|
نجيب محفوظ بين الدين والفلسفة المثالية
احمد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 15:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يوجد عالم بلا فلسفه ولا عالم بلا دين .. فمنذ أوائل المجتمعات الانسانيه كان للانسان تصوراته الخاصه عن الدين وكانت له فلسفاته .. فالدين ايمان يقينى وتصور عقائدى للكليات والفلسفه مفهوم كلى عن العالم والانسان .. ولما كان عالم نجيب محفوظ عالما حقيقيا فكان للدين والفلسفه مكانا واضح فيه , مكان يؤكد انشغال هذا الفنان بهما وعمق تقديره لهما وقد وضح هذا من خلال شخصياته مثل ( كمال عبدالجواد فى الثلاثيه .. والشيخ على الجنيدى فى اللص والكلاب .. وعمر الحمزاوى فى الشحاذ ..) بل وفى كل ما كتبه نجيب محفوظ نلحظ انشغاله بقضايا فلسفيه معينه كالدين والموت والحريه والقدر والجنس
تخرج نجيب محفوظ من كليه الاداب قسم الفلسفه عام 1924 وبدأ حياته كاتبا للدراسات الفكريه شارا للمدارس والقضايا الفلسفيه المختلفه منشغلا بعدد من القضايا الكبيره التى أرقته منذ شبابه ومازالت تلح عليه فى كل أعماله .. واذا تعرفنا عى المقالات التى كتبها محفوظ فى مطلع حياته لوجدنا أن القضايا الفلسفيه والدينيه تحتل وجدانه وان استطاع أن يصل لحلول لبعض هذه القضايا وأن يصل للبعض الاخر الى طريق مسدود .. أبرز تلك الكتابات التى كتبها وهو لم يتجاوز العشرين كانت فى مجله المجله الجديده لسلامه موسى بدراسه جريئه عن الله وأخذ يتناول فيها فكره الله كفكره مجرده عرفها العقل البشرى منذ ميلاده وحاول الفلاسفه كل منهم بوسيلته وفهمه الخاص أن يتعرفوا عليها .. ويعرض لنا أراء كثير من الفلاسفه بدءا من افلاطون مرورا بأرسطو وأفلوطين والرواقيين والابيقوريين ثم المحدثين أمثال ديكارت وسبينوزا وليبتنز.. وعبر كل تلك المناقشات ستقودك الى أن طريق البرهان الفلسفى على تلك القضيه لا يشفى غليل المتعطش الى حقيقه صلبه ولا ينقذ الشكاك من وهاد الضلال وسط خضم هذه التصورات المختلفه التى تقول بالحلول تاره وبالجوهر المستقل تاره .. فلا يدرى أهو بأزاء قوه مفارقه لهذا العالم أم مرافقه له مندفعه فيه ..
ثم يتابع الالحاح على هذه القضيه مره أخره فى مقاله ( فكره الله فى الفلسفه ) حيث يناقش تصورين مختلفين عن الله .. تصور عالم الاجتماع وتصور الصوفى .. فيعرض فيها لرأى عالم الاجتماع أميل دوركايم الذى يرجع تلك الفكره الى فكره المقدس الاجتماعى فى ضمير المجتمع منذ أوائل العصور ويرى هذا المعبود يترجم من رو الجتمع وقداسته وتشتق روحه منه .. ويناقش محفوظ هذا الرأى بل ويعترض عليه باحتواء الله على ما يتجاوز حدود الاطار الاجتماعى الضيق ويتخطيها لحدود المنفعه الاجتماعيه بمعناها الضيق على الكثير من القيم الساميه التى تعلو على قدرات المجتمع والتى لابد لها من منبع سواه .. سواء كان من السماء أم فى جوهر النفس البشريه
