طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 22:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مما لاشك فيه ان العراق عانى ويعاني من الهجمة الأرهابية الممولة والمنظمة والمدعومة من قوى الشر التي استحلت القتل والموت والدمار وتفننت في استهداف الأبرياء ،وهي تحاول جاهدة ايقاف عجلة الحياة في عموم البلاد ما استطاعت من سبيل الى ذلك .
وكذلك سمعنا اشكال الدعوات واصناف الأفكار التي تحاول ان تقرب وتيسر للعراقيين القبول بأنواع من الفيدرالية المبطنة بالخديعة والتي لاتحمل النوايا الحسنة لمصلحة العراقيين بل تحمل بذور الفتنة والتجزئة ،ولسنا ممن يعارض الفيدرالية السليمة التي تحافظ على وحدة البلاد ومصالح شعب العراق .
ولكن ان يوصلنا الخوف من الأرهاب ان نطلق على العراقي بالغريب عندما يتحول من مدينة الى اخرى داخل العراق ونمنع دخوله الى المدينة الفلانية الا ّ اذا احضر كفيل ضامن فهي الطامة الكبرى التي تجعل العراقيين يعيشون الغربة داخل وطنهم !
ماذا يمكن ان نسمي هذا : ان المدينة الفلانية التي تتبع مثل هذا النهج يكون من حق المدن الأخرى استخدام نفس الطريقة ضد ابناءها وفق مبدء المعاملة بالمثل ،وهكذا سنكون حققنا ما لم يتمكن من تحقيقه الأرهابيون انفسهم ومن يساندهم من وراء الستار ، الذين عملوا جهدهم لتمزيق وحدة العراق وتفكيك اوصاله ،حيث اننا سنحول مدن العراق الى دويلات منفصلة بعضها عن البعض الأخر فليس من السهل ان تحصل على كفيل في أي مدينة خصوصا ً والعراقي اعتاد التنقل بين مدن بلاده المختلفة سواء للسياحة او للعمل .
هل هناك حلول بديلة :
ان الحل الأمثل هو تقوية المعلوماتية والأجهزة الأستخبارية وربطها بوحدات معلومات خاصة بكل مواطن يدخل ويخرج ، في مداخل المدن ،وبث كاميرات المراقبة الحديثة ودراسة تجارب الدول المتقدمة التي تنعم بالهدوء والأستقرار ،وتسهيل تناول ومداولة هذه المعلومات بحيث لاتكون عبئ تفتيشي جديد على المواطن الذي يكون مرهق من السفر .
سؤال وجيه :
هل يعقل ان يكون هناك المئات من مواطني الجنسيات غير العراقية يعملون ويتنقلون بحرية داخل بلادنا بينما نضع القيود ونشدد على حركة العراقيين داخل وطنهم ونسميهم الغرباء؟!
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