|
المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........9
عارف معروف
الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 11:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يورد "خليل كنه" في كتابه "العراق في حاضره وغده" * واقعة اخبره بها وزير المالية في الحكومة التي اعقبت انقلاب شباط 1963وهي انه في الشهر الذي اعقب الانقلاب حضر شخص من " مجلس قيادة الثورة" وطلب تسليمه مبلغا مقطوعامن المال قدره 50 الف دينار عراقي وهو مبلغ جسيم بمقاييس ذلك الزمن ، كرواتب لاعضاء المجلس وحينما ابلغه الوزير المذكور بان ذلك غير معهود ومخالف للاصول والتعليمات المرعية حيث يقتضي الامر اعداد كشف باسماء الاعضاء ودرجاتهم الوظيفية ومقدار مخصصاتهم لكي يتسنى اعداد الموافقات الاصولية وصرف المبالغ المستحقة وفقا للتعليمات، زجره الشخص المذكور واعلمه بان اسماءاعضاء المجلس سرية وان هذه الصيغة هي التي يجب ان يعمل بها من الان ، ويعلق "كنّه" ان ذلك كان بداية مشؤومة للتجاوز لاحقا على الاصول والقواعد المرعية في علاقة السلطة العراقية بالمال العام الذي شهد بعد ذلك تفاقما واستهتارا. لا اعرف مدى صحة هذه الواقعة تحديدا لكنني لا استغربها . كما ان الايام التي اعقبت انقلاب شباط لم تشهدتجاوزا على الاصول المرعية ، حتى آنذاك ، في علاقة السلطة العراقية بالمال العام فقط وانما شهدت تجاوزا على كل اصول واعراف عرفت حتى تلك الايام وحددت طبيعة السلطة ، علاقتها بالشعب ، علاقتها بالدولة ومضمون هذه الاخيرة ، وتعرض ماكان قد ارسي خلال اربعة عقود من قوانين وقواعد واعراف ضابطة الى الخرق والانهيار، حتى ليمكننا القول ان تلك الايام شهدت الانهيار الحقيقي ليس للسلطة بل الدولة العراقية . ورغم ان تاريخ العراق الحديث قد عرف تضخم حجم وتأثير السلطة التنفيذية بفعل عوامل تاريخية تخرج عن اطار مقالنا هذا ، وان هذا التضخم والتأثير قد ازداد في اعقاب ثورة 14 تموز وحصر السلطات في يد رئاسة الوزارة وتمثلها مع القيادة العامة للقوات المسلحة في يد شخص واحد هو " الزعيم " الا ان طبيعة التوازن الاجتماعي والسياسي القائم آنذاك اولا وطبيعة تكوين السلطة الجديدة ثانيا وشخصية عبد الكريم قاسم نفسه وميزاته الاجتماعية والفكرية والاخلاقية ثالثا حالت دون التمادي في استخدام السلطات او توسيع الصلاحيات او استخدامها استخداما سيئا او التجاوز على الاموال والقوانين العامة بما يحقق منافع شخصية او فئوية ، غير ان ما حصل في اعقاب شباط 1963 على هذا الصعيد كان امرا غير مسبوق ، بل وما اتبع من سلوكيات وممارسات عملية خلال ساعاته وايامه الاولى ** حمل اشارات واضحة على النهج الاخلاقي والقيم السلوكية لسدنة النظام الجديد بل والقوى السياسية والتيارات الاجتماعية التي تقف خلفهم . فقد استعمل عنف بالغ واستخدمت شتى الاسلحة الحربية من دبابات ومدافع وطائرات دون اكتراث بحياة المدنيين او امن المدينه او حتى محدودية الاهداف وامكان معالجتها باقل من هذه المتطلبات بكثير . ومورس عنف بالغ اتجاه المدنيين من مقاومي الانقلاب او غيرهم وضربوا بالاسلحة الثقيلة حتى حينما كانوا عزلا . و اعتمد منهج المناورة والخديعة والكذب دون خجل او وجل ، على اساس الغاية