أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح كرميان - عن الانتهازية والانتهازيون















المزيد.....

عن الانتهازية والانتهازيون


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 320 - 2002 / 11 / 27 - 02:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

/ سيدني

في الظرف السياسي الراهن والاحتمالات المتوقعة على الساحة السياسية في العراق، يجدر بكل المخلصين لمصالح الجماهير العريضة من المثقفين والسياسيين المعنيين بمسقبل العراق، الانتباه الشديد الى أحد اخطر الامراض السياسية والاجتماعية التي طالما لعبت ادوارا سلبية خطيرة في انحراف مسيرة الجماهير التواقة الى الخلاص من الانظمة القمعية التي سلطت قبضتها على مقدراتها لعقود من الزمن وحالت دون التعبير عن ارادتها وتمتعها بالحرية والعيش بسلام، الا وهي الانتهازية.
 كان هناك وجود للانتهازيين على مر العهود، فحالما كانوا يجدون الفرص مؤاتية لهم كانوا يندفعون لاقتناصها ويتلونون كالحرباء دون خجل وحياء باقنعة مختلفة. أن الفرد الانتهازي مجرد من من اي مبدأ او عقيدة او فكرة او مذهب معين وسرعان ما يبقلب على ادعاءاته ولا يمانع من الخروج عن الجماعة التي يدعي الانتماء اليها ويتصف بصفات الغدر والخيانة للفئة أو الحزب الذي ينتمي اليه او حتى لبني جلدته او لابناء شعبه. وهناك أصناف من الانتهازيين يبدون مهارات كافية لللعب على الحبال متى حتمت عليهم مصالحهم الذاتية، فالانانية هي الصفة البارزة لدى امثال هؤلاء. فمنهم من يلبس ثوب التقدمية والعلمانية تارة واخرى ينحاز الى مذاهب وفئات رجعية او يدّعي الوطنية في حين يلهث وراء المخططات الاجنبية بحجة أن الخلاص من الدكتاتورية والسلطة الدموية لا يمكن تحقيقها الاّ بالتدخل الاجنبي، رغم ادراكهم ان الدكتاتورية ارست دعائمها ونفذت سياساتها بمساندة ودعم القوى الاجنبية التي رأت في النظام الفاشي خير وسيلة لتفيذ السيناريوهات التي ترسمها لتحقيق مصالحها.

اقبل النظام الدموي لصدام حسين منذ بداية عهده على الانتهازيين والوصوليين واستفاد بشكل ملفت للنظر من خدماتهم في كثير من المجالات وخاصة في التعرف على سياسات ونهج المناوئين له من الاحزاب والتيارات السياسية وكذلك في رفد آلته الاعلامية واجهزته القمعية والجاسوسية. برزت الى الوجود كثير من العناصر الانتهازية من الكتاب والشعراء والاعلاميين وحتى الاكاديميين والكوادر الادارية والفنية في المجالات المختلفة وانضموا الى صفوف حزب السلطة واصبحوا اداة طيعة في تنفيذ مآربها مساهمين بشكل فعال في خداع الجماهير بأضفاء صفة التقدمية والوطنية على نهج السلطة. فكان منهم من يقدم خدماته للسلطة من اجل الحصول على منافع مادية من الهبات و( المكرمات ) أو بغية تبوء مناصب رسمية او من اجل تحقيق الشهرة، وقد قدمت مؤسسات السلطة المختلفة امتيازات تلو الاخرى لهؤلاء للاستفادة من امكاناتهم بل وشجعت وغذت روح الانتهازية لدى الكثيرين ودأبت على شراء الذمم لاحكام سيطرته على البلاد، وكانت لتلك العناصر اللانتهازية اكبر دور في تقوية السلطة وادارة مؤسساتها فلولاها لما دامت تسلطها على رقاب الشعب الى يومنا هذا.

