حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع
(Hamied Hashimi)
الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 10:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بحثا عن حل لهذه الفزورة
هل إن السفير المصري شريك أم ضحية في هذه الطبخة؟!
بدت عملية خطف السفير المصري بداية لفصل جديد في مسرح العنف في العراق، وهي حلقة في مسلسل إعاقة استقراره وتقدمه، بل واستمرار ذبحه عربيا.
العملية التي تأخرت الجهة الجانية بالإعلان عن نفسها، وهي تنظيم القاعدة الإرهابي. والتأخر يشير إلى أن (المخطوف) بقي في محيط المنطقة نفسها التي تمت فيها العملية، وحتى تأمين نقله، وربما لا يزال في المنطقة ذاتها والإعلان جاء لغرض التمويه.
عملية خطف سفير؟؟!! سؤال كبير !!
من المؤكد أن الكثير من المتابعين قد تنازعته الأسئلة حول العملية وطبيعة تنفيذها. ولكن البحث والتقصي لم يُناقش على العلن من وجهه الآخر حتى الآن.
وطبقا إلى الأخبار والتصريحات التي صدرت عن الجانبين الرسميين العراقي والمصري، وما تواتر في وسائل الإعلام هو "أن سعادة السفير خرج بمفرده إلى الشارع ليشتري جريدة من احد الأكشاك في وضح النهار وفي حي العامرية غرب بغداد" .
وهنا السؤال الكبير: هل يجرؤ أي سفير أن يخرج بمفرده دون حراسة في شوارع (كابول، إسلام أباد، طشقند، موسكو، الخرطوم، الجزائر، بل حتى القاهرة نفسها؟؟!!) فكيف الأمر بسفير مصري في شوارع بغداد في مثل هذا الظرف الذي والذي لا يحتاج إلى توصيف هنا.
قبل فترة شاهدنا من على شاشة احد الفضائيات العربية تقريرا من داخل بغداد يصور المواطنين المصريين المقيمين هناك وكأنهم سجناء، حركتهم محدودة واحتكاكهم قليل بالعراقيين. وكذا الأمر بالنسبة للسودانيين وغيرهم، بل حتى المواطن العراقي العادي، عندما يخرج في مناطق التوتر فانه يحسب ألف حساب، خشية أي طارئ (أو معتاد)، فكيف الأمر بسعادة السفير المصري الذي يعتبر أول سفير لدولة عربية في ظل الظرف العراقي الجديد وطبقا إلى الإجماع أو (شبه الإجماع العربي الرسمي) الجديد الذي يخالف رغبة وأهداف الإرهابيين في العراق؟!
والأغرب في الأمر أن السفير المصري مقيم في العراق لمدة ليست بالقصيرة وعمل في الفترة الماضية قائم بالأعمال لبلده في بغداد، فهل يجهل الوضع العراقي حقا؟!
وإذا كان الأمر كذلك، فأين دور معاونيه ومستشاريه وحرسه؟ وهل يعقل أن يأتي دون تصور مسبق، بل هل يحتاج وضع العراق الآن إلى ذلك؟
الأمر باختصار وطبقا إلى تقرير أو خبر الحادثة المعلن، لا يفسر إلا من باب اشتراك سعادة السفير المصري في هذه الطبخة الفاسدة، أو انه ضحية لطاقمه المساعد. حيث كيف يترك السفير وحيدا فريدا في شوارع منطقة متوترة أصلا مثل العامرية التي تقع غرب بغداد وكانت ولازالت مسرحا لحوادث إرهابية عديدة؟
هل يشتري سعادة السفير المصري (الجورنال) بنفسه عندما كان يعيش في مصر أم يبعث (الشغالة أو أي حد) ليشتريها له؟
سؤال كبير وفزورة صعبة، بانتظار الجواب الشافي من الحكومتين العراقية والمصرية بعد اكتمال التحقيق.
#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)
Hamied_Hashimi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