وينتقل نجيب بعد ذلك الى عرض رأى الصوفيين فى التعرف على الله عارضا لاراء باسكال وبرجسون .. ولكنه أيضا يقول فى نهايه الدراسه انه لم يرتاح الى أى من تلك الاساليب ومؤكدا اعتصامه مره أخرى بصخره الشك أو تعذبه بها فهو يقول ( والان فلنسأل أنفسنا هذا السؤال .. ما الذى تتركه فى النفس جميع هذه الاراء من الاثر ؟ .. أن البراهين العقليه تمهيد حسن ولفت قيم ولكنها لا تبلغ بالانسان درجه الاعتقاد الحقيقي وانى أجد نفسى بعد الاطلاع عليها يث كانت من القلق والاضطراب.. أما الرأى الصوفى فيقف الانسان حياله مكتوف الايدى لانه ياه لا يشعر بها الا من يحياها ولكن تجربته تشمل الياه بأسرها وهى أعز من أن يجازف بها الانسان )
واستمر نجيب محفوظ فى رحله بحثه بمقال بعنوان ( فلسفه الحب ) حيث ربط بين فكره الحب والكمال وبين جوهر الكمال وفكره الله ويؤكد فى نهايه المقال انه ( لما كانت الصفات الكامله كثيره متباينه .. سعى العقل الى الكشف عن الوحده المشتركه فيها .. بحث عن الاصل الاول لجميع هذه الكمالات ووجد ضالته فى الله .. فالله وده هو أصل الكمالات وهو تبعا لذلك أصل الحب .. ونحن نوزع الحب على الاشياء تبعا لقربها منه أو بعدها عنه .. ومن هنا أتت قدسيه الحب)
وتتابعت مقالاته الفلسفيه التى توضح بأنه فيلسوف مثالى .. وهذا يتضح خلال عدد من المقالات أهمها الحب والغريزه الجنسيه .. فلسفه برجسون والتى تحدث فيهم عن الطاقه الروحيه الكامنه فى فلسفته والابعاد المختلفه لفكرته عن الوثبه الحيويه وعن ردوده القويه على فلسفات القرن 19 الماديه وتقويضه لدعائمهم .. وتطورت فلسفه محفوظ المثاليه فأخذ يتحدث فى مقالاته عن الفكر الوجودى وتناول مؤسسيها الكبار وليم جيمس وجون ديوى وكتب عن المجتمع والرقى البشرى تحدث فى هذا المقال عن فلسفه نيتشه فى الاخلاق ونظريته عن أخلاق الساده وأخلاق العبيد وناقش أيضا فكره الاخلاق وقوانين الطبيعه عند سبنسر وكتب أيضا مقال عن ( الفلسفه عند الفلاسفه ) تحدث فيها عن معنى الفلسفه وتطور مفهومها الاصطلاحى خلال اضافات رجالها الافذاذ وعبر رحلتها الطويله وتتبعها بمقال ماذا تعنى الفلسفه تناول فيها دورها ومجالات بحثها والاسئله الاساسيه التى تحاول الاجابه عليها ..
وفى مقاله السيكلوجيا واتجاهاتها وطرقها قدم لنا سعى السيكلوجيا لان تكون علما خاصا ومحاولتها الاستقلال عن الفلسفه وفى مقال الحياه الحيوانيه والسيكولوجيا تحدث عن موقف الفلسفه من النفس العاقله والنفس الشهويه فى تأثير واضح للفلسفه المثاليه عليه .. وأيضا ثنى على اراء برجسون فى هذا المجال ثناء كبيرا
وفى مقال الحواس والادراك الحسى نجده يعرف القارئ بعلم النفس التجريبى ويحلل الاساليب المختلفه لاتصالنا بالعالم الخارجى وتطور فكرتنا عنه .. وفى مقال الشعور يقدم لنا دراسه فلسفيه أكثر منها نفسيه حول هذا الموضوع
وفى كل تلك المقالات نلمس احتفاء واضح بالعقل وتأكيد للجوانب العقليه فى شتى القضايا وتوق كبير الى الاقتناع العقلى والى الوصول الى اجابات شافيه عن شتى الاسئله التى تداعب العقل فى مرحله النضج .. ولذلك كان له مقالات أيضا عن ( نظريات العقل .. اللغه .. الفن والثقافه ) تحدث فى الاولى عن رحله النزعه العقليه وصراعها مع النزعات الاصوليه المتحجره وعن أصول الفلسفات العقليه ونشأتها منذ سقراط وأفلاطون وأرسطو مرورا بديكارت كنقطه تحول هامه فى هذا المضمار ثم مناهضى المدرسه الديكارتيه مثل لوك وهيوم حتى يصل بنا الى سبنسر ودوركايم وهو يناقش فى الحقيقه طوال تك الرحله ليس تطور النزعه العقليه فقط بل النظريات المختلفه للمعرفه ..
