|
جدلية الزعامة والوطن والشعب
بدر الدين شنن
الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 12:57
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
إن مواصفات الزعامة ، التي تؤدي دوراً شجاعاً حاسماً في الحروب الوطنية العادلة ، والأزمات االداخلية لكبرى ، والتي تدخل التاريخ وذاكرة وقلوب الشعوب ، لم تزل قائمة . ولم يزل دور هذه الزعامة مطلوباً ، بل وأكثر إلحاحاً من أي وقت مضى ، في مختلف البلدان العربية ، وخاصة البلدان المستهدفة أرضها وثرواتها ووجودها ، في وقتنا الراهن ، من قبل دول عربية عريقة برجعيتها ، ودول امبريالية مدمنة بعدوانيتها ، ومطامعها ، للسيطرة على الشعوب والتحكم بمقدراتها .
ولاريب أن أهم مواصفات هذه الزعامة ، هي أن تكون الزعامة ، مدركة تماماً استحقاقات اللحظة التاريخية في البلاد ، وخاصة التي تتطلب ، التصدي للمخططات الخارجية المعادية ، وبناء مجتمع حر متماسك تسوده العدالة الاجتماعية ، وإعداد قوات مسلحة ذات بأس ، وإنشاء اقتصاد وطني متطور يلبي احتياجات الوطن والمواطن ، وأن تملك الرؤية الصائبة ، والشجاعة ، في اتخاذ القرار المطابق في الوقت المناسب ، وفي تحمل مسؤولياته .
إن حركة التاريخ في هذا الصدد ، تؤكد ، أن الزعامة " التاريخية " قد انطلقت من مواقع قبلية ، ودينية ، وعسكرية ، وسياسية شعبية . لكنها جميعاً بأدائها الريادي المميز ، كانت تصل ، في مختلف الظروف ، المكانية ، والزمنية ، والصراعية ، التي وجدت وأبدعت فيها ، إلى نفس تلك المواصفات . من الممكن ملاحظة بعض الفوارق في بنية الزعامة الشخصية ، مثل المستوى العلمي والمعرفي ، أو التكون القتالي العسكري ، أوالخلفية المعتقدية والقومية ، لكن ما هو الأهم ، ما هو مشترك بين مختلف من تبوأوا الزعامة ، بفعل ضرورة اللحظة .. وخيار العقل الرشيد والصالح العام . ولاغلو بالقول ، عندما يقال ، أن الشعوب التي أنتجت حركاتها وطموحاتها السياسية زعامات .. كبرت .. وتعملقت .. مع احتياجات الصراعات المطروحة ، قد تمكنت من انتصارات ، أو نتائج مرحلية ميدانية كبرى .
في التاريخ العربي المعاصر ، برز عدد من الزعامات " التاريخية ط التي مهدت لانتصارات شعوبها أو أنجزتها . مثل ( عبد الكريم الخطابي في المغرب ، وعبد القادر الجزائري في الجزائر ، وعمر المختار في ليبيا ، والمهدي في السودان ، ورشيد عالي الكيلاني وعبد الكريم قاسم في العراق ، وأحمد عرابي وسعد زغلول وجمال عبد الناصر في مصر ، ويوسف العظمة وابراهيم هنانو وصالح العلي وسلطان الأطرش وسعد الله الجابري في سوريا ) وغيرهم كثير .. على مستويات مختلفة .. في كافة البلدان العربية .
