|
جهژنی نهورۆ زتان پی رۆز بێت
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 13:33
المحور:
سيرة ذاتية
هل ينتبه ساسة العراق ، والمتنفذون منهم على الأخص ، ان يوم 21 آذار ، هو اليوم الوحيد الذي يحتفل به كل العراق ، من زاخو الى الفاو ، ومن الرطبة الى زرباطية ؟؟ الجواب معروف بالنفي . في جزء كبير من بغداد ، والمحافظات الأخرى باتجاه الجنوب ، يحتفلون بنفس اليوم بما أسموه ( دورة السنة ) ، وهو تقليد لبداية السنة التقويمية الفارسية المعتمدة في ايران وافغانستان وغيرها . في جزء كبير من بغداد والمحافظات المحيطة في المنطقة الوسطى يحتفلون بنفس اليوم تحت مسمى آخر مثل ( عيد الام ، عيد الشجرة ) . وفي الإقليم فانه العيد القومي للكرد ورمز نضالهم التاريخي .
اعتاد سكان البصرة ، كما في باقي مدن العراق ، الاحتفال بهذا اليوم ، وهو يشبه يوم عيد حقيقي للجميع ، وفي سنوات العمل بقانون 11 آذار 1970 الذي اعطى الحكم الذاتي لاقليم كردستان ، أصبح الاحتفال له طعم آخر ، أحلى وأجمل بكثير . في الصباح تذهب العوائل الى منطقة صحراء الأثل في منطقة الزبير وتقضى النهار هناك بأجواء الفرح والمتعة ، وقسم آخر يقضي النهار في بساتين النخيل على امتداد ضفتي شط العرب من شمال البصرة الى جنوبها , بعد الظهر يلتقي البصريون وعوائلهم على كورنيش شط العرب وتتواصل موجات الغناء والرقص والموسيقى حتى وقت متأخر من المساء ، بالترافق مع الموسيقى والغناء من الزوارق ( الماطورات ) التي يمتلئ بها شط العرب ، ودائما كنت اتساءل من أين يأتي هذا العدد الكبير جداً ، وأين يكون في الأيام الاعتيادية . كان فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في البصرة مهتما بتوفير باصات نقل مجانية للمواطنين من مركز البصرة الى منطقة الأثل وبالعكس ، وكان جارنا الكردي ابو حميد مسؤولاً عن ذلك ، ولذلك فان مكاننا كان محجوزاً مع عائلته . جارتنا الكردية سهيلة وهي شقيقة ام حميد كانت ألاولى التي تبادلت معها نظرات المودة والتحايا الخاصة أيام الصبا وخيالات العشق الأولى ، وانتهى الحلم بعد ان تراجع النظام عن تنفيذ حقوق الكرد ، واختفى بسرعة مفاجئة أغلب معارفنا من الكرد ومنهم الشاب الكهربائي فائق ، وبقى في البصرة أولئك الكرد الذين انضموا الى جانب أحزاب كردية شكلية كوّنها النظام .
ما أن بدأت في وضع قدمي على طريق بناء حياتي المستقبلية حتى انقلب الأمور في العراق ، وتراجع النظام عن تحالفه مع الحزب الشيوعي ، وأصبح الجميع تحت طائلة المطاردة والاعتقال وحتى الموت أيضاً ، فوجدت نفسي ، مع آلاف آخرين خارج العراق لوقت قصير عدت بعدها للعيش في كردستان ، بين فصائل الأنصار المسلحة الشيوعية لمقاومة النظام ، تعلمت اللغة الكردية بلهجتها البهدينية واتقنتها بطلاقة بين عامي 80-82 ، ومن أهم اشكال المساعدة في تعلم اللغة هي ان الكردي لا يضحك عندما يغلط العربي بين المذكر والمؤنث على سبيل المثال ، بل يصحح له ويعلمه مفردة جديدة ، على عكس ما يقوم به العربي . زرت قرى كثيرة والتقيت بالكرد عن قرب ، نمت في بيوتهم ، اطعموني من زادهم ، كانوا كرماء دائماً ، ومسرورين لوجود عرب من وسط وجنوب العراق يشاركونهم ثورتهم التحررية ، كانت سنوات جميلة رغم صعوباتها الكبيرة ، وبكنها انتهت للأسف بعد استخدام السلاح الكيمياوي في اكتساح شامل لأرض كردستان بعد توقف حرب النظام ضد ايران .
شاءت الصدف ان تكون زوجتي شابة كردية ، وأسميت ابني البكر ( روژ ) ويعني الشمس أو النهار باللغة الكردية ، واستمر يوم 21 آذار عيدا نحتفل به مع الأصدقاء الآخرين كردا وعربا وغيرهم من الأقليات . وهاهي كردستان تنعم بفيدراليتها التي انتزعتها بدماء ابناءها البررة ومن تضامن معهم من العرب ، وخلال زياراتي المتواصلة، أرى مستوى متقدم من التطور في مجالات البناء والاعمار والخدمات والاقتصاد ، ولازال امامهم طريق طويل لتثبيت ديمقراطية حقيقة فعالة في النظام السياسي ، ومكافحة الفساد ، وبناء أجيال جديدة تهتم بالتطور العلمي لبناء الانسان ، وتأسيس لاقتصاد متين منتج ، وثقافة رصينة ، وكل ما من شأنه تحقيق السعادة للشعب الكردي .
غدا سيعود 21 آذار بمسمياته المختلفة ، وسيفرح أبناء العراق ، رغم ظلام الإرهاب والطائفية ، كل على طريقته الخاصة . ولأن قادة العراق لم يتفقوا على عيد وطني ، ولن يتفقوا ، ما دامت عقلياتهم الضيقة ، تملي عليهم عكس ذلك . أعتقد ان يوم 21 آذار هو الأفضل ليكون العيد الوطني العراقي . كل نوروز والجميع بخير 20 آذار 2014
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميات دنماركية 35
-
يوميات دنماركية 34
-
زعطيط السياسة ، مقتدى
-
يوميات دنماركية 33
-
يوميات دنماركية 32
-
جيش العراق ، جيش الحاكم بأمره
-
هل انا دنماركي ؟؟؟
-
يوميات دنماركية 31
-
يوميات دنماركية 30
-
يوميات دنماركية 29
-
نتائج انتخابات مجالس المدن في الدنمارك ، فوز وخسارة متبادلين
...
-
يوميات دنماركية 28
-
انتخابات مجالس المدن والأقاليم في الدنمارك 2013
-
يوميات دنماركية 26
-
يوميات دنماركية 25
-
يوميات دنماركية 24
-
حول توزيع مقاعد البرلمان الدنماركي
-
يوميات دنماركية 23
-
شكراً جزيلاً لنوري المالكي
-
يوميات دنماركية 22
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|