أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم خطوات الشيطان؟















المزيد.....

كيف نفهم خطوات الشيطان؟


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 08:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:........

يقول القران ؛(ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر)-النور 21-

اقول: تحدثنا بالامس عن مفهوم الشيطان وماذا يعني..وقلنا بأن حقيقة الشيطان هو الانا الذهنية وهي شئ اعتباري كاللغة والحكومة والقانون وغير ذلك مما يصنعه الانسان والمجتمع ولا وجود له في الخارج,وهذا يعني ان المجتمع هو الذي خلق وغرس هذا الشيطان في ذهن الانسان لا الله.. والان نريد ان نتعرف على حيل والاعيب هذا الشيطان اوالانا الذهنية لنتجنبها ونعيش مع وجداننا او مع ذاتنا الحقيقية.

هنا نستعرض بعض الامور التي تتسلح بها الانا لضرب الوجدان:
1-(التستر بالواقع),بما ان الانا وهمية وذهنية فانها تقوم بالتستر بالامور الواقعية لكي تظهر نفسها لصاحبها انها حقيقية ومن ذلك تسترها بالعقل والغرائز,وهذا احد اسلحة الانا لصرف الانظار عنها والقاء اللوم على الغرائز والشهوات بل حتى القاء اللوم على الشيطان لتبرئة نفسها من الخطأ والذنب كما قال موسى بعد ان قتل القبطي(انه من عمل الشيطان),او تصوًر للانسان المتدين انه يتبع عقله في التعصب لدينه ويعادي الاخرين ويتهجم عليهم لان عقله يحكم بأنه على حق, في حين ان هذا العقل خاضع لها تماما وغير متحرر من سجنها, ومن ذلك التستر بالعلم والثقافة فيتصور هذا العالم او المثقف انه على حق في استعلائه على الناس,او استغلال الجمال في المرأة الجميلة او المال لدى الشخص الثري او القوة لدى الشاب وامثال ذلك.كل هذه الامور الواقعية تستغلها الانا لتوحي لصاحبها بأنها موجودة ومتميزة عن الاخرين ويحق له ان يفخر بها أمامهم..او تتستر بقناع الاولياء وتدعي انها على حق,كالشيعي او المسيحي حيث تضع الانا صورة الامام علي او المسيح على وجهها لتقول لصاحبها هذا انا واني صالحة لانتمائي لهؤلاء.. اما الانسان الاصيل فلا يشعر بحاجة الى هذه الاقنعة لأنه يعيش على حقيقته في الظاهر والباطن.

2-(التمسك بالظاهر),فبما ان الشيطان هو نفس قشرية وظاهرية,فانه يهتم بالمظاهر والقشور والعناوين البراقة دون الاهتمام بالمحتوى والمضمون,ففي مجال (الاخلاق) يهتم الانسان (القشري) بكسب عنوان الكرم او الشجاعة من خلال اكرام الضيف والتبرع للامور الخيرية والحال انه بخيل على اهله واولاده, اويطلب العلم ليحصل على الاحترام وان كان من خلال تزوير شهادة جامعية او لبس العمامة, او يقوم باطالة اللحية والمواظبة على صلاة الجماعة ليقال انه متدين ,او لبس الحجاب ليقال انها شريفة دون العمل بمضمون الحجاب وهو الشرف والعفة ,وهكذا يتعامل المرء مع القيم الاخلاقية من خلال الاسم والعنوان فقط دون ان تمتد هذه الصفات الى قلبه ومحتواه الباطني,فيتولد من ذلك الرياء والغش والنفاق والكذب والخداع وامثال ذلك, وفي مقابل ذلك الانسان (الاصيل) الذي يهتم بكسب العلم والكرم والشجاعة والفضيلة لذاتها لا ليباهي بها امام الناس فتنمو نفسه الحقيقية ويزداد شعورا بذاته وانسانيته وتقوى شخصيته فلا يبالي بتقييم الناس له ولا يفرح لمدحهم او يستاء لذمهم لان شخصيته ليست مكتسبة منهم بل نابعة من أعماق ذاته..