اللافت أن كل هذه الزعامات ، ومعها زملاء كفاح ونضال كثر ، قد وجدت ، وقاتلت ، وبنت ما استطاعت ، في القرن العشرين الماضي . ومع الأخذ بالاعتبار والاحترام ، أن هناك حركة تكون وتشكل زعامات جديدة .. شجاعة .. تشق طريقها في القرن الواحد والعشرين ، في معظم البلدان العربية ، وهناك مخلصون يبحثون عن مقومات ومجالات شعبية ، وفكرية ، وسياسية ، ليؤكوا جدارتهم بالزعامة ، لكن المشهد العام ، حتى اللحظة ، خاو من أعلام محورية كبيرة ، من مستوى زعامات القرن العشرين ، قادرة على أن تجذب الملايين للنضال المشترك .. وهذا الخواء ليس عفوياً .. وكسلاً في الوعي السياسي الشعبي . وإنما هو خواء تعسفي ، قد خطط له منذ هزيمة حزيران 1967 ، لينتشر .. ويكبر بالقمع ، والنفاق السياسي ، والتضليل الفكري ، لفرض الخضوع والخنوع والضياع على الشعوب العربية ، لتمرير مخططات المنظومة ( الإمبريالية ـ الصهيونية ـ الرجعية ) الشرق أوسطية
ولما بدأت تظهر ، في ظروف مصادرة السياسة الصعبة ، مشاريع زعامات مرتبطة بهموم الوطن والحرية والتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية ، استنفر مهندسو الخواء السياسي قواهم ، دولياً وإقليمياً ، لمحاصرة واحتواء هذه المشاريع الواعدة ، وربطها بمشروع ربيع مزيف ، يؤدي .. وقد أدى فعلاً إلى خواء سياسي من نوع آخر هو الأسوأ بكل المقاييس . ولأن الزعامات التاريخية لا’تصنع .. و’تصدر .. و’تفرض .. من خارج حركة الجماهير الشعبية ، فإن كل الزعامات التي ’صنعت .. و’دعمت .. و’صدرت إلى البلدان العربية ، لم تستطع رغم كل أشكال الدعم الخارجي لها ، المالي ، والإعلامي ، والسياسي ، والعسكري ، أن تحتل مكانة الزعامة الشعبية " التاريخي " ، التي قادت معارك التحرير والبناء في القرن الماضي . ما يدل على أن القوى الشعبية تتمتع بمستوى من الوعي السياسي قد أحبط كل الجهود المخادعة لتنصيب زعامات مزيفة . ولمعرفة أسباب فشل زعامات القرن الواحد والعشرين في كسب ثقة الشعوب بها والانقياد لها ، يكفي إجراء مقارنة بسيطة ، بين الزعامات التاريخية ودورها الشجاع ، في مقاومة الاحتلال وانتزاع الاستقلال والحرية لبلدانها ، وبي المزعومين زعماء في موسم النفاق السياسي الحالي ، الذين يعملون تحت أمرة الدول الخارجية ، لإعادة الهيمنة الأجنبية على بلدانهم .
لم يكن في زمن الزعماء التاريخيين في القرن الماضي ، وسائل إعلام الكترونية وفضائية ، تدعمهم ، وتدعو الرأي العام للالتفاف حولهم ، وتلفهم بهالة من المدائح التي تقدمهم كرموز حرية ، وأبطال معارك ثورية يستحقون لأجلها الاعتبار والاحترام ، كما هو حاصل الآن لدعم زعماء الزمن الراهن ، وإنما كان هناك إعلام تابع للعدو ، يشوه صورهم ، ويصفهم بقطاع طرق . ومع ذلك ، فتحت الشعوب قلوبها وعقولها واحتضنتهم ، وانخرطت في المعارك التي جرت بقيادتهم ، بما فيها المعارك التي تمكن فيها العدو بآلياته المتطورة أن يفرض إنهاءها لصالحه . كان يكفي المقاتل والمحازب شرفاً ، أن يكون منضوياً تحت قيادة هؤلاء الزعماء . بينما نجد كماً هائلاً من الدعم الدولي المتعدد للمطروحين كزعامات جديدة للشعوب العربية ، لكن هذه الزعامات لم تحظ ، بما حظيت به زعامات القرن الماضي من التفاف شعبي واحترام تاريخي ، رغم أن بعض هذه الزعامات ظل يخادع الجماهير بالقيم الدينية عقوداً طويلة ، وبعضها روج لليبرالية الجديدة بدعم إعلامي واسع ، وبعضها يحمل ألقاب بروفسور ، ومفكر ، وأستاذ ، وقيادي سياسي وحقوقي .
