أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - زلمة النظام حين ينقلب ثورجيا !















المزيد.....

زلمة النظام حين ينقلب ثورجيا !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 319 - 2002 / 11 / 26 - 05:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                    

                                                                         

  إذا ما رفض  الأخ مسعود البرزاني  واحتج على دعاة المصالحة الوطنية والحوار مع النظام فيمكننا أن نفهمه ونتفهم موقفه، فقد أباد النظام الشمولي ثمانية آلاف شخص من عشيرته " برزان " ، وقتل سبعة وثلاثين شخصا من أشقائه وأقاربه المباشرين .

وحين يرفض ويحتج الشيخ محمد باقر الحكيم على مشروع المصالحة والحوار مع النظام يمكن لنا أن نفهمه ونتفهم رفضه خصوصا وقد قتل النظام العشرات من أخوته وآل بيته .

 وحين يرفض قائد في  حزب الدعوة أو في  الحزب الشيوعي العراقي أو أي حزب عراقي آخر الحوار والمصالحة، يمكن لنا أن نفهم ذلك على ضوء قوائم الآلاف من شهداء تلك الأحزاب  المقاومة ، ولكن الذي لا سبيل الى فهمه، أو هضمه، أو العثور على ذرة من الصدقية الأخلاقية فيه، هو أن يتنطع أحد أزلام إعلام النظام حتى الأمس القريب ( وبالضبط لغاية سنة 1998 )  والذي عمل لمدة ثلاثين عاما في جريدتي  "الثورة" و" الجمهورية"  إضافة الى جريدة "الراصد" التي كان يصدرها الفكيكي، وكان يتنفس ويشرب  ويأكل ويفرغ الفكر الشمولي والدكتاتوري البعثي  ويبشر به حتى تحول الى ما يشبه منفضة سجائر بشرية متحركة في مقرات تلك الصحف الحكومية ، أقول : أما أن يتنطع شخص كهذا لمهمة السخرية  والتهكم من دعاة المصالحة والتغيير السلمي من أجل إنقاذ الشعب العراقي من المحرقة النووية القادمة وبهدف معلن وهو إنهاء الدكتاتورية وإقامة نظام ديموقراطية تعددي وإحباط العدوان الأمريكي فهذا أمر لا سبيل الى فهمه دون التفكير جديا بأسباب خفية ومريبة هدفها طمس أية إمكانية لإنقاذ الشعب والبلاد من الحرب والدكتاتورية  .

  إن هؤلاء الأشخاص الذين تشبه  ضمائرهم " زار الطاولي  " أو كرة القدم التي يمكنها أن تستقر على أي وجه من وجوهها  فتارة تجدهم  يشتمون الشيوعية والشيوعيين في جريدة "الراصد" وتارة أخرى يحتلون  بمرقعاهم وكلامهم الفارغ الصفحة الرئيسية لموقع الحزب الشيوعي على شبكة الإنترنيت ، وتارة ثالثة يتطاول الواحد منهم بكامل قامته كدلال عديم الذمة يروج بضائع مؤتمر بروكسل ، هؤلاء الأشخاص  لا يأبهون لدماء البشر و لا يحترمون أرواح الضحايا ولا  يفرقون بين الحالات الطبيعية والأخرى الاستثنائية في السياسة والتاريخ .  فحتى في الفقه الإسلامي وبجميع  مذاهبه  يكون من الجائز للمضطر والذي هو على وشك الهلاك جوعا أن يأكل لحم الخنزير والسمكة الميتة وكل ما هو حرام ، أما عند من كان بالأمس القريب  محررا في جرائد الحكومة  فهذا هو الكفر الصريح ! ترى هل يوجد ظرف تاريخي أشد خطورة واستثنائية  من هذا الذي يعيشه العراق وشعبه الآن ؟

  وما بال هؤلاء النفر من ثورجية آخر زمن لا يفهمون قوانين السماء ولا الأرض  وخصوصا تلك التي تمجد السلام وتدافع عن الحياة ضد الموت ؟

  ثم ألا يشكل الجنوح، وفي هذا الظرف بالذات ، الى التغيير السلمي والضغط باتجاه تحقيقه بهدف قطع الطريق على المذبحة التي يحضر لها بوش  ورامسفيلد بحق أهلنا اجتهادا ؟ فكرة قد تصيب وقد تخطئ ؟ احتمالا سلميا قد يتحقق وقد لا يتحقق؟ عملا يستحق التأمل ؟ نعم ، التأمل والتفكير بعيدا عن العقلية الانقلابية وشعارات يسقط ويعيش ،  والنزعة الثأرية و الانتقامية  التي تستمد قانونها الأخلاقي من المتاجرة بحقوق الموتى على حساب حقوق الأحياء ! نعم ،  ينبغي التأمل والتفكير في السياسة كعلم معقد  وشبكة ممكنات وممتنعات  و كجدل خلال صراع إرادات وليس كشطارة وفهلوة يجيدها أولئك المصابون بداء العظمة والنرجسيون الذين يحكمهم شعار : فلتحطم العالم كله مقابل أن يسلم رأسي أنا ! فليتدمر العراق على من فيه مقابل أن  تصح فكرتي ويستقيم الأمر لشعاري الرنان !

