا الغطاء الدينى وقتها لتواجه مزاعم الاخوان ان الثورة قامت اساسا ضد المشروة الاسلامى الذى كانت تمثلة جماعة الاخوان وبناء عليه قام السلفيين بابتزاز لجنة الخمسين كما اوضحنا من قبل ، فان الوضع الان اختلف .
يلوج السلفيين بقدرتهم على التواجد فى مناطق لن تصل اليها حملة دعاية المشير: (وأكدت المصادر أن برهامي بدأ وضع هيكل تنظيمي لحملة النور لدعم المرشح السيسي وأن الدعوة جاهزة للدعاية له في المناطق التي لا تستطيع بقية الحملات النزول إليها، والتي تضم معاقل الإرهاب في الصعيد، بالإضافة إلى منع استخدام المساجد في الترويج لأي مرشح رئاسي داخلها)
وايضا : (وأشار إلى أن دعم الدعوة السلفية للسيسي له مميزات كثيرة، من حيث الحشد في الشوارع والترويج لبرنامج المرشح، والعمل المنظم في اللجان الانتخابية، لأنه لا يكفي للمرشح أن تكون له شعبية بين عامة الناس، بل يجب أن يكون هناك فريق عمل منظم لمتابعة سير العملية الانتخابية والصناديق والناخبين ورصد المخالفات وغير ذلك من النقاط المهمة لإنجاح أي مرشح)
وهذا يعنى ان ماستقوم به الجماعه السلفية لاتستطيع ان تقوم به حملة المشير ..... !!!!!
انه ابتزاز جديد بعد ابتزاز لجنة الخمسين لوضع الدستور
وبالاصالة عن نفسى وبالنيابة على انصار الدولة المدنية اقول للسيد المشير : نستطيع ان نتفهم وجود هيكل رئيسا للهيئة الاستشارية للحملة الانتخابية مؤقتا ولكن مع الوضع فى الاعتبار انه كان مروج لافكار عبدالناصر التى ادت بنا الى الهزيمة الساحقة ( والتى اسماها نكسة ... مجرد نكسة .. او مجرد وعكة صحية ..... !! ) وهذه الوعكة الصحية تلازمنا حتى الان وندفع ثمنها حتى الآن .
ولكننا ياسيادة المشير نرفض هذا الابتزاز من الجماعه السلفية ونرفض تصريحاتهم جملة وتفصيلا فيما قالوه من ضرورة مثولك امامهم لاجتياز اختباراتهم وحتى ان مجرد تصريحهم بذلك مرفوض تماما ويجب الرد عليه بحسم وقوة ، فانت اكبر من ذلك بكثير.

#هشام_حتاته (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات