أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - بيان إلى الشعب القبطي المكلوم














المزيد.....

بيان إلى الشعب القبطي المكلوم


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن الأقباط في أشد الحجة اليوم للصدق مع النفس. نحن نعايش اليوم حالة من التمزق والتفسخ الشديد بين أعضاء الكنيسة القبطية كبار وصغار على مستوى المجتمع وعلى مستوى الكنيسة. الأربعين سنة لعصر الأنبا شنودة تركت الكنيسة مهلهلة في كل شيء. شبابنا القبطي من منهم لم يهجر الكنيسة حتى الآن فإما أنه عنده مشروع لهجرها وإما أنه قرر أن يهجر استخدام العقل فانغلق على نفسه فكريا وأصيب بحالة من الهلوسة الدينية والعبادة الوثنية. إن أغلب من يحاول أن يستخدم عقله في المجتمع القبطي فإما أنه ترك الكنيسة القبطية فعلا لكنائس أخرى أو أنه أصبح ملحدا أو أنه قنع بما يعتقد بدون تعليم أو رعاية وانغلق على نفسه وأصبح يبغض بشدة كل ما له علاقة بالكنيسة القبطية. أن تلك الحالة من التمزق هي النتيجة الطبيعة لكل ما حدث في عصر الأنبا شنودة من:

فساد في التعليم
فساد في الرعاية
سوء استخدام السلطة
مع الإصرار على إلغاء استخدام العقل

وترتب على ذلك أن هذه هي أول مرة يتفشى كل هذا الكم من التعاليم الهرطوقية الخطرة البعيدة عن الإيمان الأرثوذكسي في الكنيسة القبطية التي تميز تاريخها الطويل باستقامة الرأي والنقاء العقائدي.

إن هذه هي أول مرة في تاريخ الكنيسة القبطية تتعرض لكل هذا الانقسام المشين والمسيء لنا جميعا والتشويه والتعريض بسمعة معلميها الروحيين على الملأ مع لاستهانة بعثرة الشعب القبطي مما أضر بنا جميعا.

إن هذه هي أول مرة في تاريخ الكنيسة القبطية تحدث تلك الفجوة الضخمة بين الشعب وقادته. لقد فقد الشعب تماما ثقته في القيادة الكنسية خصوص الأجيال الجديدة التي لم تعد تجد أي غضاضة في التهكم والاستهزاء بقيادات الكنيسة التي فقدت كرامتها بعد أن تنازلت عن قيمها الأصيلة التي تحفظ لها وقارها واحترامها.

إن هذه أول مرة نرى الشعب القبطي منقسما على نفسه في كل شيء بهذه الدرجة الغير مسبوقة بسبب انقسام قياداته المدمر لكل خير في الكنيسة. لقد انهارت الكثير من الربط التي كانت تجمع الأقباط في وحدة فكرية ومجتمعية نادرة وذلك بانهيار القيم القبطية الأصيلة وضياع الوعي الكنسي المفقود والمفتقد، فإذ بالقيادة الكنسية المنقسمة تضيع ما تبقى لنا من التماسك المجتمعي.

لقد بدأ الأنبا تاوضروس بدءا حسنا بعمل المؤتمرات الحوارية للدراسات الجماعية الجادة لإمكان الوصول لحلول عملية لكل المشاكل الصعبة جدا التي تواجهها الكنيسة القبطية. إلا أن كل تلك الدارسات والجهود تمر بمرحلة التجميد أمام مواقف المجمع المقدس وبعض الأساقفة المعارضين للإصلاح الكنسي وذلك اعتبارا لمصالحهم الخاصة التي هي ضد العمل الكنسي ومصلحة الشعب القبطي كله. والأخطر من ذلك أن بدأ التلاسن والهجوم على شخص الأنبا تاوضروس. وقد ظهرت جماعات مندسة بين ألأقباط تحمل أسماء قبطية يحركها الأساقفة لنشر الوقيعة والهجوم على البابا وخططه الإصلاحية لتجميد الموقف لحساب الفساد القائم اليوم في الكنيسة. والأخطر من ذلك هو أن بدأ هجوم الأساقفة للدفاع عن موقفهم المتردي في الفساد يأخذ شكلا أكثر خطرا بالخروج إلى صفحا ت الجرائد اليومية مستخدمين الظروف السياسية الدقيقة التي تمر بها مصر في محولة للتعريض بالبابا وابتزازه حتى تتوقف كل الخطط الإصلاحية.

لذلك علي الشعب القبطي بكل مثقفيه وقياداته أن يقف وقفة قوية حازمة للعمل على إنقاذ ما تبقى لنا كأقباط بعد أربعين سنة من التراجع الثقافي والحضاري والمعرفي الذي أثر علينا جمعا وتراجع بالمجتمع القبطي على كل المستويات سواء المستوى الفردي أو الأسري أو المجتمعي مما أثر جدا على حضور الأقباط المؤثر وشراكتهم في المجتمع المدني والعمل الوطني.

لكل ذلك يلزم سرعة قيا م المنظمات القبطية بعمل اجتماعات على المستوى الشعبي. أولا لشرح خطر ما نحن فيه من وضع متردي يقوده أساقفة الكنيسة . ثم البدء في عمل خطة عمل لإنقاذ المجتمع القبطي من خطر مريع يتهددنا جميعا.

سامي المصري



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف المصري المزدوج «موقف غائم وغامض»
- الله والإنسان (1) الخطأ والشر
- الشعب المصري «يتحدى العالم ويغلب Contra La Mondom» (1)
- قصة نصر أكتوبر كما عشته (1) «اليوم الأول»
- لوبي الأساقفة الأقباط ولجنة الخمسين لكتابة دستور مصر
- ماذا جرى لعالم الإنسان وماذا يحدث في مصر اليوم
- يا شعب مصر البطل لقيانا اليوم مع التاريخ
- يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟
- الثورة المصرية والمتأمركون المتصهيونون
- فيلم «الراعي» بين الجمال والقبح
- أنا الشعب ... أنا الشعب «لا أعرف المستحيل» (2)
- أنا الشعب .. أنا الشعب 1- «لا أعرف المستحيل»
- «ديمقراطية أولاد السفلة» تسحق مصر
- الفصل الثاني من السيرة الذاتية للأنبا شنودة الثالث
- «الشرف العسكري» كما يراه العوا والإخوان
- «عام جديد 2012»... آه لو يعود.. ليعود الفرح والحب وحرية الرو ...
- «العدوان الثلاثي» الجديد على مصر
- شرف مصر المُهدَر بين عسكريين أشرار وتجار دين فجار
- «الانتخابات» مهزلة
- ارحل ... لقد انتهى وقتك... رصيدك نفذ


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - بيان إلى الشعب القبطي المكلوم