أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - د. شاكر النابلسي عفواً














المزيد.....

د. شاكر النابلسي عفواً


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1250 - 2005 / 7 / 6 - 11:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أحسب هذا المقال يندرج ضمن الجدل الفكري والحراك الشعبي الصحي، حول قضية الإخوان المسلمين، واحتمالات وشروط انضمامهم لمسيرة التغيير والإصلاح السياسي بشرقنا الكبير. كما لا أحسبه قضية شخصية لا تخص إلا شخصي، وإلا لأخذت شكل العتاب المباشر، بيني وبين أستاذي د. شاكر النابلسي، دون أن أقحم فيها من أعتقد أن القضية تهم كل منهم، أعني شعوب شرقنا عامة وخاصة.
كنت قد كتبت مقالاً بعنوان "الإخوان المسلمون والإخوان الحالمون" رداً على مقال لأستاذنا د. شاكر النابلسي بعنوان "هل سيأتي الإخوان المسلمون بالطوفان الأكبر"، فندت فيه في عجالة بعض حيثيات انضواء الجماعة تحت راية التحديث والإصلاح في المنطقة، وزعمت في مقالي أن هذا حلم ليبرالي بعيد المنال.
إلى هنا والقضية خلاف فكري بيني وبين من أعترف له بالأستاذية عن جدارة وليس تفضلاً أو مجاملة مني، لكن مقال د. شاكر النابلسي يوم الأحد 3 يوليو 2005 أذهلني بالدخول إلى حارة ضيقة وعنصرية، لا أقبل أن يدفعني أحد لدروبها الملتوية، وذلك بقراءة مقالي على خلفية دينية أي عنصرية!!
أنا قبطي نعم، وأحمل هموم الأقباط على كاهلي حتى الرمق الأخير.
أنا مصري نعم، وأحمل هموم ومعاناة أهلي وأبناء وطني، رسالة لا يفصلني عنها إلا الموت.
أنا شرق أوسطي أجاهد ما استطعت لإخراج الشرق من كبوته وسباته الذي طال.
وأنا في النهاية إنسان تشغله هموم البشرية كهم شخصي، ويكتئب لاتساع ثقب الأوزون، ويصاب بالهلع من ظاهرة الصوبة الزجاجية التي تهدد بارتفاع درجة حرارة كوكبنا، ومن تداول أسلحة الدمار الشامل بين أياد مهووسة وإرهابية، بجانب الخناجر والسيوف.
ولأن كل دوائر انتمائي واهتمامي حاضرة دائماً أمام عيني، لا تغيب عنها دائرة، أو تتضائل لتتعملق دائرة أخرى، فقد كنت أتصور أن يراني قرائي هكذا، إنسان يحاول أن يعبر عن نفسه، وعن آماله في غد أفضل للأبناء والأحفاد.
ظلم بين يا أستاذنا أن تختزل كلماتي في عنوان: هلع الليبراليين الأقباط، فلقد تعارفنا عبر الكتابة على أرضية إنسانية، أو على الأقل شرق أوسطية.
الأقباط وأنا واحد منهم، لهم تحفظاتهم الخاصة على خطاب الإخوان المسلمين، ومتى أردت أن أفصِّل رأيي في هذا الجانب سأعرضه بوضوح وبلا مواربة.
والمرأة في سعيها للحرية لها تحفظات كذلك على خطاب الإخوان، ومتى أردت أن أفصِّل هذا الأمر سأعرضه أيضاً بوضوح، رغم عدم انتمائي للجنس اللطيف!!
كذلك اليهود والبوذيون والهندوس والسيخ واللا دينيون والملاحدة.