تبرر الوسيلة ، فالصقت صور قاسم على الدبابات لخداع الجماهير التي قصفت بالدبابات عند اقترابها منها وترحيبها بها ، ثم اعطي قاسم ورفاقه وعدا بالمفاوضة ، عبر وسيط ، ولكن حينما سلموا انفسهم اقتيدوا الى مبنى الاذاعة والتلفزيون وقتلوا وعرضت جثثهم على الملأ . هذا غيض من فيض المؤشرات الاولى ، لفئة اجتماعية سترتكب كل انحراف وموبقة لاحقا لكنها ستكون الاعلى صوتا والاشد نكيرا على هدر القيم وتجاوز الاخلاقيات !! مما قد يشكل استمرارا لارث تاريخي تحت تسمية " المكروالدهاء " الذي عد في عرف هذه الفئات ومؤرخيها ومؤدلجيها من سمات الرجولة وشيم الفروسية!! لقد شكلت ميلشيا مسلحة تتمتع وتمارس صلاحيات مطلقة لا يحكمها قانون باسم " الحرس القومي " اريد لها ان تكون بديلا عن الجيش والشرطة معا، وهذه حالة لم يعرف لها العراق سابقة( لا يمكن عد المقاومة الشعبية التي انشاها الشيوعيون لموآزرة النظام الجمهوري خلال مطلع الثورة ، سابقة في هذا المجال ، فقد كانت مبادرة شعبية ، او حزبية ، خارج النظام ولم تتمتع باي سلطات ) ومورس الحكم من قبل قيادة حزبية سرية بصلاحيات غير محددة . وركزت السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في يد مجموعة من الشباب الصغار معدومي الخبرة والدراية باي شان سوى الخبرات الحزبية التي تعني بشؤون الصراع السياسي او بالاحرى الحزبي ، وثمة نقطة جديرة بالاهتمام والعناية ووهم يتعين ازالته، هي ان انقلاب شباط لم يكن محض انقلاب عسكري جاء الى دفة السلطة بمجموعة من الضباط بل كان استيلاءا على السلطة من قبل تيار سياسي واجتماعي هو " التيار القومي " . فقد شاركت فيه معظم تنظيماته السياسية ودعمته الشخصيات القومية وساندته ووقفت خلفه قطاعات من السكان كانت وثيقة الصلة او هي الحاضنه لذلك التيار، ويمكن من خلال استعراض الاسماء التي ساهمت في هذا الانقلاب وفي اسناده او تلك التي برزت بعد تصفيات واستقطابات حصلت في صفوفه تشخيص اي الفئات والقطاعات الاجتماعية كانت المستفيده منه واية فئات وقطاعات كانت المستهدفة .كما حمل هذا الانقلاب جنين سابقة خطيرة سيعاني منها العراق طويلا ، تلك هي الشمولية بل واكثر انواعها افتضاضا لحياة الفرد والجماعة وتقويضا لمضامين كليهما . فبغية تعزيز مركز الحزب والتمكن من السلطة والمجتمع عمدت قيادة البعث الى تجنيد الغوغاء والمراهقين والحثالات واعتمادهم في صفوف " الحرس القومي "وعرفت الادارات الحكومية والعسكرية في العراق ، لاول مرة ، تسلط هذه الشراذم واملاءاها ارادتها ورغباتها وجهلها وخراقتها على هذه الاجهزة وهو امرستعرفه لاحقا بشكل متطور اكثر تنكرا خلال سنوات السبعينات ، بعد عودة حزب البعث الى السلطة ، في صيغة الفراش الحزبي الذي يوجه المدير، والسكرتير الحزبي الذي يامر الوزير! لقد تحقق نوع ملتبس ومثير للارتباك او البلبة من "المشاركة الجماهيرية" فقد وجدت هذه الفئات الاجتماعية الهامشية تماما نفسها في صلب عملية ممارسة السلطة مما اثار العسكر يين وولد ردود افعال عنيفة في صفوف قادة الحركة القومية وقطاعات منها ،التي عبرت عن مخاوفها من ان تصبح هي الضحية واشمئزازها من ان ذلك قد يمثل وجها من اوجه مد "غوغائي" جديد وهي التي كانت تأنف من ممارسة