أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسامة مساوي - سألني تلميذ بالأمس!














المزيد.....

سألني تلميذ بالأمس!


أسامة مساوي

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 00:52
المحور: المجتمع المدني
    


سألني تلميذ بالأمس : لماذا أساتذة الفلسفة دائما مختلفون في وجهات نظرهم عن باقي الناس؟
نظرت إليه مليا وأنا أمسد لحيتي بيدي وقلت : لأنهم نجحوا في أن يظلوا أطفالا صغارا.

ثم قصصت عليه وعلى بقية زملائه هذه القصة :

يحكى أن طفلا صغيرا-بالكاد تعلم نسج الكلمات والمعنى- وجد ذبابة ميتة وقد التصقت بحائط مطبخهم بعد أن جمدها البرد فبدا بياض بطنها المخطط بالسواد.
اقترب منها -صائد الذباب الصغير-وخزها بيده ولم تَطِر كما عادتها وكما خَبِر. شَدَّه المشهد فركض في اتجاه بهو الدار نحو أبيه الذي كان يتلوا كتاب الله بنظارته السميكة:
-أبي أبي أبي...الذبابة ترفض أن تطير أو تهرب مني !! هل هي مريضة أم ماذا؟

ضحك الأب بعد أن ضم إليه ابنه ’’عمار’’ وقبله ثم قال : لقد ماتت ياولدي.
فكر عمار مليا في اندهاش ثم قال : كيفاش ماتت؟ ماهوالموت؟
لم يكن عمار يعرف معنى الموت بعد!!
نظر إليه الأب-ودون أن يجيبه على هذا السؤال الأنطلوجي العملاق- وقال: لقد أماتها الله يا عمار ,أخذ روحها عنده مثلما سيأخذ روح كل الناس.
-وهل يأتي الله إلى مطبخنا في الليل ليميت الذباب ثم يرحل؟
ياللورطة! سؤال محير للأب ’’المؤمن’’ المسكين.
-الله يوجد في السماء يا ولدي وهو قادر على إماتة الذبابة من السماء دون أن ينزل للمطبخ.
أومأ عمار برأسه أي نعم-ربما دون أن يقتنع- ثم ترنح من حضن أبيه ونَطَّ في اتجاه المطبخ-المَقْتَل من جديد.
ما هي إلا دقائق حتى عاد ’’عمار’’ يحمل في بطن يده ذبابة يرى عليها أثر الدم. لقد اصطاد عمار ذبابة فأرداها قتيلة بضربة ’’صندالة’’ في المطبخ.

وقف أمام الأب وقال: أبي أبي لقد قتلت الذبابة ...هل أنا الله؟!

فذهل الأب ولم يفعل سوى أنه ضرب عمار على قتله للذبابة متذرعا بأن الذباب يحمل الميكروبات...وبهذه الطريقة ظن أنه تحايل على عمار وراوغه .بكى عمار ونسي السؤال عن الموت والمصير.وفي كل مرة كان يسأل كان يُجابه بذرائع جديدة ...خَفِتَ السؤال وانطفأ في ذهن عمار,ولفرظ العقاب والويل الذي جلبه عليه السؤال بات يعتبره جريمة وخطيئة يعاقب عليها الأب والدين والقانون...

فالطيور التي تزداد في القفص يقال أنها تعتقد بأن الطيران جريمة,مثلها كمثل الإنسان الذي يُمنع من طرح السؤال في مهده.

لذلك متى نجحنا في أن نَظَلَّ أطفالا سنكون مختلفين تماما عن الذي مُنع أن يظل كذلك يا ولدي.


ولا أخفيكم يا تلاميذنا الاحباء أن مشواري المتواضع في تدريس مادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي يُخبرني,أن المدرسة العمومية المغربية-بمناهجها الحَشوية التي لا تخاطب سوى ذاكرة الحفظ والإجترار- عَمِلت لسنوات على هدم وتخريب مَلَكات المنطق والعقلانية في أذهان تلاميذنا,في الوقت الذي كان يُفترض بهذه المؤسسة -التي يُموِّلها شعبنا- أن تُقدِّم قيمة مضافة لأبنائه وأن تنمِّي هذه الملكات وتبنيها.

لكن يسعدني كثيرا أن هناك فئة لا بأس بها تغالب التقليد وتنزع نحو عقلنة معارفها ومناقضة المستهلَك وكشف المستور واللامفكر فيه من داخل الثقافة ونمط التفكير السائدين. هناك أمل فاحملوه معنا يا قناديل الحرية.

من منكم ومنكن يحمل معنا قنديل ديوجين؟

(من داخل قسم الفلسفة)



#أسامة_مساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا فرق بين ’’الدِّين’’ و’’التَّديُّن’’..لماذا؟
- قليل من سيكولوجية كائن أحمق
- إغتيال مسمار جحا وثمانية قصص مثيرة
- نقاش مع ’’شيعي مغربي’’ حول الرَّبيع ومشتقاته
- حوار مع ’’رفيق مغربي’’ من زمن 2014
- الله الوطن الملك...لماذا في المغرب؟
- أربعة مفاهيم ملغومة
- إذا كان الأمر هكذا فإني أفضل أمي على العدالة!
- عبد الله العروي وباطولوجيا البراكسيس!
- لماذا لست شيعيا؟
- البخاري يصف الرسول محمد بالكذاب!
- هل حقا ستعود الخلافة؟


المزيد.....




- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...
- محمد المناعي: اليوم العالمي للإعاقة فرصة لتعزيز حقوق ذوي الا ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام 3 مصريين وتكشف عن أسمائهم وما ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسامة مساوي - سألني تلميذ بالأمس!