الخلود والرحمة للأديب الكبير . أنسي الحاج - على جدار الثورة السورية رقم - 79

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 03:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

الرحمة والخلود للأديب الكبير. أنسي الحاج - على جدار الثورة السورية رقم - 79
الأديب اللبناني الكبير " أنسي الحاج " الذي فقدناه منذ أيام قليلة وقصّرنا في وداعه عاش مع ثورة شعبنا في سورية في متراسها الأول مدافعاً عنيدا عن حقنا في العيش تحت سماء الحرية والكرامة و بعدنصف قرن من الإستبداد القروسطي الذي لم يخضه له شعب في العالم ...
أعادني هذا الأديب العملاق إلى مقالاته واّرائه المزروعة رياحين وسنديان تجمع العطر مع صلابة الحق في جبال لبنان في حقول الصحافة اللبنانية الملونة كقوس قزح و الدائمة الخضرة تحت وشاح الثلج عرس الطبيعة الدائم كالأرز,,,فرأيت وشاح الألم يلف أديبنا الخالد من مأساة لبنان في ثمانينات و تسعينات القرن الماضي إلى مأساة سورية اليوم , لأن التاريخ يعيد نفسه مرة بشكل ملهاة وأخرى بشكل مأساة .. لكن مأساة شعبنا في سورية لامثيل لها في التاريخ لأنها بأيدي نظام فاشي طائفي يعيش نقطة الدم والخيانة منذ أريعة عقود ونيف ,,
وعدت لماكتبه أنسي في مجلة الناقد الهامة التي كانت تصدر في لندن في العدد الثامن عشر- ديسمبر 1989 تحت عنوان ( رحلة في جحيم الحقيقة الصغيرة -- ) مقال ملحمي طويل في خمس صفحات ..إختزلت لكم بعض فقراته المشابهة لما نحن فيه اليوم ::
(( الشر المكتوب عنه هناهو الشر الجماعي - الحرب , - وهي الحرب على المدنيين العزّل – الشر الفردي لاسيما الشر الأدبي والفكري هو في الغالب إثراء للروح يعلي الإنسان , ويزيده بالتمرد والإنعتاق , إنه خير متألم أو متكبر قلق .. متمرد ...
أتكون أنت ياألله إله الشر ؟ ومعجزات الخير لاتكون عندئذ إلا فعل كائنات أضعف منك ؟ ومع هذا تتوصل رغم ضعفها وبإرادة حبها المجنون إلى أن تخترق أحياناً حصار محيط الظلمة .. حصار محيط الظلمة الذي تفرضه أنت , وكنا نظن أن عدوك فارضه ؟
أيكون جوهرك هو الفظاعة , وتكون أنت لست إله الرحمة , بل رب الإستمتاع بالتعذيب والقهر والقتل والتدمير ... وتكون هكذا يا الله أشرس كائن في الكون ..
وأمصي في الرؤيا المقهورة فأرى الشرير الأصغر يحلل لنفسه الفتك على غرار الشّرير الأكبر ..لأن المفتوك به هو في نظره مجرد كائن محدود في الزمان والمكان , زائل عابر في حين أن الألوهة لانهائية أبدية , ولا يستطيع الأبدي إلا أن بلتهم الزائل والفاني , أن يسحبه إليه ليعيد إدماجه في المطلق .. فالموت وحده يوهّج الحياة . أهكذا أنت يا ألله ؟؟؟
لهذا فالفضيلة دائماً مغلوبة والخير محبط والعدل مداس, والحق مهان , بينما الفساد ممجد , والرذيلة مكافأة والجريمة مبررة .
الجالس في لبنان الفريسة المختارة لتجربة التفتيت الجالس في البلد البلا صديق , لأن الجميع يهربون من منظر الضحية , الناظر ودماء لبنان تسيل من عينيه , لايبصر غير قاتل ومقتول , تذوب كل الأسئلة في واحد , لماذا؟ ولأن الجواب .. ليس هو الجواب ..يظل السؤال معلقاً مثل إتهام متصلب بهدوء ...
إتهام الله لأن الجريمة المعمرة هي في حجم الله ....؟؟
لماذا يربح الشر ؟
وهل كان يربح لو لم يكن متستراً في بلادنا وراء الله ؟؟
عفوك يا ألله
أصوغ السؤال ثم أخاف
ولكن لولم أصغه أكاد أختنق
إذا كنت أنت الخير فستأخذني بحلمك
وإذا كنت الشرفلن تجد شرّي أسوأ من شرك
يبدو لبنان في نظرة مجردة بعيداً عن حمى التعصب
ودوامات ردود الفعل وشلل الخوف ونفاق العمالة
يبدوفريسة بين أنياب الذئاب وهي ما إصطلح على تسميتها – مؤامرة دولية –
وأهم أهدافها : ولعلها أهداف تجريبية – والظاهر حتى الاّن , بين هذه الأهداف تصفية القضية الفلسطينية وتفتيت لبنان أو تقاسمه للقضاء على نموذجه الليبيرالي وصيغة التعبش فيه , تمكيناًلإسرائيل للعيش بسلام وهيمنة على عالم عربي مبلقن , أومتناحر طائفيأ ومذهبياً إنطلاقاً من نموذج التناحر اللبناني ....)) التاريخ يعيد نفسه في سورية لكن بشكل مأساة تجاوزت الماّسي . أمام عالم أصم وأبكم ومتاّمر ....
رحم الله أنسي الأديب الوطني الديمقراطي الكبير والقلم النظيف , الجريء والمدرسة العلمية الإنسانية المتحررة من الميتافيزيك والتابو والنفاق والأنا .. لذلك من الطبيعي أن يكون سيفاً في وجه الشر وجيوشه واّلهته وطغاته .. أينما حلّوا ويقف بشجاعة المثقف الثوري إلى جانب شعبنا في سورية ولبنان وحلم حريته وتقدمه دون تردد وإلى جانب ثورتنا السورية الرائدة وحلم شعبنا وثوارنا الخيّر والعادل في الحرية والكرامة .. لفقيد الكلمة الحرة أنسي الحاج الرحمة والخلود – ليكن ذكره مؤبدا - 23/ 3 / - لاهاي

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات