واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 20:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دواء
في زحمة الامراض المتناسلة يوميا من متناقضات العيش المتسافل نحو الهاوية التي تتداعى فيها البشرية بشكل سريع تزداد عدد الامراض النفسية والجسدية والفكرية بصورة موازية للتطور التقني والتكنلوجي وفي الروايات أنه قد وردت احاديث بشأن الدواء فقيل أن لكل داء دواء أو في مصادر أكثر من دواء .. وهنا وقفت بعض العقول بشأن إيجاد الدواء فتكاثرت الامراض واتسع مداها لتسيطر على البشرية بشكل مفزع فلم يكن هناك من شك بأن الداء كبير جدا سواء كان فكريا او اجتماعيا او ثقافيا او جسديا وان انواع الادوية التي تسكن الآلام ولا تمحيها ولذا فان الاوجاع تجد لها مستقرا في العقل والجسد الى ما لا نهاية .. على هذا الاساس لا يوجد علاج نهائي لمجمل الاوجاع اليومية .. ولنا ان نستكشف ان تلك الاحزان والآلام والاوجاع هي بمثابة الأطايب وهي عبارة عن ملح لطعم الحياة وهذا رأي قديم وتمت المصادقة عليه بأدلة قد لا تكون ناهضة عند الاجيال التي تلت هذه المقولة . . قد يكون من أسس لهذه الفكرة قرر ان يكون الالم متواجدا دائما وعلى الاصعدة الانسانية كافة لتكون الحياة جميلة حسب قرآت سابقة ونتائج قديمة لأن الحياة لو إمتلأت اركانها بالسعادة تفقد طعمها وهنا نجد إشارة خفية بالقبول القسري لهذه الحياة ولهذا تجد الجنة وحسب الروايات الدينية لا تعب فيها ولا نصب .. إذا ستختفي الآلام والاحزان والمواجع مع بقاء بعض الاشياء التي رآها الانسان ودرج عليها في الحياة الارضية وهذا بحد ذاته يعتبر دواءً للعل جميعها .. هنا الدواء واحد للعلل كافة .. أما تطبيقها على الأرض فمستحيل تماما لأن الارض لن تكون جنة مطلقا .. هنا يبرز تساؤل ملح : ما فائدة بحثنا عن الأدوية هنا ؟ ويأتي الجواب : أليس من المنطق أن نبحث عن طرق لمعالجة هذه الامراض والاعراض الطافحة على جبين البشرية منذ الأزل .. رغم الوجع اليومي للبشرية وللانسانية فإنهما يبحثان عن دواء يشفيهما من اشياء قد تكون متشابهة فالانسانية تبحث عن السمو والتخلص من الادران المتعلقة بها أما البشرية فتبحث عن دواء يشفيها من الانسنة كي تقر عينها ولا تحزن .. الكل يبحث عن دواء لعلته ولا اعتقد أنه سيجد دواءه في قارورة عطر مهشمة الوجوه.
[email protected]
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