|
المصالحة مع الإخوان .. لماذا , وكيف ؟
حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 22:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم يكن الأخوان المسلمون قد برحوا تاريخهم الدموى بعد عندما تـأسست حركات مثل كفاية , و 6 إبريل وهى الحركات التى تأسست قبل 25 يناير بسنوات عبر أسس شبه جبهوية تضم أطراف من ناشطى الطيف السياسى المصرى وخاصة هؤلاء الشباب الذى ضاق ذرعا بالهامش الشياسى المحدود للحياة السياسية ذلك الهامش الذى كان يتصدق به النظام الحاكم على الاحزاب السياسية المصرية بحيث يحتفظ بها على هامش الفعل وعلى هامش الحركة داخل المكاتب والمقرات وفى حدود ماهو مسموح من إصدار جرائد تعبر عنها ولا مانع من كون بعضها تستطيع عقد بعض المؤتمرات والإحتفاليات داخل مقارها -( وربما بعض مايمثل تفريغ الطاقات الإيجابية للبعض منهم من ممارسة كافة الوان التنافس و الصراع الداخلى تحت سقف وجدران هذه الكيانات عوضا عن الحركة الحقيقية داخل المجتمع المصرى ) - .. تواجد الأخوان المسلمون فى القلب من هذه الحركات التى تشكلت كرد فعل على هذا التضييق فى مساحات الحرية السياسية وإزدياد الطابع البوليسى للنظام الحاكم الذى كان قد أحكم قبضته على كل شئ فى البلاد من ناحية وراكم وعمق فساده وتبعيته وسياساته المرفوضة من غالب شرائح طبقات الشعب المصرى من ناحية أخرى .. لم يكلف أحد نفسه - من قيادات وأعضاء تلك القيادات - عناء مناقشة الموقف وجود الإخوان داخل هذه الإصطفافات الإحتجاجية ( الثورية من حيث أهدافها المعلنة ) فات الجميع وقتها أن يتسائل : هل الإخوان قوى ثورية ؟ لم نسأل عن موقف الإخوان من قضية الوطنية كثابت سياسى يحدد دائما نقطة المرور الأولى الى أى إصطفاف وطنى ... لم يطلب هؤلاء من الإخوان مراجعة تاريخهم الدموى والإعتذار عنه وكذا إعمال النقد الذاتى لتلك الأفكار التى انتجت العنف والجرم فى حق الشعب المصرى قبل ثورة 23 يوليو وبعدها .. لم يطلبوا منهم إعمال المراجعات بشأن الأفكار التى تتناقض مع ثوابت الوطنية المصرية وكذا مراجعة أفكارهم حول الحكم والديمقراطية والحياة المدنية .. وكانت النتيجة أننا فى 25 يناير 2011 كنا أمام إصطفاف ثورى يحمل داخله تيارا أساسيا لاينتمى لمنطق الثورة ( ليس وفقا لم كان يعلنه لحظتها , وإنما وفقا لقناعاته التى تخالف أية فعل ثورى بإعتبار أن الثورة فعل تقدمى دائما يهدف للتغيير إلى الأمام بينما هم وفقا لقناعاتهم الأساسية أصحاب مذهب التغيير إلى الخلف , وربما الخلف البعيد جدا حيث الخلافة الإسلامية ) كنا أمام إصطفاف فى القلب منه فصيل لايؤمن حسبما جاء فى أدبياته بالهوية الوطنية المصرية للإنسان المصرى ويرى ذلك بدعة وضلالة تستحق النار ( على حد تعبير سيد قطب المرجعية الفكرية الثانية بعد حسن البنا والذى أعاد صياغة أفكار حسن البنا حول الهوية وأفكار إحياء الخلافة الإسلامية وإعتبار أن علة المجتمع المصرى تكمن فى جاهليته وأن التمسك بقيم الوطنية وثوابتها ماهى إلا جزء من هذه الجاهلية التى ينبغى العمل على تخليص المجتمع المصرى من شرورها ) .... وهكذا لم يفطن أغلبنا الى خطورة هؤلاء على الإصطفاف الوطنى وهانحن أمام نفس الخطأ ثانية .. عندما يتحدث البعض من الليبراليين ( عبر عنهم د. حسن نافعه وآخرون ) وبعض الحقوقيين وبعض اليساريين الذين أفسدتهم بعض منظمات التمويل الحقوقى و بعض القوميين ( الذين تحالفوا معهم فى برلمان مابعد 25 يناير ودخلوا على قوائمهم الإنتخابات لقاء عدد قليل من المقاعد تعد على أصابع اليد الواحدة لحزب الكرامة , وربما كانت تلك فرصة لإن يعتذر حمدين صباحى المرشح الرئاسى - علنا وبشكل واضح - للشعب المصرى عن هذا الخطأ القاتل ) هاهم يتحدثون ثانية على المصالحة وعن إعادة إدماج الأخوان المسلمين فى الجماعة الوطنية المصرية ويتحدثون حتى عن إمكانية خوضهم لإنتخابات البرلمان القادم وكأن شيئا لم يكن , وكأن دماء مصرية عزيزة لم تهدر وكأن إرهابا لم يتم .. بل رأينا حمدين صباحى ( ربما كان ذلك لإسباب إنتخابية ) حتى الآن يرفض أن يعتبر الإخوان المسلمين جماعة إرهابية فعلى حد تعبيره هو يراهم داعمين للإرهاب ولكن ليس لديه دلائل على انهم إرهابيين (؟؟؟؟؟؟ ) ويتحدث عن أعادة إدماجهم فى الحياة السياسية المصرية بشرطين أولهما الاعتذار للشعب المصرى عن أخطائهم فى عهد الرئيس مرسى ( ؟؟؟ ) , وثانيهما الإعتراف بخارطة الطريق ... وهكذا إذن كان يجب أن يكمل أنه وقتها علينا أن نقيم الأفراح والليالى الملاح ونغنى لهم بالأحضان وحمدا لله على سلامتكم , وعودا حميدا الى الصف الوطنى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نسى هؤلاء ونسى صباحى معهم هذه الإشكاليات : أولا : أن الأخوان المسلمون هم جماعة وحزب مؤسسين على أساس دينى والدستور المصرى الجديد الذى صاغه إصطفاف 30 يونيو إستكمالا ل 25 يناير وتصحيحا لها يمنع قيام أحزاب أو جماعات سياسية على أساس دينى .. وبالمناسبة على أصبح واجبا على كل ذى مصلحة وطنية أن يبدأ فى رفع دعاوى ضد أحزاب قائمة على أسس دينية مثل الاحزاب السلفية وماعلى شاكلتها ... ثانيا : ان المراجعات - إذا ماتوافقنا على ضرورتها الآن - فهى يجب أن تنسحب على كامل ما ارتكب من جرائم من قبل الأخوان فى حق الشعب المصرى على مدى تاريخهم الذى يبدأمن عام 1928 وحتى تاريخه بمافيها فترة حكمهم المشئومة .. وان ذلك يقتضى الأعتراف أولا بالجرم وقبول المحاسبة المجتمعية والإمتثال لمحاكمات عادلة فى ذلك الشأن وقبول العقوبات التى وقعت وتوقع على المجرمين جنائيا وسياسيا وفى القلب من ذلك جرائم الدم والتخابر والإرهاب والتخريب ... ثالثا : وهذا هو الأهم ان المطلوب فى الأساس هو مراجعة شاملة لكافة أفكار وادبيات الجماعة وخاصة فيما يتعلق بمفهومها عن الهوية المصرية وقضية الوطنية ومفهومها ومايقتضيه ذلك أيضا من الإعلان عن إسقاط قضية الخلافة كشكل للحكم نهائيا ومحاكمة كافة الأفكار التى تكفر المجتمع وتنتج العنف سواء كان ذلك فيما يتعلق بأفكار حسن البنا أو أفكار سيد قطب أو غيرهما وكذلك قبول مدنية الدولة ومبدأ المواطنة كأساس لقيم الديمقراطية ... إذ لايمكن إعادة إدماج تيار سياسى فى الجماعة الوطنية المصرية ثبت أنه : 1- أرتكب - على مدى تاريخه - جرائم إرهابية فى حق الشعب المصرى وأصبحت أيدى قياداته وأفراده ملوثة بدماء الكثيرين من المواطنين المصريين الأبرياء .. 2- دعم جماعات إرهابية إقليمية وسهل دخولها الى الأراضى المصرية وقيامها بعمليات ضد الشعب المصرى وجيشه .... 3- دعم وشارك فى تنفيذ مخططات إقليمية تضر بالأمن القومى للوطن والسلامة الوطنية المصرية وعقد تحالفات إقليمية من شأنها أن تعرض الدولة المصرية للتفكك والإنهيار ... 4- تبنى على مدى تاريخه افكارا تحقر من شأن الهوية المصرية على إعتبار أن ذلك خروجا على مايسمونه بالهوية الإسلامية ... 5- أفكاره الأساسية هى ضد مبدأ المواطنة وترتكز على التمييز الدينى والتمييز ضد المرأة وكذلك يتبنى أفكارا ضد قيم التقدم والحرية والحداثة والمدنية ... 6- مازالت أفكاره الأساسية حول الحكم تتبنى الحكم الدينى على المستوى الإستراتيجى وترى عودة الخلافة الإسلامية محورا لموضوع الحكم ( راجع مواد دستورهم الصادر فى 2012 ) هذه ستة ملامح أساسية لجماعة يرى البعض انه يمكن التصالح معها وغعادة دمجها فى الحياه السياسية المصرية , واعود واسألهم بعد كل هذا ... كيف ؟
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن أى نساء سنتحدث , وكيف ؟
-
المرأة وتشوهات فعل التنوير
-
الشعر والسياسة (1)
-
فليكن حمدين صباحى أكثر وضوحا فى هذا ..
-
فليذهب الإستحقاق الرئاسى الى الجحيم
-
إحتمالات تعاطى الإخوان مع الإستحقاق الرئاسى
-
حمدين صباحى وضربة البداية
-
ثلاث ملاحظات حول اللحظة الراهنة
-
ملاحظة ليس إلا ...
-
تعليقا على مشهد الذكرى الثالثة
-
الجيش هو عضو مجلس الإدارة المندب للنظام السياسى المصرى
-
لزوم مالايلزم فى مقولة العسكر
-
لماذا سأصوت بنعم لمشروع الدستور الجديد
-
مشاغبات سياسية : (1) وللناس فيما يعشقون من بيادات مذاهب
-
ماذا يريد السلفيون
-
الى الأقباط من المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم
-
فى إنتقاد : إنتقاد اليسار المصرى
-
عن أمى أحدثكم
-
ملاحظات على هامش مشروع دستور مصر 2014
-
المرأة المصرية والدستور
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|