رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 00:47
المحور:
حقوق الانسان
حق طبيعي و مقدس ، اكدت عليه الاديان و تعاليم الرسل و الخيرين المصلحين فمهدوا السبل و شرعوا السنن و القوانين لحماية هذا الحق و تعزيزه بكل الحجج التي تتيح للانسان حرية التمتع بهذا الحق بميزان يساوى بين الجميع .
هذا الحق بدا غريزيا مع الانسان و نما وتطور بنماء و تطور عقله و مداركه و حاجاته ، بشكل صار فيه لجوء و احتماء الانسان بكل الوسائل التي تحمي له هذا الحق من غير تجاوز و انتهاك لحقوق الاخرين ؛ حقا مشروعا .
وهكذا فان كل البنود المدرجة في متن الشرعة العالمية لحقوق الانسان تصب في هذا الاتجاه ، اي حماية الحياة الانسانية (بكل افكارها و ابداعاتها و تطلعاتها وامالها و طموحاتها ) التي تحقق التقدم و السعادة و الرفاه على مستوى الافراد و الجماعات .
لكن ميزان العدل بين افراد المجتمع البشري بقى مختلا و لم يستقر في عالمنا الذي لايزال يعاني فيه بحدة الكثير من ابناء المجتمع البشري لانتهاكات قاسية و ظالمة لحقوقهم في الحياة ، ومن قوانين شرعها اشرار يرون في حق الاخرين في الحياة الحرة الكريمة انتهاكا لسلطتهم الهمجية وتحديا لنزعاتهم العنصرية المستبدة للهيمنة و التحكم برقاب الناس .
ان تاريخ الانسانية يسرد الكثير من القصص و الوقائع الماساوية لشعوب و جماعات انسانية اندثرت و زالت و اخرى سادت و طغت ، و الى عصرنا هذا لايزال هناك من يناضل باستماتة من اجل ابسط حقوقه الاساسية في الحياة .. و لا يزال البعض في عالم القرن الحادي و العشرين يرفضون للكورد ( مثلا) حقهم في الحياة .. فهذا الشعب و لمجرد خصوصيته الاثنية و انتماؤه لجغرافية حساسة على خارطة فيها جذوره و منبته ؛ تعرض على مدى اكثر من قرن من الزمان امام انظار العالم و وسط صمته ، الى اشرس و ابشع سياسات التقسيم و حملات الابادة و التشريد و التدمير لدياره ، و راحت الالاف المؤلفة من ابنائه ضحايا مظلومة لتلك السياسات العنصرية الاجرامية .
و السؤال الذي يطرحه الكورد على الاخرين اليوم ، هو عن حقهم الطبيعي الحضاري المشروع في العيش بسلام و امان ، و عن الضمان الذي يحمي لهم حقهم هذا من تجاوزات و انتهاكات الاخرين ؟
ان حق تقرير المصير هو العماد الذي يمنح حق الكوردي في الحياة معناه و قيمته ، و اي موقف يتعارض مع هذا الحق ليس الا رفض عدائي و عنصري لا انساني لحق الكورد في الحياة ..
و نتساءل أيضا .. اليس من الافضل للنظم و الحكوما ت و القوى الفكرية و السياسية في العالمين الاسلامي و العربي الاقرب الى الكورد ، ان تكون هي السباقة لمؤازرة و اسناد هذا الحق المشروع ؟ خصوصا ان لها مع الكورد من الروابط التاريخية و الاجتماعية المشتركة ما يمكن ان تكون اسس قوية و متينة لبناء حالة تعايش سليمة و عادلة ينعم الجميع بمردوداتها الايجابية بأمان و سلام ..؟
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