  السيد مسعود البرزاني ذهب الى بغداد بقدميه سنة 1991وقال لصدام حسين جئتك سابحا في بحر من الدماء ! ولقد سجلنا في حينها تحفظنا على توقيت الحوار وشكله ، ولكننا سجلنا في مقالة نشرت مؤخرا احترامنا وتقديرنا للشجاعة والسمو الأخلاقي اللذين دفعا البرزاني لتغليب منطق البحث عن  حل سلمي وعن إمكانية خفض المعاناة لشعبه واعتبرنا فعلته تلك مأثرة من مآثر ثقافة التسامح واللاعنف العراقية  ، وفي ذلك الوقت بالضبط ، كان هذا الثورجي المحترف الذي يحرض ويتفلسف  اليوم ضد التغيير السلمي ويعتبر المصالحة سمكة ميتة  يعمل في أكبر مؤسسات النظام الفاشي الإعلامية .

   إن الكلام في أجواء كارثة محدقة بالملايين بهذا الأسلوب لا يشرف أحدا، وكان حريا بهذا السيد أن يتصدى لمن ذهبوا لتنفيذ صفقة مناصب في الليلة الظلماء ومن وراء ظهر الشعب المظلوم  مع النظام الدكتاتوري ، وأعني مجموعة المنبوذ الكبيسي ولا يوجه  مساميره الصدئة نحو آخرين يريدون إنقاذ ما يمكن إنقاذه و دون أن يساوموا أو يخضعوا للابتزاز بل رفعوا ثوابتهم على الملأ  وقالوا : لا لمنطق الصفقة السرية ، نعم لعملية تغيير حقيقي ينهي الدكتاتورية ويفتح الباب أمام الناس لحماية أنفسها وبلادها  من المحرقة الأمريكية المؤكدة القامة .

   هل يوجد مجنون واحد يصدق بأن النظام الشمولي  سيسلم بمطالب الشعب ويباشر عملية تحول وتغيير حقيقيين نحو الديموقراطية ؟ إذا كان هناك احتمال لا يتجاوز الواحد بالألف بأن ذلك الأمر قد يحصل فعلا، فلا بأس بأن أكون أنا علاء اللامي ذلك المجنون الذي قد يتسبب هو وأمثاله بإنقاذ مليون عراقي من القتل في الحرب القادمة و ليحصد الآخرون أوسمة العنف والثورات اللفظية والركض خلف زبل الحضارات الأمريكان لكي يوصلوهم الى القصر الجمهوري ببغداد على ظهور الدبابات الأمريكية .

  وأختم بالقول أنني مازلت وحتى هذه اللحظة ضد الحوار مع النظام  وهو على ما هو عليه من تحجر وعنجهية واستبداد وتفرد ودكتاتورية ، ودون أن يقوم بما عليه من استحقاقات سياسية ومجتمعية . بمعنى إنني ضد الحوار مع هذا النظام  بأي ثمن سياسي صفقوي كان ، وتحت أي ظرف غير مبدئي ، ودون أي أفق  ولكن من الجبن واللامسئولية  رفض الحوار إذا كان  مشروعا له  ثوابت علنية وضمانات دولية  ويشمل القوى الرئيسية في المعارضة الوطنية العراقية دون استثناء . بمعنى أنني  لست ضد هذا الحوار بالمطلق ومن منطق تأثيمي متخلف بل من منطق التغيير والكفاح السلمي الشجاع الذي دشنه بجرأة  الشهيد الصدر الثاني تخلدت ذكراه العطرة  ومع المنطق المقاوم الذي يتلائم مع الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها الشعب العراقي المنهك والمقموع والمحاصر منذ أكثر من عقد من الحصار الغربي والعربي والقمع الدموي الحكومي .

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات سريعة حول : التغيير السلمي والعدوان النووي الوشيك !
- مئة وخمسة بالمئة انتهازية 105% :بمناسبة اقتحام الكبيسي ومجمو ...
- التصريحات الأخيرة للزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني : موا ...
- دفاعا عن مبدأ المواطَنة وليس عن فخري كريم !
- المعجم الماسي للتنكيت العباسي - طرائف من التراث العربي – الج ...
- لا أمان لصهاينة المعارضة العراقية !
- تعقيبا على مقالة - مبادرة للانفتاح الديموقراطي - للأستاذ باق ...
- ما المطلوب ، مجلة جديدة أم صوت جديد ؟ حول الدعوة لإصدار مجلة ...
- مديح لصبية أوروبية !
- قرار إيران بالزج بقوات - بدر - خلال الغزو :هل هي صفقة إيرا ...
- صياحهم ضد أمريكا وسيوفهم الطائفية ضد الشعب العراقي !تعقيبا ...
- العفو الرئاسي في العراق والتفاصيل الخفية : بداية تغيير حقي ...
- اللازم والمتعدي في الظلم !
- نعم لعروبة الحضارة لا لعروبة العنصر والدم !
- عروبة العراق ليست قبوطا !
- السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة- الجزء الثالث والأخ ...
- كتاب جديد عن العراق : نقد المثلث الأسود: النظام والمعارضة ...
- السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة !* -الجزء الثاني
- السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة !* - الجزء الأول
- الصحف الإسرائيلية تعترف : إعادة الملكية الى العراق جزء من مش ...


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - زلمة النظام حين ينقلب ثورجيا !