3-(التنافس وحب الغلبة),في مجال العلاقات الاجتماعية نرى الانسان القشري يحكم على الاخرين من خلال المظهر دون المحتوى,وهي حالة شائعة حتى في البلدان المتقدمة حيث يحكمون على الشخص على اساس ملبسه الانيق وسيارته الفارهة وداره الفخمة ومكانته وعناوينه الاجتماعية, والمرأة على اساس جمال وجهها ورشاقة بدنها, والمتدين يحكم عليها من خلال حجابها وهكذا, وبما أن الناس يحكمون على المرء على اساس المظاهر فسوف تشتد حالة (التنافس) والرغبة في التغلب على الاخرين, لأن العناوين والمظاهر نسبية,ولا يوجد عالم الا وهناك اعلم منه,ولا صاحب منصب الا وهناك اعلى منه, ولا جمال الا وهناك الاجمل وهكذا.. وبما ان الشخص القشري لا يستطيع اكتساب العناوين الاعلى فسوف تتولد من ذلك حالات التوتر والاضطراب والحسد والمقت وتمني الشر لمن هو أعلى منه في العناوين.. اما الانسان الاصيل الذي يهتم بالمضمون فلا يحكم على الاخرين من خلال الظاهر والعنوان ولا يتنافس مع الاخرين لكسب عناوين زائفة ولا يجد رغبة في تحقيق الغلبة على غيره بل يعمل على تغذية نفسه وعقله بالعلم والعمل الصالح ويتحرك في طلب الحقيقة والمعنوية وبالتالي لا يشعر بالحسد والحقد تجاه الاخرين حتى لمن هو افضل منه وأكثر مالا وجاها بين الناس..

3-(التمسك بالدين القشري), بما ان الذات البشرية تتكون من قشرة ولب او نفس ظاهرية ونفس حقيقية,فكل شئ في عالمه يتكون من قشرة ولب وظاهر وباطن حتى الدين, فالمتدين يأخذ بالظاهر من النصوص الدينية ولا يتعمق فيها ليكتشف المضمون والمقصود منها,ولذلك يلتزم بالاحكام الشرعية حتى لو كانت غير صالحة لهذا الزمان, وهذا الشيطان لا ينهى المتدين عن الصلاة والصوم والحج بل يدعوه للاتيان بها ولكن بعد تفريغها من مضمونها,فيأتي بها للخلاص من الواجب والعقوبة الاخروية لا بدافع الحب والشوق ولهذا لا تؤثر هذه العبادات في اصلاحة بل تزيده بعدا عن الحق والانسانية, فالدين بهذه الصورة يعد سلاحا بيد الانا لكبت الوجدان وخنقه والتغلب عليه,لان كل دين يتلقاه الانسان من محيطه الاجتماعي تقوم الانا بالاستيلاء عليه واستغلاله لصالحها قبل نضج العقل وظهور الوجدان,وبما ان العقل ضعيف في هذه المرحلة يأتي هنا دور(التقليد)اي القفل على العقل وتسليم مفتاحه للفقيه يلعب به كيفما شاء,ويترتب على ذلك(العبودية)للفقيه وللشريعة القديمة, وبهذا تستخدم الانا او الشيطان الذهني إله الدين المزيف الذهني لضرب الاله الحقيقي في ذات الانسان, واذا تم القضاء على الوجدان فسوف لا يجد الانسان في نفسه باعثا لحب الاخرين ,بينما الانسان الاصيل يرى في الدين حالة وجدانية من الحب لله وللانسانية وليس حفنة من العقائد الذهنية المتكلسة والطقوس الفارغة, فالدين ينبغي ان يكون كالنهر الجاري متحركا ومتجددا ومتغيرا بما ينفع الناس ويتناسب مع حاجاتهم الروحية والثقافية المتغيرة, ولا يركد فيتحول الى مستنقع آسن يكثر فيه البعوض والاوبئة ويتحول الى مصدر ضرر وشر للانسان والمجتمع.

