أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - أبانا الذي في السموات














المزيد.....

أبانا الذي في السموات


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 19:21
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أبانا الذي في السموات, ليتقدس أسمك, ولتنعم على كل أبنائك الذين حملت عنهم ما لا يستطيعون حمله, أبانا الذي في السموات, قبل أن نتعارف عليك كان المشوار طويلا وكان الليل طويلا وكان الدرب طويلا ومحفوفا بمزيد من المخاطر, وكاد الأمل أن ينتهي نهائيا بعد أن فقدنا بصيصه, كانت الشياطين ترتع في قلوبنا وكان القوادون يديرون حياتنا وكأننا في بيت دعارة, ولكن حين عرفناك عرفنا معنى الحياة الحقيقي ومعنى الإله الحقيقي, لتقترب منا أكثر من أي وقتٍ مضى ولتعطنا مزيدا من وقتك ولتمنحنا حنانك, فحنانك لا نستغني عنه ولا يمكن لنا أن نستبدله بأي نوعٍ آخر من الحنان, أبانا الذي في السموات, لقد اختصرنا كل الطرق وكل المسافات والحياة معك نحتملها حتى لو جعنا وعطشنا لأن الذي يشرب من حنانك يبقى قلبه ممتلئا بحنان وللأبد, ولأبد الآبدين نعمنا معك في الحياة ولأبد الآبدين اخترنا طريقك الذي يتسع على مد النظر, أبانا الذي في السموات, لم نعرف أبا غيرك, ولم نعرف أحدا غيرك يحبنا ويعطف علينا, فنحن ضعفاء بدونك, قلوبنا مكسورة الخاطر, وبدونك لا نستطيع أن ندير أنفسنا مترا واحدا, نحن بحاجة إلى الرعاية الإلهية, ونحن بحاجة إلى وقوفك إلى جنبنا.

أبانا الذي في السموات, من أين نبدأ بالحكاية وبالرواية؟ لقد زوروا كتابك,وزوروا صورتك الحقيقية وفعلوا الشر وما زالوا عالقين بالأوهام , أنا فعلتُ كل ما بوسعي أن افعله, اقتربتُ منك كثيرا تماما وكأنني فراشة تحوم حول نورك الدافئ البهي, أحببتك بكل ما في قلبي من حب, علمتني معنى الحب وما هو الحب وما هي المحبة في الوقت الذي لبس فيه الناسُ ثوبا غير ثوبك, ولأجلك أحببتُ كل الناس, أبانا الذي في السموات, تعاملتُ معك كما أتعامل مع أبي فكنت بحقٍ تعاملني كابنك وليس كعبدك, هنالك فرق كبير بين الإله الذي يتعامل معي كإبنه وبين الإله الذي يتعامل معي كعبد من عبيده لا يملك أمره ولا يستطيع أن يفكر, وقرأت بما فيه الكفاية عنك ولكنني لم أتعرفْ عليك أكثر إلا من خلال تجربتي معك, أنت رائع جدا وشكرا لك على هداياك الكثيرة وتوصياتك الكثيرة واهتمامك الكبير بي, لم يهتم أي شخصٍ آخر بي كما هو أنت, ولم يعطف على قلبي أحد كما عطفت أنت , تلاحقني بالمحبة أينما اذهب, وتجعل قلبي يفيض حبا وإشراقا.

وتعلمت بما فيه الكفاية عنك, عرفتك بكل جوانحي وبكل ما عندي من أحاسيس ومشاعر فكنت بحقٍ تداوي قلبي وتشفي لي غليلي, تطفئ لي ناري كلما أشعلها الشيطان ..سمحتُ عن الذين يعادونني ونظرتُ في الآفاق فلم أجد غيرك ولم أعشق أحدا كما عشقتك حتى أنني كدت أن أطير من الفرحة إليك, أبانا الذي في السموات, صليت لك كثيرا وذكرتك أمام كل أهلي وأقربائي وأصحابي حتى أنهم شعروا بالغيرة مني ومنك, ما هذه العلاقة القوية بيني وبينك؟ وما هو سرها؟وما هو فحواها!!كل الناس تسأل عن قصة حبنا الكبيرة,حسدونا على العلاقة العاطفية التي تربطنا ببعض, أبانا الذي في السموات, لم أشعر يوما بالملل منك وأنت لم تشعر يوما بالملل مني, لم يقتلنا الروتين بل على العكس كانت العلاقة بيني وبينك وتكرار مشاهدها يثري الدم بالتدفق من عروقي والحبُ يثيرني أكثر, علاقتنا ليست علاقة سياسية ولا تنتهي بسفري من مكانٍ إلى مكانٍ آخر ولا تنتهي بموتي بل على العكس, إذا مت تستمر العلاقة أكثر وأكثر, وبعض العلاقات بين الناس تنتهي بالموت ولكن أنا وأنت لا يفصل بيننا هذا الموت, أبانا الذي في السموات, بحثت عن نفسي كثيرا ولم أجد نفسي إلا معك, تخلى عني كل الناس وأنت لم تتخلى عني, أبانا الذي في السموات, إن الأمل باقٍ بيننا وإلى الأبد, أبانا الذي في السموات, أبانا الذي في السموات والأرض, لن أستغني عن حبي لك ولن تستغني أنت عن حبك لي, تسمعُ كل آهاتي وتداوي لي كل أوجاعي, وتفتح لي كل أبوابك وكل يوم يكبر هذا الحب ويتسع صدري أكثر, لا أشعر بالضيق من حبي لك ولا تمل أنت من كثرة طلباتي, كل يوم أطرق بابك وكل يوم أقف على بابك ولا أراك إلا معطاء, تملك راحة البال التي تمنحني إياها يوميا, تعطيني أكثر مما أطلبه, تمنحني نعمة الأمن والأمان, باختصار شديد أنت جعلتني أرقصُ من شدة الفرح.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ست الحبايب
- لم أرَ مثل أمي
- أمي على المائدة
- الملائكة أصدقائي
- قليل من الخمر ينعش القلوب
- القطيعة مع التراث
- المسيحية صالحة لكل زمانٍ ومكان
- مفتاح السيارة
- اخترنا لكم:قصة للكاتب الرائع انطوان تشيكوف :
- التعليم البنكي في الدول العربية الإسلامية
- تجميل صورة الإسلام
- الأم هي أثمن شيء في المنزل
- صعوبات التربية والتعليم في الوطن العربي
- الأنظمة السياسية العربية المنهارة
- حضور يسوع في حياتي
- دوري في هذه الحياة
- من أنا بدون يسوع؟
- الألم جزء من حياتي
- يا رب
- هل أنا مجنون


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - أبانا الذي في السموات