أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي مفكر - وجهان لعملة واحدة...أفكار في حاجة للتحرر















المزيد.....

وجهان لعملة واحدة...أفكار في حاجة للتحرر


مهدي مفكر

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 20:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ما كان معنى الأشياء منغمسا في أضدادها أي عكسها، بل إنها تعبر عن أضدادها فهما وجهان لعملة واحدة، إنه نوعٌ من الطاوية لكنه يشرح لنا كثيرا من الأمور.

-إن كثيرا من الأفعال لتفضي إلى النتائج المعاكسة لها أو للدوافع التي حركتها و الشعارات التي تبنتها ،و إن أضدادها كثيرا ما تفضي إليها ،قد ينطلق الإنسان ساعيا إلى الحرية في مجتمعه فينتج عن ذلك السعيِ و البحثِ عكسُ الحرية بل إن الحرية ذاتها كثيرا ما تدفع للقيد كما أن القيد نفسه يدفع أحيانا للحرية أو يكون نوعا من الحرية !
إن هذه المتناقضات تحير المتتبعين لها و تجعلهم في حالة من الريبة و التوجس فهم يُصدمون بتلك النتائج ،فهنا أ, هناك داخل الدول المتخلفة ينادي بعض عشاق المصطلحات من دون فهم لمعاني و النتائج و التطبيق بالحرية مثلا فإذا بهم يجدون أثرها عكسيا من دون أن يعوا أنهم السبب في تلك النتائج نتيجة لسعيهم وراء الشعارات من حيث كونها شعارات و صراخ لا من حيث كونها أفكار و معاني تتطلب فهما عميق تأمليا لها و لكيفية تطبيقها و هل تطبق كلا أو جزئا أو لا تطبق أصلا فهي تحتاج كما قلنا إلى فهم و إدراك لها و ليس إلى ترديدها كالببغاء شعارات جوفاء يأخذها هؤلاء من الغرب و الدول المتحضرة ليرددوها على مسامع الناس دون أن يفهموها أصلا .
وكذلك المنادون بالديمقراطية بطريقة دكتاتورية !الخارقون للديمقراطية بالطريقة التي يدعون بها إليها ، أو الداعون إلى فرض الديمقراطية بالإكراه و الدكتاتورية فهؤلاء أصلا ليسوا مؤمنين بالديمقراطية بل هم مؤمنون بالشعارات الجوفاء التي يرددونها ولكن جوهرهم و ذاتهم لا يؤمنان بها و إلا لما خرقوها من أول سعي لها .
من جهة أخرى هناك دعاة العلمانية في هذه الأشباه دول من غير الفاهمين لمعانيها الأساسية فالعلمانية عندهم هي فقط مخالفة الدين ،فكل ما هو عكس الدين هو علمانيٌ عندهم و كل ما هو مع الدين في أية فكرة ليس علمانيا !،يعني لو قال الدين نعم فهذا الشبه علمانيُ يقول لا و لو قال الدين لا فإنه يقول نعم، لكن هل هذه هي العلمانية ؟ و ماذا لو كان هناك في مجتمعٍ ما دينان يقول أحدهما في موضوعٍ ما نعم و الآخر لا فما سيكون رأي هذا الشبه علماني ؟

إن العلمانية في جوهرها تعني عدم الانقياد وراء فكر أو منظومة فكرية دون اللجوء للعقل و الفكر الموضوعي و عكسها الانقياد وراء فكرة ما دغمائيا و القول بفكرة لأسباب غير موضوعية وعقلانية وحريةٍ فكريةٍ

فلو قال الإسلام نعم مثلا فإن العلماني الحق يكون له مطلق الحرية في الإختيار بين لا و نعم والفيصل بينهما هو العقل و الفكر ،أما مدعوا العلمانية فإنهم باختيارهم ل لا دون فكر ف‘نهم ليسوا في هذا علمانيين بل هم ضد إسلاميين و ليسوا علمانيين أو محكومون بفكرة ما أو نمط تفكير ما ،فهم ليسوا أحرارا كما هي العقلانية و العلمانية أي أنهم قد فقدوا جوهر العلمانية و الذي هو الحرية الفكرية فلا فرق بينهم و الإسلاميين من هذه الناحية سوى أنهم اختاروا عكس الإسلام بينما اختار الإسلاميون الإسلام (كشريعة) فكلاهما مقيدٌ فكريا و خاضعٌ لأفكار دون التفكير فيها و في الأحكام التي يصدرونها على أمور أخرى ،الإسلاميون يؤمنون بشريعتهم لأنهم يؤمنون بتطبيق نصوصهم المقدسة التي تأتي بها شرعية دينهم أما هؤلاء المتعلمنون فكارهون و رافضون للإسلام و لكن مرتبطون به كونهم لا إسلاميون .