أما مقاله الثانى عن اللغه فأنه يحاول اراقه الضوء على تلك الكلمه .. ذلك المخلوق الساحر الذى لا يرقى اليه الكفر أو الجحود .. فيدرس اللغه دراسه فلسفيه حيث أصلها وعلاقتها بالفكر محللا سير اللغه من المحسوسات الى المجردات عارضا لاراء عدد كبير من الفلاسفه حول هذا الموضوع منتقلا بين اراء علماء اللغات من دى يوسى ومان دى بران وصولا لماكس موللر الذى أراد أن يجعل اللغه علما طبيعيا هو ورينان .. محددا مدى تعبير اللغه عن حقائق الاشياء وطبيعه العلاقه بين الفكره واللغه أيهما يخلق صاحبه ؟ وهل ترجع اللغه الى أصل الهى كما يقول المثاليون أم اصل انسانى كما يقول الاجتماعيون ؟ ثم يعرض دور علمى فقه اللغه المقارن والفسيولوجيا فى هجره العلماء لمسأله اللغه والتركيز على وظيفتها باعتبارها شيئا حيا يخضع لقوانين الحياه حتى يسلمها الى علماء الاجتماع وعلم النفس
أما دراسته الثالثه عن الفن والثقافه فهذا المقال هو أخر مقال كتبه نجيب محفوظ قبل أن يهجر الدراسات الفلسفيه والفكريه وينصرف الى كتابه القصه القصيره ثم الطويله .. وفى ذلك المقال يتضح بشده مدى تأثره بالفلسفه المثاليه .. فهو يبدأ مقاله متحدثا عن وظيفه الفن وماهيته ومفاهيمه المختلفه ومدارسه ثم يعترف فى نهايته بأهميه العلاقه بين الفن والعلم والفلسفه وأهميه الاخير فى توسيع أفق الفن بما يعمق أثره فى الوجدان عندما يقول ( ان وظيفه الفن أن يسمو بالنفس الى سماوات الجمال .. وأن يلتقى بوجدان الفرد مع وجدان الجماعه الانسانيه فى شعور واحد وأن يسلك شخصيه الانسان فى وحده عامه تضم اليها أعماق الارض وطبقات السماء وهو لن يؤدى مهمته أكمل الاداء مالم يؤاخ بين نفسه وبين العلم والفلسفه ).
بهذا الموقف الواضح دخل نجيب محفوظ الى عالم الفن مسلحا بزاد كبير من الثقافه الفلسفيه والدينيه مستفيدا بالعامين الذين قضاهما فى الاعداد لرساله الماجستير عن مفهوم الجمال فى الفلسفه الاسلاميه .. واستطاع بحثه فى الفلسفه الاسلاميه أن يزاوج فى أعماقه بين قضيتى الدين والفلسفه وأن يجد بعض الاجابات عن الاسئله التى ألحت عليه فى مقالاته ذلك لان الفلسفه الاسلاميه لها طريقه مميزه فى البحث فهى تعنى بمشكله الوحده والتعدد , الصله بين الله ومخلوقاته .. وتحاول أن توثق بين العقل والنقل .. بين الحكمه والعقيده .. وتبين لناس أن الوحى لا يناقض العقل فى شئ وأن العقيده اذا استنارت بنور الحكمه تمكنت من النفوث وثبتت أمام الخصوم .. وأن الدين اذا تأخى مع الفلسفه أصب فلسفيه كما تصبح الفلسفه دينا ..
