مناف الحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 22:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أين أنتم من الضحية ؟
مناف الحمد
الأفرا د مجرّد حوامل لوظائف بنيات متناقضة ، وهم يدخلون في نزاعات كعمل وظيفي لتلك البنيات ذات القدرة الكلية .
هذا التصور للأفراد ونزاعاتهم الذي نجده لدى ماركس ودوركهايم ، ورغم تفريغه النزاع من فاعليه الاجتماعيين الذين تأخذ منهم المبادرة تلك البنيات التي توصف بأنها ذات قصدية خاصة هو التصور الأكثر مطابقة لمقتضى حال الفرقاء السياسيين في الجسم السياسي السوري . فقد تحوّلوا إلى مجرد أدوات لا حول ولا قوة لها تؤدي دوراً وظيفياً في النزاع بين بنى هولستية ( كلية ) فوى دولية واقليمية ومجموعات مصالح لا شكل واضحاً لها ولا مبرر للاستتباع الحتميّ لها إلا بالأخذ بنظرية البنى الكلية المتنازعة والدور المنعدم للأفراد _ أدواتها في النزاع _.
والتسوية المبحوث عنها مع النظام بتوسّل طرف ثالث أصبح بسبب هذه المجموعة الخاوية _باستخدام التعبير الرياضي _ تسوية بين تلك البنى على أنها هي الأطراف المتنازعة وهو ما جعلها تتقمّص بدون كبير عناء حالة السارق الثالث في النزاعات وهو الطرف الذي يستثمر النزاع لمصالحه الخاصة .
الراكب ذو البطاقة المجانية هنا هو المستفيد من النزاع بدون التورط فيه ، والذي تمثله إسرائيل بكل وضوح ، وهو دور أخذته بسبب انعدام إرادة المعارضة ، وبسبب جبن النظام الذي فضّل عند التهديد أن يختار البقاء على المواجهة وهو ما جعله يظهر بمظهر "الدجاجة المبللة" حسب توصيف نظرية الألعاب اللاعب الذي يتجنّب شرف المواجهة محبّذاً السلامة مع ما تسبّبه من احتقار وازدراء له .
حوامل لا واعية تقوم بوظائف بنى متناقضة .
راكب مجاني يفيد من النزاع بدون تورط فيه .
سارق ثالث يحقق مصالحه الخاصة بتقمص دور الطرف الثالث المفترض أن يقوم بدور التسوية .
دجاجة مبللة تفضل العار مع البقاء على الفناء مع الشرف والمجد .
أما المعنيّ الأساسي وصاحب المعاناة الكبرى وهو الشعب السوري ، الطفل السوري ، المجتمع السوري ، الدولة السورية فقد صار الهمّ مجرّد لفت النظر إليه ولكن أنّى يعيره انتباهاً أي طرف من الأطراف التي ذكرناها .
حدس الشعب منذ البداية بهذه الحال التي تبدو اليوم أكثر وضوحاً من أي وقت مضى هو المبرر لرفع الشعار الأثير " يا الله ما لنا غيرك يا الله "
#مناف_الحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