أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - تلويث الدين بالسياسة














المزيد.....

تلويث الدين بالسياسة


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 08:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل توجد علاقة ضرورية بين الإخوان المسلمين والإرهاب؟ يتصل السؤال المطروح هنا بثلاث مرجعيات هي الإسلام والإرهاب والمسائل المطروحة في العِقد الثاني من القرن الثالث عشر. إنه تركيب يكتسب شرعيته من واقع الحال القائم، بين عناصر هذا التركيب الثلاثة. وحين يواجه المرء هذا التركيب بعناصره المذكورة يبرز مفهوم «النصّ» جنباً إلى جنب مع مفهومين آخرين هما «البِنية» و«القراءة» ونحن هنا، كي نتابع عناصر الموقف، نجد أنفسنا مضطرين إلى الكشف عن العوامل الكامنة وراء الرغبة في الاتصال بالإسلام، سواء جاء هذا الاتصال مباشرة عن طريق النص الديني الأول (القرآن الكريم)، أو عن طريق النصوص الأخرى التي تصنع، مجتمعة ما يُدعى «تاريخ الإسلام» في شتى صيغه الكتابية وبأي من اللغات التي قدم فيها منذ الإسلام الباكر مثل الفارسية والتركية والأندلسية، إضافة إلى لغات قديمة وحديثة وراهنة.

أما النقطة المحورية التي تظهر في الإشكالية التي نبحث عنها ها هنا، فتتمثل في ما وراء استخدام الإسلام بمثابته استراتيجية أو تكتيكاً أو أهدافاً إن ما وراء ذلك إنما هو ثنائية المصلحي والمعرفي. وغالباً ما يتغلب المصلحي على المعرفي. والمهم في ذلك هو الكامن في تلك الثنائية الجدلية: المصالح بكل تشكلاتها ودلالاتها، والمعارف بما يدخل فيها من معارف تكوينية ومن مصالح تسويفية. وضروري أن نضيف إلى ذلك تلك العوامل الداخلية والأخرى الخارجية، التي تسهم في الإجابة على أسئلته وتوجهاته ورغباته، وغالباً بالمقارنة مع مواقف وتوجهات إسلامية. بهذا الجهد، نكون قد أكدنا على النسبي والطارئ كما على الأكثر من النسبي وعلى ما ينظر إليه ثابتاً. نحن إذن هنا أمام التاريخ والبشر متحركين مفتوحين، وكذلك ثابتين في ما يفصح عن هوياتهم المباشرة.


ولقد كان لـ «القراءات» المتعددة للقرآن بل للتأكيد عليها، دور في أنسنة النص القرآني وتقريبه من مصالح الناس وأفهامهم. وهذا بدوره أسهم في إنتاج وبلورة نمط من الفهم القرآني المفتوح وفق جدلية المعارف والمصالح وفي سياقات تاريخية يمكن اكتشافها: إن تاريخية النص القرآني تجد مسوغها في كونها استجابة للواقع المعيشي والمتغير، أي لواقع البشر المتحول ثابتاً عبر كونه يرجع إلى التاريخ وللثابت متحولاً عبر كونه قائماً على التخطي والتجاوز.

إن وجود قراءات متعددة للإسلام نصّاً وتاريخاً وراهناً من شأن - خصوصاً في أتون ما يمر به الوطن الصغير والوطن الكبير-، يحمل في ثناياها الكثير من المفاهيم والمصطلحات والحدود، فإن حديثاً عن إسلام إرهابي، يغدو غير ذي معنى، وكذلك الحديث عن «إرهاب إسلامي»، فالتوافق بين المطلق نسبياً والنسبي مطلقاً وضمن كون المقصد من ذلك هو سعادة البشر، التي لا يمكن أن تكون فعلية إلا إذا قام ذينك المطلق والنسبي على المحايثة بينهما أولاً، وإلا إذا انطلق من أن تلك السعادة إنما هي ذات بعد واقعي متوافر في المجتمع البشري هذا أو ذاك، كما أراد العزّ بن عبد السلام، في حينه أن يعلن، وثمة مسوغ آخر لذلك المطلب يقوم على المحافظة على ما يراه البعض ضرورياً وحاسماً، وهو رفض القول بإمكانية تحول المطلق إلى نسبي متغير. وهذا ما يدعوه البعض «تلويث الدين» بمتغيرات السياسة وألاعيبها.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن
- الثورة السورية والمجتمع المدني
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد
- حياة السوريين وثمن الحقيقة
- المجتمع: الديني في مواجهة المدني


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - تلويث الدين بالسياسة