ومنذ تلك المرحله طوى محفوظ الفلسفه جانبا وعكف على الادب لكن ظلت الرؤى والقضايا الفلسفيه تنبض تحت جلد الاحداث والشخصيات الروائيه .. وعندما نتناول قضيه الدين لدى نجيب محفوظ سنجد أن النتيجه المغلفه بالحيره والشك التى انتهى اليها فى دراسته عن الله مازالت تترك ظلالها عليه ففى قصته القصيره جنه الاطفال عام 1968 حيث يكتشف الاب فيها انه مازال صغيرا ازاء هذا اللغز المحير وانه عاجز عن تقديم اجابه لطفلته الصغيره حول سبب الذى تفترق عن صديقتها ناديه المسيحيه فى حصه الدين , وحول ماهيه الله وطبيعته وموقفنا منه وحول الثواب والعقاب والخير والشر والموت.. هذا لا يعنى أن محفوظ ظل واقفا عند هذه النقطه ولكنه يعنى أنه متفق مع الشاعر القديم سيمونيدس عندما طلب منه الملك هييرو أن يصف له الله فالتمس منه يوما مهله وفى اليوم التالى التمس من الملك أن يمد المهله ليومين .. ثم فى اليوم التالى الى أربعه .. وهكذا .. حتى عجب الملك من ازدياد عدد الايام فسأله فأجاب الشاعر بأنه كلما فكر فى الامر أزدادت أسباب الغموض ) ..
فتلك القضيه تزداد تعقيدا كلما بحثنا فيها وتعمقنا فى استقصائها وقد استطاع محفوظ أن يقدم حول هذه القضيه فى عالمه الروائى عدد كبير من الاجابات .. ونجد هذا أيضا خلال روايه القاهره الجديده فى المواجهه بين مأمون رضوان وعلى طه .. فى تلك المواجهه قدم نجيب محفوظ أول معالجه اجتماعيه للدين فى عالمه عندما وضع دين على طه الاجتماعى فى مواجهه دين مأمون رضوان الميتافيزيقى وانتصر للاول على حساب الثانى وهى نفس المواجهه بين أحمد عاكف وأحمد راشد فى خان الخليلي وهنا احتدت المناقشات فى مناظره حاميه يستهدف كل طرف فيها هزيمه الاخر .. وهتف أحمد عاكف مستعينا بكلمات أخوان الصفا ساخرا من استهزاء زميله فيقول ( ان فى الدين ظاهرا حسيا للعوام وجوهرا عقليا للمفكرين .. فهناك حقائق لا يضيق المثقف بالايمان بها مثل الله والناموس الالهى والعقل الفعال ) ولكن أحمد راشد والذى يرى بأن لعصرنا أنبياء ومصلين جدد كداروين ونيتشه وفرويد وماركس .. وأن العلماء المعاصرين يعلمون بما فى الذره من عناصر وبما وراء عالمنا الشمسى من ملايين العوالم .. فما جدوى التفكير فى قضايا لا يمكن أن تحل وفى أيدينا مسائل لا حصر لها يمكن بل ويجب أن تحل .. هكذا يسقط راشد القضيه الميتافيزيقيه لصالح القضيه الاجتماعيه
لكن ماذا نفعل هنا ؟ هل نقف مثلما وقف راشد ونسقط الافكار الميتافيزيقيه ؟ هل فعل هذا محفوظ ؟ .. هل نهتف مع نيتشه بموت الله ؟ أم نقول مع باسكال بأن هناك حقيقتين الاولى بأن الله موجود وأن الناس قادرون على ادراكه والثانيه بأن هناك فساد فى الطبيعه جعلهم غير جديرين به .. أم نقول مع اينشتاين بأن الشعور الدينى الذى يقود الانسان الى استشعار كليه الوجود كوحده زاخره المعنى .. وهذا الشعور الدينى هو الحافز الاقوى والانبل على البحث العلمى وهو ايمان عميق بعقلانيه بنيان العام ودهشه ذاهله أمام اتساق قوانين الطبيعه ) .. أمام كل تلك الاراء كيف تطور فكر نجيب محفوظ الدينى؟ ..
هذا ما نراه فى موقف كمال عبد الجواد فى الثلاثيه .. التساؤلات المرقه والوقوف على الحافه المتأرجحه التى لا تفضى الى شئ .. والمعاناه المريره حيال لطمه الاكتشاف القاسيه .. ازاء الوقوف أمام الحقيقه العاريه والاصطدام بأن قبر الحسين الذى تحرق أمه بخور عواطفها كل يوم والذى تذوب له وجدا وتقديسا ليس الا قبرا خاويا وهاهو يقول لنفسه ( لقد ثبتت عقيدتك طوال العامين الماضيين أمام عواصف الشك التى أرسلها المعرى والخيام حتى هوت عليها قبضه العلم الحديديه فكانت القاضيه .. على أنى لست كافرا فمازلت أؤمن بالله أما الدين .. ما الدين ؟ فقد ذهب كما ذهبت رأس الحسين ) .. لكنه لا يلبث أن يعزى نفسه بالبديل ويقول بأن الدين الحقيقي هو العلم هو مفتا اسرار الكون وجلاله , وو بعث الانبياء ايوم ما اختاروا سوى العلم رساله لهم .. فها هو كمال عبدالجواد يؤمن بالعلم ومازال مؤمن بالله لكن فكره الله بمعناها المجرد .. اله أخر هذه المره .. اله غير الذى ورثه عن الاباء .. الله نفسه لم يعد الذى عبده قديما .. انى اغربل صفات ذاته لانقيها من الجبروت والاستبداد والقهر وسائر الغرائز البشريه ..