4-(الاضطراب),بما ان الانا تتستر خلف العناوين الاخلاقية والاجتماعية,فلا يوجد لدينا انا واحدة بل خلف كل عنوان تختبئ انا خاصة,فهناك انا القوي والشجاع التي تطلب من صاحبها الرد بقوة على من يشتمه ليقال عنه بانه شجاع ولكن انا الحليم والعاقل تطلب منه العفو والصفح ليقال انه حسن الاخلاق,وانا الكريم تطلب منه انفاق المال اما انا الغني تطالبه بالبخل,وانا الاب او الزوج الحازم تطالبه باستخدام الشدة تجاه الزوجة والاولاد بينما انا الرؤوف والشفوق تطالبه بعكس ذلك,اضف الى ذلك الانا الفردية التي تهتم بمنافعها الشخصية تتعارض غالبا مع الانا الاجتماعية التي تهتم بتقوية العلاقة مع الاخرين,والانا الفعلية تتعارض مع الانا المثالية في المستقبل, وبذلك يعيش هذا الشخص حالات الاضطراب والتوترالنفسي وعدم الثبات على سلوك واحد,وهو ما نستوحيه من الآية(وضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل),اي في داخل النفس هناك شركاء متساكسون وهي الأنات المتعددة المتنازعة وليس كما يتصور المفسرون من الاصنام المتعددة..بينما الانسان الوجداني وبما انه يتعامل مع رب واحد وهو وجدانه وإلهه الباطني فهو يعيش حالة السلام والصفاء والاستقرار النفسي والهدوء الروحي بعيدا عن هذه التجاذبات والصراعات النفسية..ولكن قد يعيش (القلق) على غيره ويحس بالمسؤولية تجاه الناس لا على نفسه.

5-(حب الذات),وهو اقوى سلاح بيد الانا,لان هذا الحب فطري في جميع الاحياء وهو في حقيقته حب الوجود,والوجود هو الله. ولكن بما ان النفس البشرية تتكون من قشرة ولب كالثمرة,وهذا الحب ناظر الى اللب لا الى القشرة,فعندما تقول احب الرمان,فانت تقصد اللب لا القشرة,فالانسان يحب ذاته الحقيقية بالفطرة ولكن بما أن اول ما يظهر من الثمرة هو القشرة فينصرف هذا الحب اليها وتحاول الانا مصادرته لصالحها فتكرس في الانسان الانانية والنفعية بدافع هذا الحب الفطري وتصوًر لصاحبها انه محق في حبها والتفاني من أجلها,والحال ان الانسان الوجداني يعرف جيدا ان غاية هذه الغريزة الفطرية هو اللباب لا القشور وعليه ان يهتم بتغذية ذاته الحقيقية وتقويتها ليعيش روح الانسانية لا الانانية.
هذه هي أهم وسائل الانا(او خطوات الشيطان) في تكريس وجوده في الانسان على حساب الوجدان,وبذلك يتميز الشخص القشري او الانسان المزيف عن الانسان الاصيل او الوجداني,وهناك تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع نتركها لتدبر القراء ............. وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- کيف نفهم الشيطان؟
- كيف نفهم العقلانية؟
- كيف نفهم الوحي؟
- كيف نفهم العقل؟
- كيف نفهم الحب؟
- كيف نفهم موسى وفرعون؟
- كيف نفهم الموت؟
- كيف نعرف الحياة؟
- كيف نفهم الانسان؟
- كيف نفهم العالم؟
- لماذا نقد الدين؟
- من ثمارهم تعرفونهم !!
- هل الخلل في النظرية ام في التطبيق
- هل الله يريد لنا حكومة دينية ام مدنية؟
- عندما يتحول الدين الى ايديولوجيا
- روعة الاقتصاد الاسلامي
- وهم الحق
- الاخلاق في السياسة
- القانون الجعفري وحقوق الانسان
- كيف نفهم الدين؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم خطوات الشيطان؟