الطبقات والفئات الشعبية للسياسة ا وتقرب من السلطة ! وتنفيسا لحالة الاستنكارو الرفض الشعبي للوضع السائد، مما عجل بسقوط جناح البعث ولكن باستمرار وتعزز جناح اخر من اجنحة انقلاب شباط عبر انقلاب تشرين الذي قاده عبد السلام عارف نفسه ، ومنذ اليوم ستكون السلطة خالصة للجناح العسكري من فئة اجتماعية معينه تنتمي في جل تركيبتها الى قطاع محدد من السكان . لقد عرف البغداديون وربما العراقيون خلال الستينات ، مسرح الدمى الذي كان يقدم للاطفال من خلال تلفزيون بغداد شخصيتين اساسيتين هما "قرقوز" و"مهلهل" او" ابو شنيور" ، كان" قرقوز" يمثل الشخصية النمطية للبغدادي الشاطر ، بلهجته العربية العراقية ذات اللكنه التركية الايرانية و"شقندحياته" النمطية وكلاوه او طربوشه التركي اما "مهلهل" فكان فلاحا من الجنوب ، يرتدي الكفية المرقطة والعقال ويلف بما يشبه الصاية او الزبون ، لم يكن بالاحرى فلاحا من الجنوب انما كان شخصية نمطية" للشروكي" ، بلهجته المثيرة للضحك و"جهله وبلادته" المفتعلين ، لقد كان" قرقوز" بطل تلك الامسيات اما "مهلهل" فهو موضوع الفعل الكوميدي او التنكيت ! اما الان فقد بات قرقوز نفسه قريبا من ان يركن الى جانب مهلهل و صعدت على مسرح الفعل الاجتماعي شخصية اخرى كان يمكن تقديم امثولة نمطية عنها باسم "حردان" او "حواس "او "حماد".... الخ.. ولم يكن قد اتى بعد دور وريثها الشرعي وتجليها الاخير الذي عرفه المسرح العراقي بشخصيات " نفوس " او "وطبان" او " صلفيج... ، على اية حال ، فقد آن لابناء قرى ومدن غرب العراق وشماله ممن ارتدوا البزة العسكرية وشكلوا طوال عقدين او اكثر مادة واساس ارتكاز التيار القومي ان يتمكنوا من سدة الحكم وآلة الدولة وقد حملوا معهم معظم رواسبهم وعاداتهم وتقاليدهم القبلية الى السلطة والدولة معا وشهدت السنوات الخمس التي تلت ذلك صراعات ومحاولات انقلاب وانقلاب مضاد ضمن اطار هذه الفئة على اساس فئوي او عشائري او حتى شخصي ، وانتهت المرحلة الى طريق مسدود فقد استنفذت هذه الفئات كل قدرتها على العطاء او الاستمرار وبان ارهاقها وعياها واضحا جليا في امر تدبر العراق الذي كان يتعرض " لتهديدات "حاسمة اثارت خيفة المهتمين محليا واقليميا وعالميا . ورغم ان القصر الجمهوري وكتيبة دبابات الحرس الجمهوري بالذات كانت قد طهرت وعززت على اسس عشائرية بما جعلها حكرا على عشيرتين معينتين من غرب العراق تمثلان عمومة وخؤولة" جميلةو زوبع " راس النظام واقطابه .. غير ان القوى الاساسية في النظام وتناغما وامتثالا لمصالح اقليمية وعالمية ، كانت تدور بين فئات الحلف الاجتماعي السائد ، بحمار السلطة ، على حد تعبير الشخصية القومية واحد وزراء وقادة تلك المرحلة، السيد عبد الكريم هاني، باحثة عمن يستطيع ان ينهض بوزر هذه المهمة وينقذ السلطة من الضياع تحت طائلة تهديدات جدية تنذر بانفلاتها نهائيا من براثن من يمسكون بها !***
