أيمن الدقر
الحوار المتمدن-العدد: 1250 - 2005 / 7 / 6 - 11:55
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لعل المقررات والتوصيات التي صدرت عن المؤتمر القطري العاشر للبعث والتي اتفق على البدء بتنفيذها بسرعة ووتيرة عالية فور انتهاء المؤتمر، سواء من خلال عمل الحكومة أو السلطة التشريعية أو الجهات المختصة الأخرى والمعنية كل منها بما ورد في تلك التوصيات، كان من المأمول أن تترجم وبسرعة على الأرض، كما تمنى الكثيرون من أبناء سوريا، وبالطبع فنحن ندرك (أن جميع التوصيات والقرارات بحاجة إلى فسحة من الوقت لترجمتها الترجمة الصحيحة التي تلبي الغاية من صدورها) إلا أننا لم نجد حتى هذه اللحظة (على سبيل المثال لا الحصر) مايدل على البدء بالعمل، أو خبراً يشير (مثلاً) إلى أن قانون الأحزاب قد أصبح في طور الوضع أو الدراسة، أو أن قانون الطوارئ دخل في طور التعديل أو التبديل، أو شرح ما هو غامض من فقراته.. وما ينطبق على المثالين السابقين ينطبق على قانون المطبوعات، إذ لم نلمس حتى الآن ما يشير أو يدل على أن لجاناً قد اجتمعت أو لجاناً قد كلفت بإعداد دراسات وخطط لتعديل هذا القانون الذي اتفق جميع من يعمل في سلك الصحافة على أنه أقرب إلى (قانون العقوبات منه إلى قانون الصحافة) كذلك فيما يتعلق بإيجاد آليات فعالة لمكافحة الفساد والقضاء على أسبابه، أو توضيح رسمي لمعنى اقتصاد السوق الاجتماعي ومدى تأثيره على حياة المواطن.
كل ما علمناه أن لجاناً اجتمعت وأصدرت مشاريع قوانين (قد تكون ضرورية وهامة) لكنها في النهاية (لا علاقة لها) بالنقاط المثارة أعلاه، خاصة وأن هذه النقاط كانت ولمدة أشهر سبقت المؤتمر القطري العاشر مثار نقاش وتحليل وخلاف واختلاف والتقاء بين أغلب فئات وشرائح المجتمع السوري، ولعل المفارقة أنه رغم أمل الشارع السوري بتوسيع (الفسحة) فقد تم إغلاق منتدى الأتاسي العريق دون أن يصرح أي مصدر مسؤول عن سبب إغلاقه، وكذلك تم إغلاق صحيفة (المبكي) بسبب تناولها القضايا السياسية دون أن تملك ترخيصاً لذلك، وقد تم إغلاقها دون إعطائها فرصة كافية لإعادة النظر بالمواد التي تطرحها.. رغم أن بعض الدوريات الأخرى تتناول مواضيع سياسية وحالها كحال صحيفة المبكي ولكنها لم تتعرض إلى الإغلاق..
ما نود قوله في النهاية: إن مشاريع القوانين والتشريعات الهامة التي شغلت الشارع قبيل المؤتمر(التي أشرنا إليها) والتي يجب أن تأتي ترجمة عملية لمقررات وتوصيات مؤتمر البعث العاشر، لا يعلم أحد مصيرها حتى الآن..
ولذلك نأمل من حكومتنا إطلاع الرأي العام السوري والعالمي إلى أين وصلت هذه المقررات والتوصيات.
#أيمن_الدقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