أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - أسعد العزوني - سهل حوران ما عاد ينتج قمحا














المزيد.....

سهل حوران ما عاد ينتج قمحا


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 12:23
المحور: الصناعة والزراعة
    


ما عاد سهل حوران الذي يعد الحزام الأخضر اليانع في بلاد الشام ،ذو القمم الثلجية البيضاء الدائمة في الشتاء ، ينتج قمحا، من الدرجة الأولى ،ويصدره إلى إمبراطورية روما العظيمة ،لتصنع منه أجود أنواع المعكرونة ،وتقدمها للنخبة في أرقى مطاعمها، ولا يغيبن عن البال أن روما كانت تعتبر سهل حوران مخزن تموين لها.
سهل حوران ومساحته 13 ألف كم مربعا ،ويمتد من دمشق إلى تخوم جبال عجلون في الأردن، كان شديد الخصوبة، وقامت عليه حضارات سادت ثم بادت، مثل الرفائيون العمالقة الجبابرة2500 ق.م.، والآموريون الكنعانيون ،والإيطوريون الذين ينتمون إلى إيطور بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام، والحوريون الذين قدموا من منطقة القوقاز، إضافة إلى الآشوريين والسلوقيين والأنباط والرومان والغساسنة والقريشيين والرفاعي والزعبي والحريري وآخرين، وقيل فيه الكلام الطيب ،مثل أغنية "ع البال بعدك يا سهل حوران".
كان ذلك الزمن الجميل ،يتسم بالكرامة والعزة والإرادة والإستقلال، ولذلك فإن الحضارات التي سادت عليه، ثم بادت بفعل الحتمية التاريخية ،ما تزال آثارها تدل عليها ،بمعنى أن بصمتها ما تزال نافرة ،ولم لا وقد إتسم إنتاج سهل حوران من القمح بالجودة ،وكان الطعام المفضل لأثرياء روما؟
أما الزائر أو المار في سهل حوران هذه الأيام التي تتسم بكل السوء السياسي والإجتماعي والإقتصادي ،وخاصة من كان لديه خلفية عن واقع المنطقة في ذلك الزمن الوردي الجميل، فإنه يصدم حد الشهقة من الحال التي وصل إليها سهل حوران، فلا قمح ولا ورود أو أزهارا ربيعية زاهية، ولم يعد هناك حضارات قائمة، بل إتسم السهل بواقعنا الحالي.
كما هو معروف فإن واقعنا الحالي ،يتسم بالإنشقاقات الطولية والعرضية والأفقية والعامودية، لذلك فإن سهل حوران هذه الأيام عبارة عن أرض بور ،أصبح موطنا للأشواك، وللجفاف ،وما أصعب أن ترى أرضا كانت على مر التاريخ زاهية ،وقد تحولت إلى أرض جدباء بور ،تهرب منها الفراشات والنحل ،وتخلو من أي أثر من آثار الحياة.
ما يراه الزائر هذه الأيام في سهل حوران ،يبعث الأسى في النفوس ،فهو كما قلت عبارة عن أرض بور جدباء، وقد جرى تقسيمه حصصا صغيرة، وترى فيه بعض المربعات وقد زرعت بأشجار الزيتون ،ناهيك عن وجود حظائر مسفلته لمبيت الشاحنات، ومربعات اخرى للسكن والمصانع الملوثة للبيئة.
التحول الذي إجتاحنا منذ بدايات القرن المنصرم ،ونشوء الدولة القطرية "بضم القاف"، لم ينحصر في سهل حوران ،بل إجتاح نفوسنا ،لذلك نشعر بالجفاف الداخلي في نفوسنا ،ونزع البكرة من اعمالنا ، وإنعدام الرحمة فيما بيننا، وتحولت العزة والكرامة إلى ذل ومهانة، كما تحول الإستقلال والإرادة إلى خنوع للأجنبي وتسليم له ،حتى أن هناك من يدفع للأجنبي أجرة إذلاله لنا، وهذا ما يفسر الحال المايل للعرب والمسلمين .
اليوم يفتقد العرب والمسلمون ،النخوة والكرامة والعزة، ولم تعد "وامعتصماه" في أذهاننا ،وهذا ما يفسر صراخ حرائر العرب في فلسطين والعراق وسوريا ومصر ،ولا من مجيب ،مع أن الخليفة المعتصم ،حرك جيشا عرمريا إلى عمورية ،بعد خبر نقله له أحد التجار العراقيين القادم من عمورية الرومية وقال له أنه رأى علجا روميا يعتدي على إمرأة مسلمة ،وتستغيث بالمعتصم.
ذهبت ريح العرب، ولم يعد لهم وجود في هذا العالم ،وسيتم تقسيم بلدانهم إربا إربا، وسيهدم الأقصى وسيعترفون بإسرائيل دولة يهودية، فنحن نعيش وضعا يضاهي وضع سهل حوران الذي إفتقد الزهو والعزة والكرامة والإخضرار .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد رائد زعيتر ..رب ضارة نافعة
- سيتعبون ..ومن ثم سيرحلون
- الأردن ليس وطنا بديلا للفلسطينيين ليغلق هذا الملف فورا
- ملتقى الأيام الثقافية الليبية ..مثال يحتذى
- أسوأ من سمكة نتنة
- الحل النهائي ..لعب على التناقض الأردني الفلسطيني
- -إسرائيل- تسحب ولاية الأقصى...الأردن مطالب بالتحرك الفوري
- رسالة مفتوحة إلى السوريين كافة... جنيف ليست مربط خيولكم
- السيسي ليس ناصريا ولا نبيا رسولا
- تعويضات اللاجئين ..مصيدة الحل السهل
- مصر تدخل دائرة التفجير.. دعوات بن غوريون ويعالون
- خطة كيري ..طبخة بايتة
- العلاقات الأردنية –الإيرانية ..تعديل المسار
- سوريا ..تناحر المرتزقة
- محكمة الحريري ..المقدمة لتفجير لبنان
- مصر تحترق ..السيسي إلى الأبد رئيسي؟؟!!
- مات شارون
- التشدد الأردني ...آلآن إسترحت
- زيارة البابا ..أهلا وسهلا
- علمانية إسرائيل ويهوديتها ..العرب قيد الشطب


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - أسعد العزوني - سهل حوران ما عاد ينتج قمحا