وبقي الخواء السياسي سائداً . كانت حركة التزعم .. خلاف قوانين الاجتماع السياسي .. المنطلقة بدعم الخارج الدولي ، والمتمتعة بغطاء إعلامي حرفي كاسح ، تحمل أسباب ضعفها ، أكثر مما تحقن به من أسباب القوة من خارج حدودها الوطنية ، وعلى الأخص فشلها ، في تمرير معادلة ( الحرية بدعم الأجنبي الاستعماري ) الوقحة . ومعادلة ( الديمقراطية بدعم وقيادة دول مغرقة بالفوات والرجعية ومعاداة الديمقراطية ) الأكثر وقاحة . وفشلها في إغراء .. وخداع الشعب ببدائل ، لاتاريخية نضالية مبدئية لها ، ولا واعدة ببرامج سياسية اجتماعية متكاملة ، ولاضمانة لنزاهتها ، وكلها تنسق وتتحرك بأمرة الخارج الإقليمي الرجعي ، والدولي الامبريالي العريق بعدائه لمصالح الشعوب وحريتها . ولما استلم بعضها الحكم ، في تونس وليبيا ومصر ، انكشف المستور ، وتساقطت الأقنعة . فعبد الجليل أتى " بالناتو " ولصوص البترول والإرهاب الدولي إلى ليبيا بدلاً من الديمقراطية . ومحمد مرسي استغبى المصريين وعمل على بناء نظام استبداي شمولي صديق لأميركا والغرب وإسرائيل . والغنوشي استباح دم القيادات الديمقراطية في تونس ، وحول تونس إلى مصدر للجهاد الانتحاري وجهاد النكاح . وزعامات سورية في الخارج ، عملت ضمن إطار المخطط الدولي للهيمنة على سوريا ، بدلاً من أن تعمل من أجل الحرية . بدأت بمؤتمرات كبيرة .. فضفاضة .. في قاعات العواصم المعادية للحرية ، ثم تحجمت .. وضمرت .. وبقي فقط بعض الألسن المعبرة عن وجودها المادي .
وهذا ما أدى إلى تكون قناعة راسخة لدى الدول صاحبة مخططات الهيمنة على المنطقة والعالم ، أن ملء الخواء السياسي المزمن بزعامات غير مقنعة للشعوب ، قد فشل . وأن عسكرة آليات هذه الهيمنة بصورة كاسحة ، باتت هي الحل الوحيد . ومنذ أن انقض حلف " الناتو " بمباركة رسمية عربية ودولية على ليبيا ، ومنذ أن صار الإرهاب الدولي في الداخل أداة الزعامة السورية في الخارج . ومنذ أن انطلقت رصاصات الإرهاب السياسي في تونس ومصر .. بدا ان السياسة قد أسقطت نهائياً من الحساب في تفاعلات المنطقة . وبدا أن هناك قوى دولية تعمل على استلاب حق تقرير المصير من الشعوب العربية ، وإدراج مصائرها في لوائح التسويات والصفقات الدولية . وألغى الإرهاب الدولي السياسة حيث يفرض سطوته ، وصادر دور الزعامات السياسية المزعومة . وصار أمراء الحرب في عدد من البلدان العربية لاسيما في تونس ومصر وليبيا وسوريا ولبنان واليمن ، هم الزعماء الأخطر في المرحلة الجديدة ، أمنياً وإنسانيا ً وسياسياً وحضارياً ، ما شكل انهياراً وانحطاطاً دولياً في المستويين السياسي والأخلاقي .