أما خطابي المعتاد، والذي أعتقد أنك تتابعه جيداً يا أستاذنا، فلا أتصوره إلا خطاباً إنسانياً، لا يتبنى قضية طائفة أو شعب محدد بما يتناقض مع مصالح وتطلعات أي إنسان في أبعد مكان على سطح الكرة الأرضية، فلم ولن أتبنى رؤى قبطية تتناقض مع رؤى عادلة وإنسانية لأي طائفة أو عنصر في أي بقعة من كوكبنا، سواء اندرجت هذه الطائفة أو لم تندرج تحت المسمى المدهش الجديد الذي تقترحه، وهو "الإخوان الموحدون"، الذي أعتذر مقدماً أنا وأولادي وزوجتي عن الالتحاق به، ليس فقط لأن توحيدنا متهم بالتثليث، ولكن والأهم لأنه يخرجني عن دائرتي الليبرالية، ويحشرني في تصنيف ديني، في دائرة سياسية وليس في دائرة العبادة الخاصة بالإنسان وربه.
اقتراحك يا أستاذنا (الإخوان الموحدون) يتناقض مع مقولاتنا الليبرالية المشتركة، وأهمها فصل الدين عن الدولة وعن السياسة والاقتصاد، حتى ليبدو الأمر ليس كما تصورته محاولة من الليبراليين لجذب الإخوان للدائرة الليبرالية، وإنما العكس بتنازل الليبراليين عن منطلقاتهم، كأننا في لعبة شد الحبل بين طرفين غير متكافئي القوة!!
كان عجيباً أيضاً من أستاذنا أن يقول بأن لا أحد غير الليبراليين الأقباط قد انتقد التقارب مع الإخوان، رغم أن سيادته مطلع ولاشك على معظم ما يكتب في هذا المجال، ويعرف أن عدد المفكرين المسلمين الذين يعارضون هذا التوجه يفوق مئات المرات عدد المفكرين الأقباط!!
أرجو من أستاذنا الكبير د. شاكر النابلسي ألا يدرجني بعد الآن ضمن ما يسميه "الكتاب الليبراليين الأقباط"، كما سأتراجع منذ الآن عن قبولي للاندراج تحت مسمى "الليبراليين العرب الجدد"، فالحقيقة أنني قبلت ذلك مرحلياً، بغرض تسليط الضوء على شعاع فجر جديد يتشكل عند الأفق، يبشر بالحداثة والحرية لشعوبنا الغارقة فيما هي فيه منذ قرون وقرون، لكنني في الحقيقة "لست إلا ذاتي، ولا أحب ما تبذله من جهد لكي تحشرني في تصنيفك"، مهما كان هذا التصنيف نبيلاً وشريفاً.
كنت أتمنى أن يتطرق تعليق د. شاكر النابلسي لمحتوى مقالي، فلو فعل لكان في هذا فائدة كبيرة، لي أنا على الأقل، إن لم يكن لجميع من يتناولون القضية، بغض النظر في أي جانب يقفون، وأنا في انتظار أستاذنا أن يفعل، فنحن جميعاً في مركب واحد، ونقف على أرضية ليبرالية مشتركة، ولم تتفرق بنا السبل، وليكن هذا الحوار المتبادل سحابة صيف عابرة.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون والإخوان الحالمون
- الليبراليون الجدد في مواجهة خلط الأوراق
- العلمانية ومفهوم الوطنية
- الخصوصية والذاتية وجذور الليبرالية
- رسالة مفتوحة إلى د. أحمد صبحي منصور
- العلمانية ومفهوم الهوية
- العلمانية وجذور الصراع مع الغرب
- شعوب الشرق وخيار شمهورش
- الغرب والقفز إلى المجهول
- هل يُلْدغ الغرب من جحر مرتين؟
- البرجماتية غائبة. . ولكن
- وطنية نعم، فاشية لا
- الليبرالية الجديدة والتناول المغلوط
- يحكى أن . . . . . .
- الليبرالية الجديدة وثنائية الشكل والمضمون
- الخطاب الإعلامي العربي بين الوصاية والتضليل والليبرالية المف ...
- د. سيار الجميل . . عفواً
- ثوابت الأمة والخلط بين الواقعية والانهزامية
- مستنقع الكذب وضبابه
- فيصل القاسم يسفر عن وجهه الليبرالي


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - د. شاكر النابلسي عفواً