ولو تابعنا كمال عبدالجواد ورحلته مع الدين فى السكريه لتلمسنا بذور الشك وهى تلتهم البقيه الباقيه من الايمان لكنه لا يزال فيلسوفا مثاليا فهو يقول ( تحمست للفلسفه الماديه ثم لم ألبث أن حركت رأسى مرتابا .. وتحمست للفلسفه العقليه ثم لم ألبث أن حركت رأسى مرتابا .. فالفلسفات قصور جميله هائله لكن لا تصلح للسكنى أما العلم فهو دنيا مغلقه لا نعرف الا بعض نتائجها القريبه ثم أطلعت عى اراء نخبه من العلماء يرتابون فى مطابقه الحقيقه العلميه للحقيقه الواقعيه واخرين ينوهون بقانون الاحتمال وغيرهم ممن تراجعوا عن ادعاء الحقيقه المطلقه.. حتى مغامرات الروحيه غرقت فيها حتى أذنى .. لكن رأسى مازال يدور فى فضاء مخيف .. ما الحقيقه .. ما القيم .. ما أى شئ ( العدميه ) انى أحيانا اشعر بتأنيب ضميرى لفعل الخير الذى أشعر به عند الوقوع فى الشر هكذا ضاعت منه الحقيقه ولكنه مضى فى طريقه تحت هجير الشك ونيران الضياع يتأمل هذا العالم الذى يمضى ويتحول دون أن يعبأ بشكوكه أو تعذبه بأسئلته المستعصيه على الحل .. ولعل هذا الشك الذى فيه كمال عبد الجواد تحول الى نوع من الهروب كالتصوف أو الايمان السلبى بالعلم .. هروب من الواقع بعد سجن ابنى شقيقته ..
وليس معنى هذا أن نجيب محفوظ بفلسفته يتنكر للتصوف والفلسفه المثاليه لالا .. فقد دافع عنها لكن بمعناها الحقيقي فى الشحاذ لان التصوف القيقي ليس هروبا من اواقع ولا عزوفا عن المشاركه لكنه رغبه ظامئه فى الاندماج فيها .. وتشوف دائم الى الاتساق معها .. فالانسان ظل طريقه القويم بعد ما أعيته الحيل فلاذ بالتصوف عله يعثر عى الحقيقه من هذا الطريق .. وهنا يؤكد محفوظ بأن لا سبيل أمام الانسان سوى الارتداد الى الواقع لا هجرته ولكن البحث فى جوهره عن كل الحقائق التى يبتغيها .. مقتربا هنا كثيرا من فكره وحده الوجود التى طرحها سبينوزا ..
#احمد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعم لقد تغيرت .. نعم لم أعد تقليديا
-
الحياه .. لد طه حسين
-
تحليلي لفيلم Gravity
-
هل تعلم المدرسة المصرية هذا.. هل يعلمون أطفالنا هذا فى المدا
...
-
مستقبل الثقافه فى مصر بين د طه حسين وسيد قطب
-
رساله من د فرج فوده الى قاتله .. أنا أعرفك
-
لكى لا ننسى .. المذكره التى بناء عليها تم حل جماعه الاخوان ا
...
-
نداء لكل الليبراليين المؤيدين لابوالفتوح .. افيقوا يرحمكم ال
...
-
حكومه اسلاميه ودستور اسلامى !!
-
ماذا جرى لمصر
-
المواطن
المزيد.....
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
-
حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب
...
-
ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر
...
-
ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين
...
-
قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم
...
-
مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط
...
-
وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|