رشيد عوبدة
الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 13:33
المحور:
سيرة ذاتية
على عكس كل من يتذكر أمه و هو عائد من رحلة ملؤها ضجيج الحياة ، عارجا على وردة يجعلها اكليلا على رأسها ، أو على قبلة يبصمها على جبينها ،أو على حضن يخلصه من ضنك العيش... حاولت أن انسى أنك غادرت من دون أن تصحبي طيفك ...
من كثرة تألمي لفقدك ، كنت لا أجالس نفسي انشغالا عنها، حتى لا استسلم لأي تفكير يجمعني بذاتي خوفا من تذكر لحظة اختطافك...
تاخذني الحسرة و الفزع عندما أجد أن الاخرين لهم صدر كله حرارة و حنو يتوسدونه إلا أنا ...بل إني لحد اللحظة لم استسغ غيابك، و لم أصدق رحيلك...
كلما نظرت في عين أحد من صغاري إلا وشعرت بيتمي ، وكلما لمحت طيف إحدى صديقاتك إلا و انتظرت طلتك...
كم يؤلمني أن أرى الأمهات و لا أراك معهن ...
من كثرة تأملي للموت أدركت أنه لغز إلا إني لم أكتشف للغز رحيلك معنى...
بعد موتك أمي أضحيت أذكرك مع كل نعش يمر بقربي ، فلم أعد أرى في الموتى سواك...
أمي كلما تذكرت أني تاخرت عن زيارة قبرك انتابني شعور بالذنب يأسرني... و كلما هممت بالكتابة عنك حزنت كلماتي وتوارت ملتحفة حزنها ،معترفة أن الحزن لا تعبر عنه أصوات أو كلمات، فتدمع عيناي لتلمع صورة عالقة بالقلب كما الفؤاد، و أن الغبار لا يطالها ولو طال الزمان، وأن رحلتك مهما طالت أحسها دوما للتو بدأت مشوارها...
أخبرك أمي أنك أمي إلى آخر يوم في عمري ...و أن طعم النجاح أو الفشل سيان عندي...و أنك حتى في قبرك أمي ...وكل ذكرى و أنت أمي...فنامي قريرة العين، فليس البعيد دوما عن العين غريب بل أكثر من حبيب ...
إلى روح والدتي رحمها الله تعالى
رشيد عوبدة
#رشيد_عوبدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