عندما يكون هناك سؤال يحتما جوابين نعم أو لا و يكون جواب الإسلام فيه بنعم فإن جواب الإسلاميِ فيه معروف و هو نعم دون أي نقاشٍ أو تفكير لأنه ليس حرا فكريا و الأمر كذلك مع أغلب التوجهات الدينية التي تستمد شرعيتها من مصدرها الديني أي الإلاه أو النبي أو ابن الإلاه أو الكاهن الأعظم أو أي شيء من هذا القبيل فالمتدين الإسلامي غير قادر على مخالفة المنهج الإسلامي .
أما عند سؤال الشبه علماني فيكون جوابه ب لا دون أن تكون له القدرة على أن يفكر (لاحظ التشابه) في الفكرة أساسا فهو مرتبط بعكس الإسلام .


أما العلمانيُ فجوابه يكون مرة نعم و مرة لا حسب الفكرة و حسب قناعاته و أفكاره و طريقة تفكيره و رؤيته للأمور المتعلقة بتلك الفكرة بأقصى ما يملك من عقلانية و موضوعية ،لأنه حرٌ و ليس مرتبطا بمنظومة فكرية أو بعكسها وهذه هي العلمانية الحقة أن يكون العقل هو الفيصل .
لو سألنا أحد المتعلمنة في الوطن العربي
ما رأيك في الخمر ؟ فلسوف يجيب
إنه مشروب روحي ( الروح !) و يجب على دولنا المتخلفة أن تبيح تعاطيه و بيعه و تشرع له .

نسأله : لكن ماذا عن أخطاره و المشاكل التي يسببها أي الناجمة عنه كالمشاجرات و القتل و حوادث المرور و التي لا يموت فيها السكران فقط بل حتى أناس أبرياء ألأا تعد هذه أضرار للمجتمع ؟ فالسكران في النهاية فاقد لوعيه ؟
هنا يكون جوابه
لا المشكلة في من يشرب الخمر فلما يشرب حتى يسكر ؟
نرد عليه
لكن تعاطي الخمر يجعله عرضة كي يصبح مدمنا عليه و فتح الباب لتعاطي الخمور أيضا هو فتح لباب الإدمان و مشاكل اجتماعية كثيرة
انتهى

هذا الكلام معروف وقد أصبح من الكليشيهات لكن هذه الأفكار واضحة تماما فلو قلنا بالسماح لتجار الخمور لبيعها من باب الحرية فما المانع من إباحة الماريخوانة و السلاح لا بل ما هو المانع من إباحة القتل تعديا على حرية الأشخاص أن يتصرفوا كما يريدون ؟
إن هذا السؤال ليس أبدا كوميديا بل هو جاد تماما
لما لا تكون هناك حرية للقتل ؟أليس منع القتل و معاقبة من يقوم به تعديا على حريته ؟
أليس منع القتل تعديا على حرية الأشخاص في أن يتصرفوا كما يريدون ؟
الجواب هو نعم

حسنا و ماذا عن القتل أليس مصادرة لحرية الأشخاص في أن يعيشوا أصلا ؟ومصادرة لأهم حق وهو حق الحياة ؟
فكيف يكون من الحرية السماح يحرية مصادرة حرية الحياة ؟

هذه أمور قد لا يفهمها دعاة الشعارات الجوفاء من الذين لا يفهمون جوهرها بينما هي تذهب أبعد و أعمق من ذلك فهي تدخل في دوامة من المتناقضات التي لا ينفع معها إلا التفكير العميق و التأمل الدقيق ،أما الرقيق من عبدة الأفكار الكافرين بمعانيها و تجلياتها و تطبيقاتها و صيروراتها و مآلاتها فإنهم مجرد ببغاوات تردد ما تسمعه دون وعي به .



#مهدي_مفكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي مفكر - وجهان لعملة واحدة...أفكار في حاجة للتحرر