أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق أبو شومر - إبداعات وتخاريف وجهالات














المزيد.....

إبداعات وتخاريف وجهالات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 18:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أرسل لي أحدهم رسالة إلكترونية عاجلة ومهمة جدا، كما ادَّعى،جاء في الرسالة:
"أفتى الشيخ صالح الفوزان بحرمة البوفيه المفتوح، والذي يتيح للآكلين أن يأكلوا ما يرغبون بسعرٍ موحد، وسببُ التحريم يرجع إلى أن البيع والشراء، ليس فيه تحديد للسلعة المُباعة والمشتراه "
تذكرتُ سلسة الفتاوى الغريبة،ـ والتي بدأت منذ زمن طويل عندما أفتى مفتو الجهالات بحرق أي كتاب يذكر حركة دوران الأرض، فمن يقُل : إن الأرض تدور، فهو خارجُ عن المِلَّة!!
وتذكرتُ أيضا إفتاءات الجهالات ، بجواز إرضاع البالغ من ثدي زميلته في العمل ليصبح ، ويحق له بعد أن يرضع خمس رضعات مشبعات أن يراها في كل الحالات، وأن يبقى معها وحيدا، أو أن يصحبها حيثما يشاء!!
ويُحرِّم مفتون أخرون في الوقت نفسه على الآباء الذكور أن يختلوا ببناتهم، ويحرمون كذلك خلوة الإخوة الذكور بالإناث، خشية سفاح الأقارب!!
وازدهرت في العصر نفسه فتاوى أكثر تطرفا وغرابة، كمثل الفتوى الحديثة المشهورة بجواز مضاجعة الرجل لجثة زوجته الميتة!!!
تذكرتُ أيضا بعض طرائف القرن الماضي، عندما استهزأ الكاتبُ الكبيرُ ،أحمد أمين، بالغُلاة المُضلِّلين ممن يطاردون التسميات، ووصفهم بأنهم جاهلون ، لا يملكون الحد الأدنى من الثقافة والوعي وقال:
حرَّمَ بعضُ المتنطعين تسمية علم الطبيعة!! وطلبوا أن تعاد التسميةُ ، واستبدلوا (علم الطبيعة) بعلم وظائف وخصائص الأشياء بأمر الله، لأن الفقيه الأشعرى قال:
ومَن يقُل بالطبعِ أو بالعلةِ.... فذلك كفرٌ عند أهلِ المِلَّةِ!!
تغصُّ المواقعُ الإلكترونية وكثيرٌ من الصحف بالإفتاءات الغريبة والعجيبة، وأكثر تلك الإفتاءات غرابة، هو ما يتعلق بالجنس والنساء، فقد توسَّعتْ الفتاوى، وكثُر مقعدون كثيرون يرتزقون من مهنة الإفتاء، بعد أن صار الإفتاءُ سلعة رائجة تلقى إقبالا منقطع النظير، وتساهم في نظام العولمة التجاري، حتى ولو كان ذلك على حساب الثقافة، وصار نظام العولمة التجاري يبحث عن هؤلاء ويُبرزهم في وسائل الإعلام لأهدافٍ اقتصادية، لكي يُقسِّمَ العالَمُ قسمين لا غير؛ مبدعين يحتكرون الإبداعات، ومستهلكين جاهلين يعيشون على الجهالات!!
أما المثقفون والواعون- عند نظام العولمة- فهم معطِّلون لعجلة العولمة، تجري تصفيتهم على نارٍ هادئة، ولا مفرَّ أمام هؤلاء المثقفين والواعين سوى الانضمام إلى فريقٍ منهما!!
لم أُفاجأ عندما قرأتُ خبرا مميَّزا، تابعَهُ عشرات آلاف القارئين، وحظي بنسبة مشاهدة عالية في اليوتيوب، أكثر من كل قارئي المقالات الفلسفية والفكرية والتوعوية، وأكثر من كل متابعي الحركة الثقافية، والخبر هو:
"تملكُ الفتاةُ الكويتية سلوى المطيري قدراتٍ خارقةً في معرفة الأبراج والحظ، أعلنتْ اليوم 15/3/2014 بأنها قادرة على حل لُغز الطائرة الماليزية المختفية، وأن هناك شخصا مهما في الطائرة هو السبب، وأنها تنتظر طلبا من السفارة الماليزية لتقوم بالمهمة"!!
استعدتُ قصةً فتاة أورليان الأُميَّةَ، في القرن الخامس عشر ، قرن الجهالات، عام 1420 م عندما ادعت الفتاة الصغيرة ( جان دارك)أنها قادرة على رؤية المستقبل وتمكنتْ من إقناع ملايين الفرنسيين بأنها تملك قوىً خارقة، وهي بكل ما تملكه من قدرات لم تتمكن من منع الجلادين من قتلها وتقطيع جسدها ، ثم حرقها!
أسئلة تحتاجُ إلى إجابات:
لماذا انتعشتْ الجهالات في عصر التكنلوجيا فائقة السرعة؟
هل يعود ذلك إلى أن هذه التكنلوجيا فائقة السرعة عدوٌ لدود للثقافة والوعي؟أم أنها لا تحمل رسالة ثقافية توعوية؟
هل أحبطتْ هذه التكنلوجيا كثيرين، وألجأتهم إلى الخرافات ليُعَوِّضوا هذا النقص؟
أم أن هذه التكنلوجيا تخضع لاحتكار بعض الدول، ولا يُسمح بكشف تقنيتها وأسرارها؟
أم أن هناك ضمورا في الكفاءات الثقافية والعقلية، مع غياب برامج التثقيف والتوعية في معظم بلاد العالم الفقيرة؟
أم أن الخرافات والهرطقات أسهلُ الوسائل لتحقيق أرباح سريعة، بدون استثمارات؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب السايبرية وحروب الألسنة العربية
- زعيمان وسفينتان
- مناجم التكنولوجيا الرقمية
- ربيع النساء المقهورات
- دحلانيون مجنحون
- دعواتكم بسلامة أوكرانيا
- من هو الرئيس الكهل الذي تنبأ بالنانو؟
- التوحيدية كارثة ثقافية
- البصاق ليس مطرا من السماء
- جيش يهودي لغزو أسبانيا
- أسباب شيخوخة الأحزاب
- اتقوا عدوى الإحباط
- رياح التسونامي الاقتصادي تضرب إسرائيل
- من هم فرق الرعب في غزة؟
- لماذا تجسس إسحق بيرغيل على إسرائيل؟
- الناس على دين إعلامهم
- فضيحة عاشق من شرطة إسرائيل
- تصفية اللاجئين خطة رقم 2
- تصفية المخزون النضالي الفلسطيني في اليرموك
- رسالة خاصة إلى العوليم ليبرمان


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق أبو شومر - إبداعات وتخاريف وجهالات