أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بركات العيسى - دم الدمى والدم بالدم














المزيد.....


دم الدمى والدم بالدم


بركات العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 22:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دم الدمى والدم بالدم
بات الحديث عن مقتل الشهيد المغدور محمد البديوي لسان حال طائفي أتخذ منه رئيس وزراء العراق نوري المالكي فرصة وبصريح العبارة والعلن للنيل من خصومه في الإنتخابات المزمع إجرائها في نهاية شهر نيسان القادم ، والحديث عن تصريحه الطائفي ومقولته الطائفية " الدم بالدم " باتت الأشهر في أيامنا هذه، بإسلوب عشائري لا يخلو من همجية الخطاب ، خاصة والمشاكل بين بغداد والإقليم في ذروتها .
المالكي لم يحرض الرأي العام العربي والعراقي على الكورد فحسب ، على الرغم من أن ذلك التحريض فتح جبهة جديدة في العراق بين الكورد والعرب على مستوى الشعبي ، إلا أنه كسح القضاء العراقي ودستوره أيضا بأسر الضابط الذي قتل محمد بديوي من جهة ، والطوق الأمني الذي فرضه على فوج حماية الرئاسة من جهة أخرى .
ليس من البديهي الحديث عن هادي المهدي ومدرب كربلاء ، والطفل عبدالرحمن خالد الذي قُتل على أيدي جنود من مكافحة الإرهاب العراقية لانها من الأوراق التي سُحلت لسان حال بعض القومجيين الهمجيين في بغداد . البديهي هو الحديث عن الشارع الذي تحوّل الى ضدين مع خطاب المالكي وجمع العراقيين العرب على مائدة واحدة ، سنة وشيعة ضد الكورد مصطلحا وشعبا بعيدا عن ذكر الشهيد محمد البديوي واستشهاده بالطريقة تلك ، وكأنما أرادوا أن يقولوا للكورد جملة وتفصيلا " كنتم أهلا للأنفلة " .
الطائفية في قضية الشهيد محمد البديوي لم تأخذ مخزى طائفي في المؤسسات العسكرية والحكومية العراقية فحسب ، بل تحولت الى ثقافة مؤسسات بالجملة ، والأكثر خطورة أن ياتي الحديث عن عضو في مرصد الحريات الصحفية في بغداد ونشره على صفحته الخاصة في الموقع الإجتماعي الفيسبوك وقوله " لابد من ثورة لسحل الأكراد في بغداد " .
ومن هنا بالإمكان تناول مدى همجية من يديرون تلك المؤسسات وخطورة إسلوبهم على بناء الإنسان في العراق .
ذلك الإنسان الذي تحوّل من ثقافة البناء والعمران الى إنسان السلاح ، وإنسان القتل ، وإنسان المذهب .
بدلا من إنسان العراق وصراعه طويل الأمد مع الإرهاب وصانعه الدخيلين والداخلين .
الإنسان هنا في العراق يبدو أنه تحوّل الى إنسان للسلطات وما أكثرها ، بدلا من روح الإنسانية التي باتت تخرج شيئا فشيئا من تلك الأشلاء المرمية رمية المغدورين في الأنبار ، والقصد هنا الشعب ، أو الدمى التي يتلاعب بها سياسيو العراق بالعقل الطفولي ذاته !.
الغريب جدا في قضية قتل صحفي أن يجتمع السنة والشيعة في بغداد على وليمة الكورد ، في وقت طزطز الجميع 480 صحافي عراقي لقوا حتفهم بأيدي مجموعات مسلحة من عناصر الأمن والإرهابيين ! ؛
ذلك ما دفع الكورد على المستوى الشعبي بمطالب الحفاظ على حياة الضابط في فوج حماية الرئيس الذي قتل محمد البديوي ، كردة فعل على الموقف الشعبي في بغداد ؛
والتهور الإعلامي العربي في بغداد لم يكن أقل خطورة من خطاب المالكي بتسميتهم " الضابط الكوردي " ، وكأنهم أرادوا أن ينقلوا ما أراده المالكي بالمعنى ذاته .
إلا أن التهدئة من الجانب الكوردي وعلى لسان وزير البيشمركة جبار ياور جاءت في الوقت المناسب كما التهدئة من نيجيرفان بارزاني في ملف النفط والميزانية ، وهذه ليست المرة الأولى التي يتنازل فيها الكورد لحكومة بغداد ليس تخوفا من التصعيد ، بقدر الحفاظ على مرحلة التحول الديموقراطي في إقليم كوردستان .



#بركات_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتزلت الكتابة
- عن هرطقة ((دولة القانون )) مجدداًً
- من الخردة الايرانية
- في زيارة (المهدي) المرتقبة .....
- منظومة الفشل الاستراتيجي في كوردستان .... ( نوشأيران مصطفى) ...
- المالكي في سياسة الفشار بالزعتر
- وانتظرك
- قناع العصيان المدني للإسلام السياسي في كوردستان
- في محرقة الاسلاميين مجددا
- في حضرة الاشتياق
- البروتوكول العراقي السوري بديل الضائع
- ثانية في مأزق المصالحة
- في عضة كلاب المالكي لأهالي شنكال
- إلى جسدك الكاتم
- حكومة المسخرة الوطنية
- قرابين العيد
- من يرفع السيف إذن؟
- العراق نقطة تحول دون ولاء
- وينقلب الله شرا على عبيده ........ حين تبرء الله من ايزيديته ...
- العراق نِعمة الله للفاسدين


المزيد.....




- -ساعد نساء سعوديات على الفرار وارتد عن الإسلام-.. صورة ودواف ...
- ماذا تكشف الساعات الأخيرة للسعودي المشتبه به قبل تنفيذ هجوم ...
- الحوثيون يعلنون حجم خسائر الغارات الإسرائيلة على الحديدة
- مخاطر الارتجاع الحمضي
- Electrek: عطل يصيب سيارات تسلا الجديدة بسبب ماس كهربائي
- تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل ق ...
- الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة ويستهدف مستشفى كمال عدو ...
- اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق ...
- مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بركات العيسى - دم الدمى والدم بالدم