وفي مواجهة هذه المرحلة الأشد خطورة على المصير الوطني والقومي ، تتحرك .. ولابد أن تتحرك .. قوى عفوية ومنظمة ، لكسر حصار هذه المرحلة ، واستعادة البلاد من عدوان الإرهاب والدمار والقتل . وما من شك ، أنه على قدر متطلبات وصعوبات وتعقيدات المهام المطروحة ، على المستوى الوطني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ، لابد أن تكون القيادات والزعامات التاريخية الجديدة . بيد أنه ينبغي أن يتوفر شرطان أساسيان في هذه العملية المعقدة ، الأول ، التصدي لكل أشكال التدخل الخارجي وخاصة الداعم للإرهاب والحفاظ على الوطن ، الثاني ، العمل من خلال القوى الشعبية واحترام طموحاتها ودورها وهمومها . وكلاهما الأول والثاني هما في حالة من الاندماج والتضافر لايمكن فصل أحدهما عن الآخر . ما يعني التطابق مع الصفتين الأساسيتين للزعامات التاريخية في القرن الماضي . وهم بإيجاز شديد .. الالتزام بالوطن .. والالتزام بالشعب . وخلاف ذلك ، لن تكون زعامة لأحد . ولن تكون الزعامة المصنعة حسب تقنيات ومصالح خارجية إلاّ زبداً .. يتلاشى مع أول اهتزاز للوعاء الحاضن له .
العملية التنافسية الدولية ، الجارية حول وفي البلدان العربية ، وخاصة البلدان التي استهدفها الإرهاب الإمبريالي الدولي ، لن تساعد على أن يتم بسرعة وسلاسة القضاء على الخواء السياسي التعسفي القديم والمتمدد بالإرهاب الدولي ، وعلى استرداد السياسة ، وعلى إنتاج زعامات جديدة ، تعرف كيف تتحرك مع القطاعات الشعبية ، وتعرف كيف تعبيء القوى للقضاء على العدوان والإرهاب الدولي ، وتعرف كيف تصنع انتصارات تاريخية حاسمة .. لكن عليها أن تواجه هذا التحدي أيضاً . لابد أن ينتج .. عن هذا المخاض السياسي العنفي الاستثنائي في التاريخ العربي الحديث .. زعامات وطنية تحررية ديمقراطية محورية .. تستحقها الشعوب العربية .. ضمن الشرط الظرفي والواقعي والتاريخي . للزعامة التاريخية طريق واحد ، هو الالتزام بالشعب والوطن .. هو إنقاذ الوطن من العدوان والإرهاب .. والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً .. وإزالة آثار الحرب والدمار والدماء والجراح .
#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الساسة والسياسة ومكامن الفشل
-
الأم والأسطورة والحياة
-
الاعتماد على الذات الوطنية أولاً
-
المرأة السورية وحقوقها والحرب
-
الانحطاط الشامل والاختراق الممكن
-
جدلية حقوق الوطن وحقوق الإنسان
-
بانتظار معجزة
-
فشل - جنيف 2 - .. وماذا بعد ؟
-
السوريون بين الصفقة والحل السياسي
-
على عتبة مؤتمر جنيف 2
-
حرب أمراء الحرب
-
آن أوان النهوض من الإحباط والدمار
-
لمن تقرع أجراس الميلاد ..
-
الوطن .. والحرية .. والجريمة
-
الرهاب الأزرق - إلى من أعطى دمه .. وعمره .. للحرية -
-
تراتيل سورية .. الوطن مرة ثانية بين الوحدة والتقسيم
-
تراتيل سورية .. مقدمة لحوار تحت النار
-
تراتيل سورية .. التحالفات السياسية 2 / 2
-
تراتيل سورية .. التحالفات السياسية 1 / 2
-
يوم للطفل السوري
المزيد.....
-
رسالة جديدة من أوجلان إلى -شعبنا الذي استجاب للنداء-
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 31 مارس 2025
-
حزب التقدم والاشتراكية ينعي الرفيق علي كرزازي
-
في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية
-
محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية ا
...
-
القضاء الفرنسي يدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان باختلاس
...
-
م.م.ن.ص// في ذكرى يوم الأرض: المقاومة وجرح الكون النابض
-
محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي
...
-
في ذكرى يوم الأرض: شعب يستشهد محتضنا أرضه لن يُهزم
-
مسيرات بإسبانيا تضامنا مع فلسطين بذكرى يوم الأرض
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|