في اعقاب الانتفاضة الجماهيرية التي عمت الجنوب العراقي وكردستان عام 1991 والتي ادت فيما بعد الى انسحاب الادارات الحكومية من كردستان وتولي الاحزاب الكردية السلطات فيها. انتهزت العناصر الانتهازية الكردية منها خاصة الفرص التي اوجدتها ظروف ما بعد الانتفاضة، فتسارعت تلك العناصر الى خلع ثوبها القديم وتبرأت عن ادوارها التي لعبتها في تنفيذ سياسات السلطة القمعية التي مارستها بحق جماهير كردستان من عمليات الابادة والتشريد والتدمير والارهاب المنظم عندما رأوا بأم اعينهم أن غضب الجماهيرقد هز اركان النظام الذي كانوا ينعمون من بركاته وان نهايتهم قد ستكون مع نهاية النظام الايل الى السقوط نتيجة الاحداث التي تعاقبت، اداروا ظهورهم والتجأوا الى الاحزاب الكردية التي رحبت بهم بغية تقوية نفوذهم في الصراع الدائر لاشغال الفراغ السياسي مستفيدين من الظروف الاستثنائية والعفو العام التي وفرته لهم سلطات الاحزاب السياسية بحجة استبباب الامن وتناسي احقاد الماضي، وقد تمكنت عناصر انتهازية كانت لهم سجلات حافلة بالاجرام والخيانة من المتاجرين بدماء الابرياء من حملة النياشين والانواط واشباه المثقفين من الكتاب والشعراء وغيرهم من المداحيين والمتملقين وضعاف النفوس والذين كانوا  يسبّحون بحمد النظام الى التغلغل الى مراكز ومواقع مهمة على الرغم من تاريخهم الاسود و نبذهم من قبل جماهير الشعب الكردي.  

عودة الى الظرف الراهن، فمن الملاحظ ان مجاميع كبيرة من العناصر الانتهازية قد تركت صفوف النظام سيما في السنوات الاخيرة وتحاول بكل السبل الظهور في المحافل السياسية والسباحة مع التيار. فنرى من يندفع منهم بقوة مع المخططات التي ترسمها القوى الاجنبية لعراق ما بعد صدام او يحاول التودد من الاحزاب التي لها ادوار مهمة في السيناريوهات المستقبلية المرسومة. وكثيرا ما يتوهم البعض منا في تقييم النشاطات المحمومة التي يبدونها في المناسبات العديدة التي يحاولون اظهار وجودهم للتغطية على ادوارهم السابقة في خدمة النظام والتي كانت لها اثارها الوخيمة في تقوية النظام الاستبدادي حتي ولو كانت بالانتماء الشكلي الى حزب السلطة كما يحلو لبعض منهم التقليل من اهمية تلك الادوار. ان الذي رسخ قلمه وفكره وخبراته لخدمة النظام اوانتمى الى صفوف الحزب الذي لم يعني الانضمام اليه غير الولاء للطاغية حبا للذات وتعبيرا عن الانانية المقيتة، لايجوز له التشدق بالوطنية والاخلاص للشعب. ان الواجب الانساني ومصالح الجماهير الكبرى يحتم على كل من المثقفين والكتاب والسياسيين الشرفاء العمل على كشف وفضح تلك العناصر الانتهازية والوصولية في محاولاتها الدؤوبة لخداع الجماهير والظهور بادوار مزيفة لتحقيق مصالحها الذاتية.
 وانها دعوة صادقة الى الاخوة الكتاب والباحثين والسياسيين المخلصين لقضايا الجماهير للمساهمة الفاعلة في اغناء هذا المجال.

27/11/2002



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين دور الاحزاب السياسية من المعايير المزدوجة في قرار 1441
- مبادرة الدكتور كاظم حبيب .. موقف انساني مسؤول تجاه ضحايا ا ...
- العراق بين المطرقة الامريكية وسندان النظام .. والبديل الامثل ...
- تموز اسود ... ام حقد اتاتوركي اسود
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- لا.. لأصوات لا تمثل المصالح الحقيقية لتركمان العراق
- حول تشريعات الحكومة الاسترالية الجديدة بخصوص " مكافحة الارها ...
- شؤون وشجون الجاليات الكردية
- ماذا يهدف وفيق السامرائي من تصريحاته حول توطين الفلسطينيين؟
- لولا الخزرجي وأمثاله لما دام صدام


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح كرميان - عن الانتهازية والانتهازيون