(....يتبع) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * للاسف ،لايحضرني عنوان كتاب "خليل كنه" على نحو دقيق ، ولكنه لايخرج عن هذا المعنى ، لذلك اقتضى التنويه . *يروي احد ضباط الانقلاب ان دبابته حينما تقدمت باتجاه سياج وزارة الدفاع ، كان الرامي فيها " رأس عرفاء " من الجنوب اسمه ( ... احتيجة ) وانه لم يكن يهمه من دنياه غير ترفيعه القادم الوشيك الى " ن . ض " حيث سيتمكن من ارتداء ربطة عنق عسكرية تشبه ما يرتديه الضباط ، وانه لذلك الغرض او الحلم اشترى وعقد ربطة عنق حملها في جيبه بانتظار يوم الترفيع ، يقول الضابط المذكور، ان الدبابة لم تكن آنذاك غير كتلة حديد صدمت سياج وزارة الدفاع لولا وجود " احتيجة" الذي كان الوحيد الذي يستطيع جعلها ترمي ، وهنا اظهر ربطة العنق وقال " ها سيدي البسها ؟ " فقال له الضابط " البسها .. انت من اليوم نائب ضابط " فبادر ذاك الى الرمي بحماسة واهتياج ! ما يهمنا من الامر هو دلالته واذاه الجسيم الذي سيلحق بالعراق ، فلم يستطع عبد الكريم قاسم ، طوال سنيه في السلطة، ولم يرد، تجاوز صلاحياته وشخصنة ممارسة السلطة في حين نجد انفسنا منذ الساعات الاولى لانقلاب شباط امام ضابط صغير لايتورع عن منح الرتب خدمة لاغراضه. وقد منح عبد السلام نفسه الرتب من غير استحقاق وسار الاخرون في اثره مؤسسين ومعمقين وموسعين بلا حدود لمقولة لويس الرابع عشر " الدولة انا " . ***بحسب السيد عبد الكريم هاني ، فأن الامر كان اشبه بنكتة شاعت بين شخصيات وكتل التيار القومي خلال العام 1967 -1968 من ان ثمة ثلاثة اغبياء يجرون حمارا مثقلا بالذهب والنفائس، كناية عن السلطة ، ويدورون بين الناس باحثين عمن يركبه ! وكان الثلاثة هم : عبد الرزاق النايف ، مدير الاستخبارات العسكرية و عبد الرحمن الداود ، امر لواء الحرس الجمهوري و سعدون غيدان امر كتيبة دبابات الحرس الجمهوري، وقد تم الاتفاق لاحقا بينهم وبين مجموعة البكر بعد ان رفضت اكثر من جهة التعاون معهم ، بحسب المصدر نفسه .
#عارف_معروف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........8
-
المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........7
-
! جورج حاوي : يا انصار العقل ... اتحدوا
-
المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........6
-
المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........5
-
المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .......4
-
المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........3
-
من اجل العمل المشترك لقوى اليسار والتقدم والديمقراطية
-
المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........2
-
المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ...........1
-
هل الماركسية علم ام عقيدة ؟
-
صور صدام ... اية لعبة هذه المرة؟!
-
في البديهيات..... تجربة امريكا الديمقراطية في العراق!
-
التكفير والانتحار.. رأي في اسس المشكلة
-
مذبحة الاعظمية...اشهد اني رأيتهم يعدونهم للذبح!
-
هل -الزرقاوي- اردني ام عارقي؟
-
بمناسبة الاعلان عن قرب بدء محاكمة اقطاب النظام: هل اعتقل صدا
...
-
عواء بشري
-
ازمنة الحب 3-زمن سعدي الحلي واحمد عدوية
-
ازمنة الحب 2- زمن فيروز
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
-
قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب
...
-
قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود
...
-
قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|